بدأت المباراة مع سيطرة أكبر من روما على الكرة بدون خطورة تذكر وهو ما استمر حتى الدقيقة الرابعة التي فوجئ الجميع فيها بانطفاء جزء من الأنوار الكاشفة ليوقف الحكم المباراة مؤقتاً قبل أن يُعيدها بعد أن تحدث مع قائدي الفريقين اللذين بدا وأنهما موافقان على استكمالها بهذا الشكل.
عادت الأضواء وعاد معها انفجار روما على الصعيد الهجومي بعد أن مرر توتي كرة سحرية بكعب القدم إلى فلورينزي المنطلق من الخلف للأمام على الرواق الأيسر والذي توغل بالكرة داخل المنطقة لكن تأخره أدى لإخراج الكرة لركلة ركنية.
إلا أن الركلة الركنية كانت تحمل السعادة للذئاب، بعد أن رفع توتي كرة عالية وجدت رأس إريك لاميلا الذي وضعها بأريحية شديدة في المرمى في لقطة طالب فيها لاعبو لاتسيو بخطأ ضد الموهوب الأرجنتيني بداعي قيامه بدفع لوليتش إلا أن الحكم لم يعر الأمر اهتمامه واحتسب هدف التقدم للنصف الأحمر من العاصمة.
واصل روما هيمنته على اللقاء فأجبر أوسفالدو مدافع لاتسيو دياس على إخراج الكرة لركنية قبل أن تصبه الأنانية في الدقيقة 15 بعد أن فضّل التسديد برعونة بدلاً من التمرير لمايكل برادلي المنطلق إلى انفراد.
أخيراً ظهرت خطورة لاتسيو بعد أن ربح ركنية في الدقيقة 16 بعد أن ضغط دي روسي على كلوزة إلا أن الخطورة توقفت عند حدود العرضية الطائشة لتبدأ الأمطار في الازدياد بشكل واضح مهددة بالتأثير على سيناريو اللقاء بعد أن باتت الكرة تتعطل في تحركها بظهور بعد البرك في أرضية الملعب.
بدأ لاتسيو في النشاط بشكل أكبر لكن الأرضية استمرت عائقاً واضحاً ضد كلا الفريقين وإن تحسن الأداء بعض الشيء بعد أن اعتاد اللاعبون على الأرضية قليلاً حتى إن لاتسيو استفاد منها بعد تدخل كونكو الذي لم يسمح للكرة بالخروج لركلة مرمى ليربح لاتسيو ركنيتين متتاليتين في الدقيقة 25 لكنهما لم تسفرا عن شيء إلا أنهما كانتا إيذاناً بأن تميل السيطرة بشكل أكبر لنسور العاصمة.
وكما كان متوقعاً، استمرت المباراة بدون فرص تذكر حتى جاءت الدقيقة 32 عندما تحصل لاتسيو على ركلة حرة مباشرة مع بطاقة صفراء لفلورينزي لكن تسديدة هرنانيس جاءت في منتهى السوء لكن الدقيقة 33 شهدت ركلة ثابتة أخرى للاتسيو لكنها كانت مع عرضية هذه المرة ارتقى لها النشيط عبدالله كونكو ليحولها خطيرة علت العارضة بقليل لكنها ثبتت أفضلية لاتسيو في اللقاء منذ الدقيقة 15.
أخيراً جاء الفرج للاتسيو بهدف التعادل للاتسيو في الدقيقة 35 ومن ركلة ثابتة ثالثة على التوالي .. هذه المرة كان كاندريفا على موعد مع التألق مع صاروخية من 32 ياردة تقريباً فشل فيها الحارس جويكوتشيا في إخراجها وتصدى لها بطريقة المبتدئين لتلمس يده وتسكن المرمى لتعود المباراة إلى نقطة الصفر من جديد.
وكعادته كان الصقر الألماني ميروسلاف كلوزة متألقاً في المباريات الكبيرة، وذلك بعد أن اصطاد تسديدة طائشة من هيرنانيس بدت وأنها عرضية أرضية هدأت الأمطار من سرعتها أمام المخضرم صاحب الأصول البولندية ليوقفها بيمناه وسط محاصرة هشة من ماركينهوس وفيديركو بالزاريتي ويضعها بيسراه ليتقدم لاتسيو في الدقيقة 43 بهدفين لهدف وهي النتيجة التي آل إليها الشوط الأول الذي شهدت نهايته تحول دراماتيكي بعد أن طرد الحكم دانييلي دي روسي إثر ضربه لماوري في وجهه..!.
بدأ الشوط الثاني بمفاجأة صادمة لروما بعد كرة طويلة بدون عنوان من دفاع لاتسيو في الدقيقة 47 إلا أن ظهير روما الأيمن إيفان بيريس هيأها برأسه بغرابة شديدة على قدم ماوري الذي لم يدخر وسعاً في إطلاق صاروخ بكل أريحية موسعاً الفارق لهدفين لتتصعب الأمور بشكل كبير على روما المنقوص.
كاد هرنانيس أن يبدأ سيناريو مهرجان أهداف بعد أن أطلق يسارية صاروخية اصطدمت بفخذ بورديسو وغيرت اتجاهها إلا أن جويكوتشيا أظهر أخيراً لماذا هو حارس لمرمى روما بعد أن أخرجها ببراعة إلى ركنية قبل أن يتصدى لتسديدة جديدة من ألفارو جونزاليز.
من جديد كاد لاتسيو أن يضيف الهدف الرابع في الدقيقة 58 عن طريق ماوري المتألق الذي دخل لمنطقة الجزاء ليقابل عرضية أرضية من كلوزة إلا أنها اصطدمت بالدفاع ومرت برداً وسلاماً على دفاع روما الذي لم يلتقط أنقاسه لأكثر من دقيقة بعد عرضية من ليديسما إلى ماوري الذي قفز ليلعبها برأسه إلا أن ماركينهوس أبعدها في اللحظة الأخيرة قبل أن يطلقها قائد النسور في المرمى.
مع مرور الدقائق لاح في الأفق شبح الاستسلام من جانب روما والهدوء من جانب لاتسيو وبدا واضحاً أنه لا مجال للعودة في النتيجة من جانب الذئاب في ظل الفارق في النتيجة والنقص العددي كما أن تغييرات زيمان لم تُحدث أثراً كبيراً وإن بقى الفريق يحاول بكرات فردية تظهر بين الفينة والأخرى كتلك التمريرة العرضية من توتي في الدقيقة 65 إلى أوسفالدو أخرجها الدفاع إلى ركنية رفعها توتي لتصل لأوسفالدو هذه المرة بأريحية كبيرة في لعب الرأسية إلا أن المهاجم الأرجنتيني لعبها بغرابة شديدة فوق العارضة.
عاد لاتسيو للخطورة في الدقيقة 68 بتمهيد ولا أروع من هيرنانيس على حدود المنطقة ليطلق صاحب الرقم 8 تسديدة أرضية أخرجها جويكوتشيا بصعوبة لركنية لم تسفر عن شيء يذكر.
استفاق روما بعض الشيء وتحصل على عدة أخطاء على حدود المنطقة في الدقائق السبعينية إلا أن خطورته لم تعدو أكثر من مجرد "مناوشات" لا ناقة منها ولا جمل كما قلّت خطورة لاتسيو أيضاً بعد خروج المتألق هرنانيس واشتراك "الدفاعي" بروكي.
لم يشأ حكم المباراة أن يهنأ ماوري بليلته السعيدة التي تألق فيها بعد أن طرده بداعي لمس الكرة لذراعه فخرج قائد لاتسيو وهو يعترض مؤكداً أن الكرة لمست ذراعه.
أحزان ماوري تحولت لقلق عميق بعد أن استغل ميراليم بيانيتش نفس الركلة الحرة التي احتسبت ضد ماوري قبل الطرد ليطلق البوسني تسديدة طولية مستغلاً تقدم الحارس ماركيتي عن مرماه لتسقط في المرمى بعد محاولة يائسة من حارس لاتسيو لتصبح النتيجة 3/2 في الدقيقة 86.
دبت الروح في لاعبي روما بعد أن لاح بصيص أمل للعودة لكن لاعبي لاتسيو كانوا من الخبرة باستهلاك الوقت بشكل مميز رغم أن الفريقين باتا يلعبان بعشرة لاعبين حتى جاءت الدقيقة 90 بدون شيء جديد من روما.
بعد الدقيقة 90 بدأ استمر لاتسيو في إضاعة الوقت مع لجوئه في بعض الأحيان لإضاعته بشكل غير قانوني ما أعجز روما عن القيام بأي هجمة خطيرة حتى الدقيقة 92 التي حاصر فيها روما منافسه إلا أن لاتسيو عاد من جديد للبراعة في إخراج الكرة من مناطقه.
لكن الدقيقة 94 شهدت الهجمة الوحيدة الخطيرة جداً من روما وذلك بعد كرة قُطرية رائعة من مايكل برادلي خلف الدفاع تدخل فيها أوسفالدو رغم تواجد ماركينيو في وضعية أفضل ما جعل الأرجنتيني يسددها يسارية مرت بجوار القائم لتضيع الفرصة الأخيرة لروما لتجنب ليلة حزينة مفسحاً المجال لانتصار لاتسيو بثلاثة أهداف لهدفين رافعاً رصيده إلى 22 نقطة في المركز الرابع بينما توقف رصيد روما عند 17 نقطة في المركز السادس المهدد بفقدانه في حالة فوز المطاردين.