ضيق مانشستر سيتي الخناق على جاره "مانشستر يونايتد" بفوز هام وثمين على ملعب نيوكاسل "سان جيمس بارك" بثلاثة أهداف لهدف في افتتاح الجولة الـ17 من البريميرليج، ليرفع فريق المدرب مانشيني رصيد نقاطه لـ 36 نقطة في المركز الثاني بفارق ثلاث نقاط عن مانشستر يونايتد المتصدر بـ 39 نقطة وتنتظره مباراة أمام سندرلاند في وقت لاحق مساء اليوم.
السيتي تقدم بهدفين نظيفين في الحصة الأولى بواسطة سيرخيو أجويرو وخافي جارسيا، وأهدر نيوكاسل العديد من الفرص السهلة بسبب التألق الكبير لجو هارت، إلى أن سقط دفاع السيتي في خطأ فادح حين حاول نصب مصيدة التسلل لديمبابا في الدقيقة 51 ليعاقبهم بتسجيل هدف التقليص، لكن بقيادة الرائع دافيد سيلفا عوض السيتي بتسجيل الهدف الثالث عن طريق يحيى توريه الذي سبق وسجل الموسم الماضي هدفين على نفس الملعب في الجولة قبل الأخيرة.
عكس التيار
ركز نيوكاسل على إحراز هدف مُبكر لتعميق جراح الزوار بعد تعرضهم لخسارة مؤثرة في الصراع على لقب البريميرليج هذا الموسم أمام مانشستر يونايتد الأسبوع الماضي، وبدأوا بمحاولات جادة على الأطراف وفي العمق بتبادل الكرات القصيرة من لمسة واحدة، بهدف قيادة المباراة والتمكن من التسجيل بواسطة أحد مهاجميه "ديمبابا أو بابيس سيسيه".
تألق الحارس الدولي الإنجليزي "جو هارت" في التصدي لبابيس سيسيه ثم ديمبابا حالت دون تسجيل نيوكاسل لهدف السبق، ففي الدقيقة الثانية تصدى جو هارت لتصويبة صعبة من بابيس سيسيه على أقصى الزاوية اليمنى، وبعدها بدقيقة ربح نيوكاسل ركلة حرة مباشرة على حدود منطقة السيتي نفذت للمدافع المتقدم لأداء الدور الهجومي "ويليامسون" الذي تغلب في الصراع الهوائي على ناستاسيتش إلا أن سمير نصري العائد للتغطية أنقذ الموقف وأزاح الخطر عن مرمى هارت.
وفي الدقيقة الرابعة عاد جو هارت لينقذ فريقه من كرة أرسلها لاعب الوسط الأرجنتيني "جوناس جوتيريز".
وتواصلت السيطرة الميدانية لنيوكاسل على المباراة بفرصة رائعة خلقها الجناح الهولندي "أنيتا" في الدقيقة السادسة لكن عرضيته لم تجد أحد أمام مرمى السيتي لتضيع أهم فرصة على الماكبايس وسط خيبة أمل أنصار الفريق.
وارتكب الإفواري "الحبيب كولو توريه" خطأ ثالث أمام منطقة جزاء السيتي في الدقيقة السابعة ضد ديمبابا لم يستفد منها نيوكاسل لتهديد مرمى هارت من جديد.
الضغط الرهيب الذي مارسه لاعبي نيوكاسل في الدقائق الأولى أدى لغياب تام لهجوم السيتي على مرمى الحارس الهولندي "تيم كرول"، لدرجة أن أول وصول لتيفيز وسمير نصري قد جاء في الدقيقة التاسعة واحتسبت اللعبة "تسلل".
وعلى عكس سير المباراة، استطاع مانشستر سيتي تسجيل هدف مُباغت في الدقيقة العاشرة حمل توقيع الأرجنتيني المتألق "سيرخيو أجويرو" بعد تلقيه عرضية من الفرنسي سمير نصري داخل منطقة الجزاء في الدقيقة العاشرة.
قصة الهدف بدأت من الإفواري "يحيى توريه" عندما خدع لاعبي وسط نيوكاسل عند نقطة ضربة البداية (السنتر) ليرسل تمريرة نموذجية خلف المدافع "سانتون" للمتحرك دون كرة على الرواق الأيمن "سمير نصري" والذي فضل تمريرها من لمسة واحدة إلى سيرخيو أجويرو داخل المنطقة وقت خروج "تيم كرول" من مرماه ليضعها الأرجنتيني داخل الشباك الفارغة بعد هروبه من رقابة كولوتشيني وويليامسون.
دخل مانشستر سيتي بهذا الهدف إلى أجواء المباراة وخرج نيوكاسل في المقابل من اللعبة بصورة نسبية، ليبدأ دافيد سيلفا مزاولة هوايته المفضلة في المراوغة والتمرير السلس والجميل لزملائه، وكاد من إحدى كراته العبقرية قيادة فريقه للتقدم بالهدف الثاني في الدقيقة الـ19 لولا تدخل القائم الأيسر وتألق ويليامسون في إزاحة الكرة من على خط المرمى.
دافيد سيلفا جذب نحوه ثلاثة من عناصر دفاع نيوكاسل في الدقيقة 19 ليفتح المساحة لتحرك سمير نصري على الجهة اليمنى داخل منطقة الجزاء قبل أن يهديه كرة سحرية أمام المرمى لكن تصويبة الفرنسي في الزاوية الضيقة اصطدت في القائم الأيسر لترتد لسيرخيو أجويرو الذي وضعها من لمسة واحدة داخل المرمى لكن الأرض انشقت وأخرجت ويليامسون لينقذ الكرة من على الخط ويحولها لركنية.
وفي الدقيقة 27 عاد جو هارت ليعبر عن نفسه بقوة بتصدٍ ممتاز لكرة المدافع ويليامسون الذي تقدم لأداء الدور الهجومي أثناء تنفيذ ركلة ركنية.
رد السيتي بهجمة سريعة في الدقيقة 29 عندما مرر سمير نصري لأجويرو الذي أهدر فرصة سهلة أمام المرمى مرة أخرى، وتواصلت متعة المباراة بتصويبة قوية من ديمبابا في الدقيقة 30 لكنها ذهبت فوق العارضة.
وكاد الأرجنتيني "كولوتشيني" يتعرض للطرد المباشر من قِبل الحكم آندريه مارينر حين تعمد إيذاء كارلوس تيفيز في صراع هوائي بضربه بالمرفق في الوجه عند الدقيقة 31 لكن الحكم كان رحيماً واكتفى بتحذيره بالبطاقة الصفراء.
وفي الدقيقة 35 تعرض مانشستر سيتي لصدمة حين أصيب سمير نصري في منطقة "حساسة" ليتم استبداله بالجناح الصربي "كولاروف"، لكن نيوكاسل لم يستغل خروج أخطر لاعبي السيتيزنس للعودة مرة أخرى في اللعبة ففي الدقيقة 38 تلقت شباكهم الهدف الثاني برأسية من اللاعب الإسباني خافي جارسيا.
دافيد سيلفا الذي يعد واحد من أفضل لاعبي اللقاء أرسل تمريرة عرضية نموذجية إثر ركلة ركنية من الجهة اليسرى للسيتي وجدت رأس "خافي جارسيا" ليضعها على أقصى يسار الحارس كرول الذي خرج بالخطأ من مرماه، وحاول سانتون الذي كان وقفاً على خط المرمى تشتيت الكرة لكنه لم يتمكن من ذلك لينتهي الشوط الأول بتقدم السيتي بهدفين دون رد.
عودة ثم انهيار
مع انطلاقة الشوط الثاني زادت سخونة المباراة ومتعتها فمن تمريرة عشوائية للمدافع كولوتشيني داخل منطقة جزاء مانشستر سيتي في الدقيقة 51 تمكن السنغالي "ديمبابا" ضرب مصيدة التسلل ثم تصويب الكرة بكل ما لديه من قوة برأسه لتذهب على أقصى يمين جو هارت معلنة عن هدف التقليص ليعود نيوكاسل في اللعبة.
وكاد نيوكاسل ينجح في معادلة النتيجة في الدقيقة 53 حين تغلب السنغالي الآخر "بابيس سيسيه" على جو هارت بتصويبة رائعة تصدت لها العارضة وسط خيبة أمل الأنصار الذين انتظروها داخل الشباك.
ولولا تدخل تيم كرول في الوقت المناسب مع كارلوس تيفيز في الدقيقة 57 لقتل الأرجنتيني اللقاء تماماً ليمنح الحارس الهولندي فرصة جديدة لزملائه لتحقيق التعادل.
وفي الدقيقة 63 أهدر ديمبابا فرصة مؤكدة لتسجيل هدف التعديل من مسافة قريبة للغاية، ورد نجوم مانشستر سيتي بهجمة منظمة فشل كولاروف في انهائها بشكل صحيح داخل المرمى بتصويبها بكل قوة دون تركيز.
وفي الدقيقة 71 تفاجأ عشاق مانشستر سيتي بسحب اللاعب البديل "كولاروف" الذي نزل بدلاً من سمير نصري نهاية الشوط الأول حيث قام مانشيني باستبداله بالمهاجم البوسني "إيدين دجيكو".
التغيير الذي أجراه مانشيني نجح في انشغال مدافعي نيوكاسل برقابة دجيكو وتيفيز وأجويرو ليمنح ذلك فرصة للقادمون من الخلف لتأدية الدور الهجومي، ليسجل الإفواري "يحيى توريه" الهدف الثالث من وضع السقوط بعد تلقيه تمريرة عرضية أرضية من المدافع زاباليتا الذي تحول لظهير أيسر.
وكان دافيد سيلفا قد بدأ كذلك هجمة الهدف الثالث حين مرر لزاباليتا كرة ضرب بها مصيدة التسلل على اليسار، ليبرهن لاعب فالنسيا السابق على أنه النجم الأول لهذا اللقاء الملتهب.
وأضاع سيرخيو أجويرو الهدف الرابع على مانشستر سيتي في الدقيقة 86 حين سدد برعونة أثناء انفراده التام بالحارس تيم كرول لتمر كرته جوار القائم الأيمن.