اعتبره وثيقة للهزيمة...مسيرات لحزب الله ابتهاجا بتقرير "فينوجراد"
ابتهاجا بتقرير "فينوجراد" الذي أقر بمسئولية قادة إسرائيل عن الهزيمة في حرب لبنان، انطلقت في شوارع مدينة صور وعدد من القري في جنوب لبنان أمس الاثنين مسيرات لحزب الله مستبشرين بسقوط رئيس حكومة إسرائيل.
وقد حملت لجنة "فينوجراد" كلا من إيهود أولمرت رئيس الحكومة الإسرائيلية وعمير بيريتس وزير الحرب ودان حالوتس رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق ، مسئولية فشل حرب تموز (يوليو) الماضي.
وذكرت مصادر إخبارية أن عشرات السيارات رفعت أعلاما لحزب الله وأعلام لبنانية وأطلقت خطابات من على عدد من المركبات للامين العام لحزب الله حسن نصرالله كانت تبشر بسقوط اولمرت، فضلاً عن اناشيد واغانٍ وطنية.
وفي أول رد فعل له على تقرير اللجنة ، اعتبر عضو مجلس النواب اللبناني عن حزب الله حسين الحاج حسن أن تقرير لجنة فينوجراد وثيقة تؤكد هزيمة اسرائيل خلال عدوانها الاخير على لبنان، مشيرا الى أنه ستكون لهذا التقرير تداعيات على المستويين السياسي والعسكري داخل الكيان الاسرائيلي
من جهته اكد النائب عن حزب الله في البرلمان اللبناني حسن حب الله ان اهم ما يمكن ان يقال عن تقرير لجنة "فينوجراد" الاسرائيلية للتحقيق في اخفاقات العدوان على لبنان ، هو الاستخلاص بان المسئولية الكاملة في شن الحرب على لبنان يقع على عاتق العدو الاسرائيلي وحليفته الولايات المتحدة.
حرب مدبرة
**********
وقال حب الله في حوار مع قناة "العالم" الاخبارية الاثنين : "إنه يمكن التأكيد من خلال هذا التقرير ان الحرب لم تكن ردة فعل على عملية اسر الجنديين الاسرائيليين، وانما كانت مدبرة من اجل القضاء على قوة لبنان، المتمثلة في المقاومة، وجعل لبنان بلدا دون حماية، وادخاله في نفق مظلم، وهو المشروع الامريكي الصهيوني، ومن بعد ذلك اسقاط المنطقة، وهو ما عبرت عنه وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس بولادة الشرق الاوسط الجديد".
وحول ما تضمنه التقرير بان سبب فشل العدوان على لبنان كان عدم الاستعداد له من قبل إسرائيلي، قال حب الله: "انهم كانوا على استعداد وقد خططوا للحرب حسب اعترافات كبار قادتهم، ومنهم رئيس وزراء الاحتلال ايهود اولمرت، الذي قال ان خطط الحرب قد اعدت قبل اربعة اشهر، وما لم يكن معلوما هو ساعة الصفر".
وتابع قائلا: "ستكون لهذا التقرير تداعيات كبيرة ليس على المستوى العسكري والاستخباراتي فحسب، وانما على المستوى السياسي، واتوقع بالتاكيد ان تتصاعد الاصوات المطالبة باستقالة اولمرت".
أولمرت لن يستقيل
****************
فيما أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، أمس الاثنين، في جلسة خاصة عقدها للوزراء من كتلة كديما أنه لا ينوي تقديم استقالته.
وبعد أن قرأ القاضي المتقاعد "فينوجراد" ملخص التقرير، عقد وزراء كديما جلسة خاصة، أوضح فيها أولمرت أنه لا ينوي الاستقالة من منصبه، وأن سيعمل على تشكيل طاقم لتطبيق توصيات اللجنة.
كما جاء أن وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، لن تعمل على تنحية أولمرت من منصبه، وإنما ستناقش أهمية وحدة كديما وتطبيق توصيات لجنة فينوجراد.
تجدر الإشارة إلى أن الأجواء في جلسة كديما كانت عصيبة، إلا أن غالبية الوزراء وقفوا إلى جانب أولمرت.
ونقل عن وزير الداخلية بار أون قوله إن: "اللجنة لم تقدم توصيات شخصية، وإنما أعطت فرصة لتصليح النواقص، خاصة وأن عملية الانتخابات سوف تصيب الدولة بالشلل".
أما وزير المواصلات شاؤول موفاز، والذي تطرق إليه تقرير فينوجراد، فقد قال إن أفضل من يقوم بتصحيح الإخفاقات هو رئيس الحكومة. أما الوزير زئيف بويم فقد قال إنه "يجب السير في نفس الاتجاه بدون أي تغيير".
وأوضح شيمون بيريز أن المسئولية لا تقع على عاتق أولمرت وحده، وإنما هي مسئولية جماعية، وأضاف أنه يجب عدم إدخال الدولة إلى الإنتخابات.
كما جاء أن كتلة "يسرائيل بيتينو" التي دخلت الائتلاف بعد الحرب، سوف تظل في الائتلاف.
وعلم أن واشنطن تحاول التخفيف عن أولمرت، حيث عبر الناطق بلسان البيت الأبيض، طوني سنو، عن دعمه. وقال إن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، يعمل بتعاون وثيق مع رئيس الحكومة، ويعتقد أن له دوراً حيوياً في التوصل إلى حل الدولتين. إلا أنه أضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تتدخل في الشأن الإسرائيلي الداخلي، على حد قوله.
ويأتي هذا في الوقت الذي يواجه فيه أولمرت مطالب داخلية باقالته من الحكومة خاصة بعد تدني شعبيته بصورة كبيرة, كما توقع مراقبين أن يتسبب تقرير "فينوجراد" في حدوث تصدع في حكومة أولمرت الائتلافية, خاصةً بعد تهديد حزب العمل بالخروج من الائتلاف الحكومي, وتقدم زعيم الليكود بنيامين نتنياهو في إستطلاعات الرأي المرشحين لرئاسة الوزراء خلفاً لأولمرت.
وفي المقابل، تصاعدت الأصوات التي تطالب باستقالة أولمرت ووزير الأمن عمير بيرتس.
وقال زفولون أورليف (المفدال) إن لجنة فينوجراد لم تبق أمام أولمرت أية خيارات سوى الاستقالة. وبحسبه "على رئيس الحكومة الذي تسبب بفشله بمقتل جنود ومدنيين التخلي عن منصبه".
وقالت عضوة الكنيست زهافا غلؤون (ميرتس)، إنه على أولمرت وبيرتس أن يستقيلا من منصبيهما.
أما عضو الكنيست أوفير بينس (حزب العمل) فقد طالب الجمهور بالخروج إلى الشارع في مظاهرات تطالب باستقالة رئيس الحكومة وزير الأمن، في حال لم يبادرا بأنفسهما إلى الاستقالة. وبحسبه" لم يكن متوقعاً ومطلوباً من اللجنة إقالة رئيس الحكومة، إلا أنه يجب على أولمرت وبيرتس أن يقدما استقالتيهما اليوم".
ومن جهته قال يوسي بيلين (ميرتس) إنه يجب على بيرتس سحب ترشيحه من رئاسة حزب العمل فوراً. وأضاف أنه يجب على أولمرت عدم انتظار المظاهرات، وأن مساهمته الوحيدة للدولة في هذه اللحظة هي تقديم استقالته.
أما عضو الكنيست يوفال شطاينتس (الليكود) فقال إنه يتبين، بحسب التقرير، أنه لم يكن لإسرائيل قيادة سياسية وأمنية فاعلة خلال الحرب. وطالب أولمرت وبيرتس بتقدم استقالتيهما، بدافع المسؤولية.
تقرير اللجنة
************
وقد حملت اللجنة مسئولية الفشل الذريع في الإعداد للحرب لرئيس الوزراء إيهود أولمرت ووزير الحرب عمير بيرتس ورئيس الأركان السابق دان حالوتس, واتهمتهما بإرتكاب أخطاء عدة خلال الحرب واصفة قرار اتخاذ الحرب بالمتسرع بالاضافة الى عدم دراسة الوضع في لبنان دراسة جيدة.
وقال "الياهو فينوجراد " رئيس اللجنة التي شكّلتها الحكومة الإسرائيلية للتحقيق في خسارة جيش الاحتلال في حرب اسرائيل على لبنان الصيف الماضي ان أسباب الإخفاقات في الحرب تتلخص فى اتخاذ قرار الحرب الذى لم يستند الى خطوة تفصيلية ومقررة ولم يكن هناك دارسة للموضوع وتم دفع ثمن باهظ ولم يتم فحص كل ألوان واشكال المخاطر ولم يعرض قرار الحرب على الأوساط السياسية ".
وأضاف فينوجراد ان " وزير "الدفاع" لم يتعامل بشكل جيد مع تطورات الحرب لقلة خبرته و قرر الدخول في حرب دون التفكير في كيفية الخروج منها ولم تكن العمليات قادرة على انجاز الحرب ولم يطلب الجيش تجهيزا للاحتياط، وتم عرض مبهم للاهداف من الحرب وطرق العمل بها, لذلك فالمسؤلية القصوى تقع على عاتق رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس الأركان لقد تصرفوا في ذلك دون التشاور مع الاخرين رغم قلة خبرتهم ".
وأشار الى ان وزير "الدفاع" لم يحاول ان يفحص قدرة الجيش ، ولم يحاول ان يدرس البدائل، ولم يحاول ان يطور منظورة من اهداف الحرب كما ان قلة معلوماته حالت دون ان يحاول ان يجد بدائل لذلك فشل وزير الدفاع في مهمته, كما ان رئيس الاركان أعطى انطباعا للقيادة السياسية بالاستعداد لخوض الحرب، ونقص الاستعداد جاء نتيجة المفهوم الخاطىء،وغياب التركيز دون الاخذ بالحسبان قلة الخبرة .