جريح القدس
ستار جديد

كأس اسيا 2007: قمة مبكرة بين السعودية وكوريا الجنوبية

يشهد اليوم الخامس من كأس اسيا الرابعة عشرة لكرة القدم اليوم الأربعاء قمة مبكرة بين منتخبي السعودية وكوريا الجنوبية في اطار منافسات المجموعة الرابعة التي تقام في جاكرتا، وتضم المجموعة أيضا البحرين واندويسيا اللذان تقابلا يوم الثلاثاء وانتهى اللقاء بفوز اندونيسيا بهدفين لهدف
فيما تبدأ ايران سعيها الجدي لاحراز لقبها الاسيوي الرابع والاول منذ عام 1976 عندما تستهل مشوارها في بطولة اسيا 2007 بمواجهة اوزبكستان ضمن منافسات المجموعة الثالثة غدا الاربعاء في كوالالمبور. وتضم المجموعة ايضا الصين وماليزيا اللذان لعبا أيضا يوم الثلاثاء وانتهى اللقاء بفوز ساحق للصين بخمسة أهداف مقابل هدف.
والمباريات التي اقيمت حتى الان لم تؤكد الترشيحات التي اطلقت قبل البطولة خصوصا بعد تعادل استراليا الصعب مع عمان في الوقت القاتل 1-1، والمستوى المتواضع لليابان بطلة النسختين الماضيتين امام قطر وخروجها بنقطة واحدة ايضا اثر انتهاء المباراة بالنتيجة ذاتها. وتتجه الانظار الى مباراة منتخبي السعودية وكوريا الجنوبية غدا باعتبارهما مرشحين للقب، الاول للانفراد بالرقم القياسي ومحو آثار الخروج من الدور الاول في الصين قبل ثلاثة اعوام، والثاني للعودة الى الالقاب القارية بعد غياب 47 عاما.
وكان "الاخضر" قاب قوسين او ادنى من اللقب عامي 1992 في طوكيو و2000 في لبنان لكنه خسر في المرتين امام اليابان بنتيجة واحدة صفر-1، اما كوريا الجنوبية فخسرت النهائي ثلاث مرات ايضا، امام ايران 1-2 في تايلاند عام 1972، وامام الكويت صفر-3 في الكويت عام 1980، وامام السعودية بالذات 3-4 بركلات الترجيح (الوقت الاصلي صفر-صفر) في قطر عام 1988. والتقى المنتخبان في نهائيات كأس اسيا مرتين وكان الفوز فيهما للسعودية، الاولى في نهائي عام 1988، والثانية في نصف نهائي النسخة الثانية عشرة في لبنان 2-1.
ويتضمن سجل لقاءات المنتخبين ثماني مواجهات حتى الان، فازت السعودية في ثلاث وكوريا في اثنتين، وتعادلتا في ثلاث.
ووقع المنتخبان في مجموعة واحدة في التصفيات الاسيوية المؤهلة الى مونديال المانيا الصيف الماضي، وفازت السعودية في المباراتين، 2-صفر ذهابا في الدمام، و1-صفر ايابا في سيول.
وشارك المنتخبان لاحقا في نهائيات كأس العالم لكنهما خرجا من الدور الاول. ويقود المنتخب السعودي في البطولة المدرب البرازيلي هيليو سيزار دوس انجوس (49 عاما) الذي خلف مواطنه ماركوس باكيتا بعد دورة كأس الخليج الثامنة عشرة في ابو ظبي مطلع العام الحالي، وقد اجرى تغييرات عدة في التشكيلة التي تختلف كثيرا عن سابقتها خصوصا بعد اعتزال عدد من النجوم البارزين امثال المخضرم سامي الجابر وابتعاد الحارس محمد الدعيع، ولاعب الوسط محمد نور. وعانى المنتخب السعودي من مشكلة الاصابات خلال فترة الاعداد ما ادى الى ابتعاد عدد من اللاعبين عن التشكيلة ابرزهم لاعب الوسط المهاجم محمد الشلهوب الذي اصيب في كاحله في المباراة الودية ضد كوريا الشمالية الاسبوع الماضي.

ويواجه انجوس مشكلة اخرى تتعلق بلاعب الوسط عمر الغامدي الذي لم يتماثل للشفاء تماما من الاصابة التي تعرض لها في وتر اخيل في فترة الاعداد.
وتعرض المهاجم الفذ ياسر القحطاني الى اصابة ثانية ايضا ومشاركته في المباراة غدا غير مؤكدة ايضا.
وبالحديث عن السعودية وكوريا، فإن الفريقين يدخلان اللقاء وفي جعبة المنتخبين خمسة القاب منذ انطلاق البطولة، اثنان للكوري الجنوبي في النسختين الاوليين عامي 1956 و1960، وثلاثة للسعودي اعوام 1984 و1988 و1996، وكل منهما يسعى في النسخة الحالية الى تعزيز رصيده.
وكان انجوس واجه عاصفة من الانتقادات من الشارع الرياضي السعودي ومن الصحافة المحلية بعد قراره قبل يوم من انطلاق البطولة باستبعاد اربعة لاعبين منهم المدافع حمد المنتشري، افضل لاعب في اسيا عام 2005، حيث اكد مرارا ان قرار الاستبعاد جاء لاسباب فنية بحتة لانه فضل عليه وليد عبد ربه الذي يلعب في نفس المركز.
ولا يخفي انجوس صعوبة المهمة بقوله "مجموعتنا هي الاصعب في النهائيات، فكوريا الجنوبية مثلا يجب احترامها نظرا لما قدمته في السنوات الاخيرة، اما اندونيسيا فتلعب على ارضها وبين جمهورها حيث من المتوقع ان يحضر مبارياتها 100 الف متفرج، في المقابل فان مواجهة البحرين تعتبر "دربي" خليجي دائما ما يكون صعبا".
واعرب ياسر القحطاني عن تفاؤله بمشاركة "الاخضر" في البطولة قائلا "الاجواء في معسكر المنتخب جيدة وتدعو الى التفاؤل لان جميع اللاعبين يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم". وعن مدى جهوزيته بعد الاصابة قال "انا جاهز للمشاركة واستعدت لياقتي في الفترة الاخيرة لكن قرار مشاركتي في المباراة الاولى يتعلق بالمدرب".
وتحدث القحطاني عن غياب عدد من اللاعبين المؤثرين عن التشكيلة بقوله "سنفتقد العديد منهم في هذه البطولة لكن الاسماء التي تم اختيارها للمشاركة لا تقل شأنا". في المقابل، تقع على عاتق المدرب الهولندي بيم فيربيك مسؤولية قيادة المنتخب الكوري الجنوبي الى لقبه الاول منذ 47 عاما.
وفيربيك هو ثالث هولندي على التوالي يشرف على المنتخب الكوري الجنوبي بعد غوس هيدينك وديك ادفوكات، والرابع بعد جو بونفرير، وقد اعلن انه يريد تحقيق اللقب مع فريقه وان الوقت قد حان لفعل ذلك. وفشل المنتخب الكوري في تحقيق اي فوز على نظيره السعودي في الاعوام ال18 الماضية.
واظهر قائد المنتخب الكوري الجنوبي الحارس لي وون جاي ثقة كبيرة حول ما يريده الكوريون من هذه البطولة بقوله "هدفنا واضح في هذه البطولة وهو احراز اللقب"، مؤكدا "جئنا من اجل العودة بالكأس الى كوريا الجنوبية بعد غياب 47 عاما".
وبقيت ايران القوة الابرز على الصعيد الاسيوي في اواخر الستينات وخلال السبعينات عندما احرزت اللقب ثلاث مرات متتالية اعوام 1968 و1972 و 1976، لكنها فقدت هذه الافضلية منذ الثمانينات وحتى اليوم بفضل احتكار السعودية واليابان للالقاب
وتحديدا منذ عام 1984. وعلى الرغم من ان ايران استعادت بعض قوتها على الصعيد القاري، فانها فشلت حتى الان في اضافة لقب رابع عز عليها منذ 31 عاما، لكنها مصممة هذه المرة على الظفر به.

ويعود اخر لقب لايران في البطولة القارية الى عام 1976، اي قبل عامين فقط من بلوغها نهائيات مونديال الارجنتين عام 1978، ثم غطت في سبات عميق لظروف مختلفة ابرزها الحرب العراقية الايرانية في مطلع الثمانينات ما جعل اهمية كرة القدم تتراجع بالنسبة الى الرأي العام لما كان يعاني من ويلات جراء هذه الحرب.
وبدأت الكرة الايرانية تستعيد تألقها تدريجيا مع بداية التسعينات وتحديدا عندما حلت ثالثة في نهائيات كأس اسيا عام 1996 في الامارات بواسطة جيل ذهبي يقوده الهداف علي دائي وخودادا عزيزي وكريم باقري تمكن بعد سنتين من المشاركة في نهائيات مونديال 1998 في فرنسا حيث حقق نصرا تاريخيا على الولايات المتحدة 2-1. وقدمت ايران عرضا مخيبا في لبنان عام 2000 وخرجت في ربع النهائي، ثم حلت ثالثة مجددا في النسخة الاخيرة في الصين عام 2004.
وبعد ان قدمت عروضا باهتة في مونديال المانيا عام 2006 استعاض الاتحاد المحلي عن خدمات المدرب الكرواتي برانكو ايفانكوفيتش وعينت مكانه المحلي امير غالينوي المدرب الذي قاد نادي الاستقلال الى اللقب موسم 2005-2006.
ونجح المدرب الجديد في تجديد دماء المنتخب الايراني حيث مزج بين عناصر الخبرة وبعض اللاعبين الصاعدين، ويقول المدير الفني للمنتخب ناصر ابراهيمي: "نصف افراد المنتخب الحالي الذي شاركوا في نهائيات مونديال 2006 غير موجودين في كأس اسيا". وكشف "العلاقة ممتازة بين جميع افراد المنتخب وهذا امر مهم جدا لخلق تضامن اكبر يساهم في ارتفاع حظوظنا باحراز اللقب". واضاف "بعض اللاعبين يدافعون عن الوان اندية اوروبية، والبعض الاخر عن اندية اماراتية".
وكان الشك يحوم حول مشاركة ايران في البطولة الحالية لان الاتحاد الدولي قرر وقف الاتحاد الايراني بسبب التدخلات السياسية بشؤون الاتحاد المحلي وذلك قبل ايام قليلة من اجراء شسحب القرعة في كانون الاول/ديسمبر الماضي قبل ان يرفع الحظر بعد حصوله على ضمانات باجراء انتخابات عادلة.
ويقود المنتخب الايراني في هذه البطولة الظهير الايمن المخضرم مهدي مهداوي الذي اعتبر بان فريقه الذي يضم مزيجا من لاعبي الخبرة والشباب ويملك الوصفة اللازمة لاحراز اللقب للمرة الرابعة في تاريخه.
واعتبر مهداوي بانه يتوجب على المحترفين في اوروبا وعلى رأسهم علي كريمي المنتقل حديثا من بايرن ميونيخ الالماني الى قطر القطري، ووحيد هاشميان (هانوفر الالماني) واندر**** تيموريان (بولتون الانكليزي) ان يقوموا بدور كبير اذا ما اراد المنتخب الايراني احراز اللقب الاول له منذ عام 1976.

وقال مهداوي الذي انتقل من هامبورغ الالماني الى جاره اينتراخت فرانكفورت: "نملك فريقا هو مزيج من عناصر الخبرة والشباب، واعتقد بان هذه الوصفة مثالية لتحقيق اللقب خصوصا بفضل الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها المحترفون في الاندية الاوروبية".
واضاف "بالطبع انا احد هؤلاء المحترفين واستطيع الى جانب زملائي الاخرين نقل خبرتنا الى اللاعبين الشبان في المنتخب". وتابع "المنتخب الحالي افضل بكثير من المنتخب الذي خاض البطولة الاخيرة قبل ثلاث سنوات وهدفنا عدم تكرار الاخطاء ذاتها التي وقعنا فيها خلال تلك البطولة".
واعتبر ان "جميع منتخبات المجموعة الثالثة قوية خصوصا اوزبكستان والصين، ولن نستخف باي منها وتحديدا ماليزيا التي تستضيف مباريات هذه المجموعة، سيكون الامر خطيرا جدا اذا ما استخفينا باحد المنتخبات". في المقابل، يسعى المنتخب الاوزبكستاني الى تكرار انجازه في النسخة الاخيرة عندما بلغ الدور ربع النهائي للمرة الاولى في ثلاث مشاركات قبل ان يسقط امام البحرين بركلات الترجيح.
وكانت اوزبكستان التي نالت استقلالها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في مطلع التسعينات استهلت مشاركاتها على الصعيد الاسيوي بقوة من خلال فوزها بذهبية الالعاب الاسيوية في هيروشيما عام 1994، لكنها منذ ذلك الحين لم تحقق نتائج لافتة. ويبرز في صفوف المنتخب الاوزبكي مهاجم دينامو كييف ماكسيم شاتسكيخ الذي سجل 20 هدفا في 32 مباراة دولية مع منتخب بلاده علما بانه اللاعب الوحيد في المنتخب الذي لم يلعب في الدوري المحلي، وزميله الكسندر غينريخ الذي تألق في دورة الالعاب الاسيوية الاخيرة في الدوحة وسجل خمسة اهداف في اربع مباريات
