الأهلي يريدها حاسمة للاحتفال باللقب..
والزمالك يراها تعويضا لجماهيره عن الدوري
جوزيه يغامر بعودة المصابين..
وكاجودا يناور بالعفو عن الموقوفين!
تتجه أنظار كل عشاق الكرة داخل مصر والوطن العربي في الثامنة والنصف مساء اليوم إلي متابعة لقاء القمة97 الذي يجمع قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك, أو الزمالك والأهلي كما يحلو لعشاق الناديين, والذي يعود إلي حضن استاد القاهرة في ثوبه الجديد, بعد طول غياب وحرمان من اللعب عليه لإعادة تأهيله منذ القمة92 في21 نوفمبر2003, يقودها طاقم حكام اسكتلندي بقيادة ستيوارت دوجال الذي يدير لقاء القمة للمرة الثانية وكانت الأولي موسم2003.
ويأتي اللقاء في الأسبوع الرابع والعشرين لمسابقة الدوري, وما يزيد من أهمية المباراة أنها تأتي في مرحلة حاسمة وفاصلة علي لقب الدوري, وإن كانت دائما لقاءات الفريقين تشكل بطولة خاصة خارج الحسابات والتوقعات لكل فريق دوافعه وطموحاته وحافزة للفوز في هذه المباراة التي تعد بمثابة ديربي خاص وعيدا للكرة وجماهيرها في مصر.
وتبدو كل الظروف مهيأة أمام الفريقين لتقديم مباراة رائعة وممتعة ونظيفة تليق بمكانتهما علي الخريطة الكروية في مصر بل في الوطن العربي.
الفريقان يدخلان مباراة اليوم وصفوفهما مكتملة بأفضل ما لديه من لاعبين تجمع عناصر الخبرة والشباب, بعد شفاء المصابين في الأهلي وعودة الموقوفين في الزمالك فليس لأي منهما حجة أو شماعة, وقلما توافرت من قبل أو تتوافر لاحقا.
الفريقان يقودهما جهازان فنيان من المدرسة البرتغالية, والقمة ليست بغريبة عليهما فقد خاضا لقاء الذهاب الذي انتهي بالتعادل السلبي في الدور الأول, وقد أعد كل منهما( جوزيه وكاجودا) أوراقه الرابحة لمفاجأة الآخر, ولكل منهما أحلامه وطموحاته التي يسعي لتحقيقها, الأول يتطلع إلي تتويج مشوار صدارته بإنهاء الموسم دون خسارة, وما أحلي الانتصار والتتويج باللقب علي حساب المنافس التقليدي بعد موسم شاق وطويل ومرهق للتفرغ للمنافسة الإفريقية.
أما الثاني( كاجودا) فلا يمكن لأحد أن ينكر بصمته علي الفريق الأبيض منذ تولي المسئولية ويتطلع إلي إنهاء الدوري بصورة مشرفة ترضي جماهيره وتعوضها عن إخفاقه محليا وعربيا بفوز معنوي علي غريمه التقليدي ليسرق منه كل الأضواء ويؤكد أنه الأفضل وفارس الدور الثاني للمسابقة, وهو أقل تعويض للجماهير عن ضياع الدوري.
الأوراق الرابحة
نبدأ بالفريق الضيف وهو الأهلي في مباراة اليوم, يدخل لأهلي اللقاء وهو متصدر المسابقة برصيد63 نقطة, ويحتاج لنقطة واحدة ليتوج رسميا بطلا للدوري, من هنا وضع الجهاز الفني اللاعبين طوال الأيام الماضية في تركيز شديد من أجل استغلال كل الفرص لحسم المنافسة والاحتفال باللقب, ويملك الأهلي من اللاعبين ما يجعله يتصدر الترشيحات للفوز خاصة بعد شفاء نجومه المصابين وعقله المفكر أبو تريكة وتألقه في مباراتي بطل غينيا والمقاولون, وهناك بركات الذي قد يكون ورقة المناورة
التي سيلعب بها مانويل جوزيه بخلاف عناصره الأساسية محمد شوقي وحسن مصطفي في الوسط, وعماد متعب الذي تصالح مع الشباك مرة أخري وأسامة حسني أو فلافيو في الهجوم, وهناك عماد النحاس صخرة الدفاع ووائل جمعة والشاطر وعبدالوهاب في الدفاع وخلفهم عصام الحضري الإفريقي.
وتحسبا لمفاجآت الساعات الأخيرة وضع جوزيه عدة سيناريوهات لمواجهة المنافس واستغلال كل أوراقه الرابحة بالدفع بها من البداية أو الاحتفاظ بها علي الخط لوقت معين وحساس من المباراة, واضعا نصب عينيه كيفية مواجهة مفاتيح اللعب في الفريق الأبيض, فيما يشبه لعبة الشطرنج, فمن فيهما سيضحي بالوزير من أجل بقاء الملك؟
أما إذا انتقلنا إلي المعسكر الأبيض فتبدو الصورة غامضة بعض الشيء لعدم وضوح الرؤية بشأن مشاركة الموقوفين الأربعة بعد قرار العفو عنهم وسيكونون بمثابة الورقة الرابحة التي سيناور بها كاجودا للرد علي خطة وتحركات جوزيه من الخارج وفي مقدمتهم إبراهيم سعيد, لكن تبدو ملامح الفريق واضحة وجاهزة كما كانت عليه في آخر ثلاث مباريات, فلا خلاف علي وجود عبدالمنصف المتألق في حراسة المرمي, وأمامه محمد صديق وتامر عبدالوهاب( محمود محمود)
وطارق السيد ويوسف حمدي في الأجناب, وربما يدفع بإبراهيم سعيد في مركز الليبرو كورقة مفاجئة للاستفادة من حماسه وروحه القتالية, وأمامهم في الوسط تامر عبدالحميد ومعتز إينو وجمال حمزة الذي يجيد التحرك في كل مكان ليشكل قاعدة الهجوم خلف عبدالحليم علي ومصطفي جعفر, ولكن يبقي علي دكة البدلاء حازم وجونيور والقباني ووليد عبداللطيف وعبدالغني فمن سيكون منهم الجوكر في المباراة؟
وتبدو كفة الفريقين متكافئة أو متقاربة, لكن دائما في مباريات القمة لا تعترف إلا بالجهد والعطاء في الملعب وجاهزية اللاعب فنيا وبدنيا وذهنيا, وقبل كل هذا التوفيق والأداء بعيدا عن الفردية, لأن الكرة لعبة جماعية فلمن تبتسم القمة97 ؟! وبعيدا عن أزمة إذاعة المباراة من عدمها نأمل أن تجري المباراة في صورة مشرفة تعبيرا عن الروح الرياضية التي كانت سائدة في بطولة الأمم الإفريقية, بعيدا عن التعصب داخل الملعب أو خارجه لأننا في الأول والآخر مصريون!