بعد لقاء الأردن..أولمرت يدعو الزعماء العرب لزيارة إسرائيل لدفع السلام
في محاولة لوضع الكرة داخل الملعب العربي, والظهور في شكل حمامة السلام أمام العالم, أبدي رئيس وزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت استعداده للقاء الزعماء العرب للتباحث معهم بشأن مبادرة السلام العربية, قائلاً أنه يدعو جميع الزعماء العرب لزيارة إسرائيل في أي وقت يحددونه لشرح وجهة نظرهم, فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه بدأ صباح اليوم بسيناريو عن حرب واسعة النطاق .
مزاعم اولمرت
******************
وزعم أولمرت في كلمة ألقاها في مؤتمر الفائزين بجائزة نوبل المنعقد في مدينة البتراء الأردنية استعداده للقاء الزعماء العرب في أي مكان آخر إذا شاءوا ذلك, واصفاً المبادرة العربية بأنها جديرة بالاهتمام، غير أنه أضاف أن بلاده لا تريد تحديد شروط مسبقة، كما أنها لا تتوقع من أي طرف آخر فرض شروط على إسرائيل .
ومن جهة اخري ذكر مسؤول سياسي اسرائيلي ان اولمرت اطلع المقربين منه على عدد من القرارات يجد نفسه مضطرا لاتخاذها في الايام القليلة القادمة،ومنها القيام بعملية عسكرية واسعة ضد قطاع غزة، مشيراً الى ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس يبذل جهودا كبيرة لمنع هذه العملية العسكرية حتى لا يدفع الفلسطينيون ثمنا كبيرا وفادحا ولذلك هو يدفع باتجاه تجديد التهدئة ووقف اطلاق الصواريخ.
مباحثات أردنية
*****************
ومن جهة أخري طالب العاهل الأردني رئيس وزراء إسرائيل بقبول مبادرة السلام العربية القائمة على مبدأ الأرض مقابل السلام, وقال الملك عبد الله بعد اجتماعه مع أولمرت إن القادة العرب يريدون أن تعجل إسرائيل بقبول تلك المبادرة لأن عامل الوقت ليس في مصلحة الإسرائيليين أو الفلسطينيين, ملمحاً الي هناك التزاما عربيا بالسلام والمبادرة العربية للسلام تشكل اطارا مناسبا لحل النزاع العربي الاسرائيلي .
كما دعا الي ضرورة اتخاذ خطوات عملية لبناء جسور الثقة والتمهيد لاعادة اطلاق عملية السلام واستئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني" داعيا الى "رفع الحصار عن الفلسطينيين ووقف الاجراءات الاحادية ضدهم وازالة نقاط التفتيش التي تشكل انتهاكا صارخا لحقوق الفلسطينيين".
وقالت مصادر اردنية ان عبد الله واولمرت ناقشا مسألة توسيع المستوطنات والتصعيد الاسرائيلي ضد الفلسطينيين, مؤكدةً أن الملك كان واضحا جدا مع اولمرت وقال له بان مثل هذه الاجراءات تتناقض مع الرغبة في السلام, وكانت القمة العربية الاخيرة اقرت في مارس في الرياض تفعيل مبادرة السلام العربية التي تبنتها قمة بيروت في 2002 بناء على اقتراح سعودي.
احتجاجات اردنية
*********************
ومن جهة اخري بدأت النقابات المهنية الأردنية الثلاثاء اعتصاما احتجاجيا أمام مركزها الرئيسي في العاصمة عمان احتجاجا على مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت في مؤتمر الحائزين على جوائز نوبل والذي يبدأ أعماله في مدينة البتراء الأثرية صباح الثلاثاء بمشاركة 44 من حملة الجائزة العالمية في مختلف حقولها إضافة إلى شخصيات عالمية من القطاعين العام والخاص.
وبحتج المعتصمين أيضا، على اجتماع آخر يعقد يوم الأربعاء في مدينة العقبة في جنوب الأردن لنشطاء سلام إسرائيليين وفلسطينيين وأردنيين دعا له رئيس الوزراء الأردني الأسبق عبد السلام المجالي الذي وقعت في عهده اتفاقية السلام بين الأردن وإسرائيل.
انتقاد فلسطيني
****************************
وفي المقابل أكد نبيل أبو ردينة المستشار الإعلامي للرئيس الفلسطيني محمود عباس الثلاثاء في الأردن أن إسرائيل ما زالت غير جاهزة للسلام أو قبول المبادرة العربية, قائلا "نطالب بمبادرات حقيقية وجادة قائمة على أساس المبادرة العربية، وعلى العالم ألا يضيع هذه الفرصة ولكن مع الأسف إسرائيل لا زالت غير جاهزة للسلام أو قبول هذه المبادرة".
ونفى أن تكون هناك أي مباحثات فلسطينية إسرائيلية على هامش مؤتمر البتراء, ويشارك أبو ردينة في المؤتمر في إطار وفد فلسطيني يضم ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأحمد عبد الرحمن المستشار السياسي للرئيس عباس.
إستعداد عسكري
********************
ومن جهة أخري أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه بدأ صباح اليوم بسيناريو عن حرب واسعة النطاق, وأوضح جنرال الاحتياط جيورا إيلاند القائد السابق لمنطقة وسط إسرائيل العسكرية، التي تشمل الضفة الغربية أن المطلوب هو التحقق بشكل خاص من التنسيق بين هيئة أركان الجيش، وقادة مختلف المناطق العسكرية، وعلى الصعيد السياسي.
وقال في تصريحات للإذاعة العسكرية الإسرائيلية، إن التدريبات تأخذ في الاعتبار تجارب الحرب التي شنتها إسرائيل في 12يوليو العام الماضي وحتى 14أغسطس على لبنان، بعد أن قصف حزب الله في لبنان إسرائيل بأكثر من أربعة آلاف صاروخ.
وكان جيش الاحتلال قد أشار في وقت سابق أمس، إلى أن التدريبات التي سوف تستمر أربعة أيام، تجرى في إطار مناورات سنوية، ومشاركة كل قادة المناطق العسكرية في الشمال والوسط والجنوب، ومسؤولين سياسيين، من أبرزهم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس ومساعده أفراييم سنيه.
اتهامات دولية
*************
من ناحية اخرى اتهمت اللجنة الدولية للصليب الاحمر اسرائيل بعدم الوفاء بالتزاماتها تجاه القوانين والمواثيق الدولية لاسيما القوانين التى تنظم علاقة المحتل بالمواطنين الفلسطينيين الرازحين تحت الاحتلال, واوضح التقرير الذي تم تسريبه الى وسائل الاعلام أن اسرائيل تستخدم إحتلالها للاراضى الفلسطينية لخدمة الاسرائيليين فقط مستخدمة اجراءات ظالمة تحرم الفلسطينيين من العمل والعناية الصحية والتعليم وغيرها.
وقال بانا صايح الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر قولها ان التقرير تم نشره خلافا لاسلوب اللجنة التى تقوم بمناقشة تقاريرها مع الحكومات والسلطات المعنية بذلك مضيفة ان اللجنة بحثت الموضوع مع اسرائيل فى شهر فبراير الماضى, وذكرت صايح عددا من المواضيع المتناولة فى التقرير من زاوية انتقاد ما اعتبرته اجراءات اسرائيلية ظالمة بما فيها الجدار الفاصل والاجراءات فى مدينة القدس التى تجعل من الصعوبة على الفلسطينيين الحصول على عمل والاستفادة من العناية الصحية والتعليم.
دعوات الجامعة
*****************
الي ذلك دعت جامعة الدول العربية المجتمع الدولى خاصة اللجنة الرباعية الدولية الى تحمل مسئولياتهم بوقف الجريمة الجديدة الاسرائيلية المتمثلة فى بناء عشرين الف وحدة استيطانية جديدة فى القدس مؤكدة أن الصمت الدولى ازاء الحرب الاسرائيلية المفتوحة على الشعب الفلسطينى وعلى أرضه وخاصة القدس هو الذى يجعلها تواصل انتهاكها للقانون الدولى .
ووصفت الجامعة فى بيان أصدرته اليوم اعلان اسرائيل مؤخرا عن خطتها الاستيطانية الجديدة لبناء عشرين الف وحدة استيطانية فى القدس المحتلة واصرارها على عدم وجود خط أخضر فى المدينة المقدسة بأنه يمثل تماديا فى سياستها الاستيطانية ومحاولتها قلب كل الحقائق على الارض وفرض أمر واقع من طرف واحد وذلك لاستباق نتائج مفاوضات الوضع النهائى .
وطالب البيان المجتمع الدولى وخاصة اللجنة الرباعية الدولية بالنهوض بمسؤولياته والعمل الفورى على وقف الاعتداءات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطينى وأرضه والضغط لاستئناف التفاوض على المسار الفلسطينى الاسرائيلى على أساس الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام والاتفاقات والتفاهمات الموقعة بين الجانبين.