الانباء تتضارب حول صفقة الاسري وفيتو اسرائيلي ضد مرشحي حماس
تضاربت الأنباء حول صفقة تبادل الاسري بين فلسطين وإسرائيل, ففي الوقت الذي أكدت فيه مصادر إسرائيلية أن هناك خلافا حول أسماء الاسري الفلسطينيين المفرج عنهم مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شليط, مؤكدةً أن لإسرائيل حق "الفيتو" في رفض أي أسم ترشحه حركة المقاومة الإسلامية "حماس", فيما نفت مصادر فلسطينية وجود أية خلافات بهذا الشأن, وأشارت إلى أن كل ما يقال في وسائل الإعلام من معلومات حول صفقة التبادل بعيد عما يجري ومن قبيل الظنون والتخمينات.
خلافات قادمة
*****************
ومن جانبها أكدت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الأحد، أنه رغم التقدم في مفاوضات تحرير شليط من الأسر، فإن إعادته إلى إسرائيل ليست متوقعة قبل أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق حول أسماء السجناء الفلسطينيين الذين سيحررون في المقابل، مشيرةً إلى أن هذا الموضوع يعتبر عقبة قوية في المفاوضات التي تجري بوساطة مصرية.
وأوضحت الصحيفة أن الاتفاق المتحقق بين الطرفين هو بشأن عدد مجموعات السجناء والمعتقلين الفلسطينيين الذين سيحررون مقابل شاليط، وعددهم الإجمالي.
كما أن هناك اتفاقاً بالنسبة لمراحل التحرير والمكان الذي سيتم فيه، إذ ستبدأ مراحل التحرير الأولى بنقل شليط من قطاع غزة إلى مصر، وبعد ذلك تطلق إسرائيل سراح مجموعة أولى من الفلسطينيين، وفي المرحلة الثالثة ينقل شليط إلى إسرائيل، ويتم حالياً البحث في إمكانية اتمام مراحل أخرى في الصفقة.
مشكلة البرغوثي
*********************
ومن جهة أخرى ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في عددها الصادر، اليوم الأحد، نقلاً عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن اسم أمين سر حركة "فتح" مروان البرغوثي في الضفة يوجد في قائمة السجناء التي نقلتها "حماس"، مشيرةً إلى أن التقدير هو أن إسرائيل كفيلة بأن توافق على تحرير أي فلسطيني مقابل اطلاق سراح شليط.
وأضافت الصحيفة "كان نقل قائمة السجناء من حماس إلى إسرائيل عبر الوسطاء المصريون يوم الخميس الماضي. والتقى عوفر ديكل، نائب رئيس المخابرات السابق والممثل الشخصي لرئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الاتصالات حول إعادة الجنود المخطوفين، والتقى مؤخراً سراً مع محافل استخبارية مصرية تعالج المفاوضات مع حماس، وتلقى قائمة السجناء".
طاقم خاص
************
وفي نفس السياق أشارت "يديعوت أحرنوت" إلى أن طاقماً خاصاً تشكل في جهاز المخابرات الإسرائيلية هذه الأيام يدرس قائمة السجناء، فيما أكدت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى أنه في القائمة التي نقلتها "حماس" يندرج قرابة 500 أسم لسجناء فلسطينيين، وهو الرقم الذي اتفق عليه في المفاوضات في الآونة الأخيرة.
وأضافت الصحيفة العبرية "حسب اتفاق مسبق مع حماس، فإن لإسرائيل حق الفيتو على تحرير سجناء تظهر أسماؤهم في القائمة. ونقلت يديعوت عن مصدر سياسي إسرائيلي كبير ضالع في المفاوضات على تحرير شليط قوله "في القائمة التي نقلها الفلسطينيون يوجد قتلة لن نحررهم تحت أي ظرف من الظروف, ويوجد في القائمة قتلة مجرمون كانوا ضالعين في العمليات بين 2000 و 2005، ولا توجد أية فرصة لأن نحررهم في الصفقة المتبلورة حالياً".
وعلي صعيد متصل أعلنت مصادر قريبة من رئيس وزراء جيش الاحتلال الإسرائيلي أيهود أولمرت، أنه سيجري في الأيام القريبة القادمة بحثاً في مكتبه مع كل الشخصيات ذات الصلة بالمفاوضات وذلك بعد أن يرفع طاقم خاص تشكل في جهاز المخابرات قراره بشأن كل سجين يوجد في القائمة, وقال مصدر قريب من أولمرت "في المفاوضات طرأ تقدم، ولكن لا تزال أمامنا فترة طويلة من المباحثات، ومحظور إيهام عائلة شاليط بأن ابنها يوشك على التحرر في وقت قريب".
أسماء بارزة
*****************
وعلي صعيد متصل نشرت صحيفة "معاريف" العبرية، اليوم الأحد، أسماء أحد عشر معتقلا تضمنتها القائمة التي قدمتها حماس لإسرائيل, وشملت القائمة تسعة من اسرى حماس وهم: يحيى سنوار ـ محمد شراتحة ـ محمد دخان ـ عايد مصلح ـ ناصر دويدار ـ أحمد أبو الكف ـ حازم العايدي ـ ومنال غانم ـ وجمال عقل, كما شملت القائمة مروان البرغوثي القائد الفتحاوي وعضو البرلمان, الى جانب امين عام الجبهة الشعبية النائب أحمد سعدات .
حراك جيد
***************
إلي ذلك قال مسئول فلسطيني مطلع إن هناك حراكاً وصفه بالجيد في صفقة تبادل الأسرى بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، موضحاً أن كل ما يقال في وسائل الإعلام من معلومات حول صفقة التبادل "بعيد عما يجري ومن قبيل الظنون والتخمينات"، ورفض المسئول القريب من صفقة التبادل الإدلاء بمزيد من التفاصيل والمعلومات، مكتفياً بالقول ان هناك حراك جيد في صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه أن رفضه الإدلاء بمزيد من المعلومات يأتي في سياق الحفاظ على سلامة الصفقة، والحرص على عدم التشويش على سيرها. وقال "إن كل ما يقال في وسائل الإعلام ويطرح من معلومات وأسماء هو ضرب عشوائي وظنون وتخمينات بعيدة عن كل ما يجري "، واصفاً ما تتداوله وسائل الإعلام بأنه خاطئ".
الكرة مع إسرائيل
*********************
ومن جهة أخري أكد الناطق باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد أن "هناك بوادر جدية لصفقة التبادل وبشكل متقدم من خلال تسليم قائمة أسماء الأسرى المطلوب فك سراحهم للوفد الأمني المصري".
وأضاف حمد "هذا سيعطي دفعة للموضوع ويبرهن أن هناك جدية كبيرة، فتسليم الأسماء كان مطلباً إسرائيلياً في البداية, مشيراً الي إن الفلسطينيين في انتظار الموقف الإسرائيلي، و"أعتقد أن كان هناك تفاعل وتجاوب من قبل الإسرائيليين في موضوع الأسماء فانه سيكون هناك التزام مفتوح من اجل إتمام هذه الصفقة"، مشدداً على أن صفقة التبادل "تتوقف على الموقف الإسرائيلي ومدى جديته".