هل طبقتها أندية الدوري الـ16
الراحة السلبية وفترة الاعداد كارثتان علي الموسم الكروي!
المبدأ الرياضي العلمي يقول: كلما كانت فترة الإعداد والراحة السلبية كافية في مدتها وتوقيتها وتدرجها, كلما أثمرت أداء أفضل من جميع الوجوه, وكلما انعكست علي انخفاض معدلات الاصابة خلال الموسم الي أدني درجة.. فهل طبقت أنديتنا الـ16 التي بدأت مع بداية أغسطس الحالي مشوار الدوري المصري رقم50 هذا المبدأ خلال فترات الإعداد التي خاضتها قبل بداية الموسم؟!
في اعتقادي أن الاجابة علي هذا السؤال ستكون بالنفي سواء جاءت من خبير كروي أكاديمي أو ميداني, وسواء جاءت من اللاعبين أنفسهم ومسئولي فرق الكرة في الأندية المصرية كلها ودونما استثناء, وذلك لأسباب بسيطة وعلمية إذ إن فترة الراحة السلبية بعد موسم طويل وشاق ينبغي الا تقل عن ثلاثة اسابيع, أما فترة الاعداد النموذجية ـ طبقا للآراء العلمية لأساتذة وخبراء كرة القدم في مصر والعالم ـ فينبغي أن تتراوح بين8 و12 اسبوعا.. فهل يحدث هذا عندنا كل موسم؟ أو علي الاقل هل حدث هذا الموسم؟ الحقيقة ان شيئا من ذلك لم يحدث علي الاطلاق فالاندية تشكو مر الشكوي من ضيق الوقت وقلة فترة الراحة السلبية وايضا قلة فترة الاعداد ولعل ابلغ مثال علي ذلك هو النادي الأهلي الذي اشتكي من عدم كفاية.. لافترة الراحة السلبية( عشرة ايام بعد نهاية الموسم الماضي) ولافترة الاعداد الأمر الذي كان من نتيجته هذا الكم الكبير من الاصابات التي طالت العديد من النجوم حتي قبل أن يبدأ الموسم ومنهم بركات وعماد النحاس وأبو تريكة وغيرهم.. فاختصار مدة الراحة السلبية وفترة الاعداد النمودجية لأي سبب من الأسباب يكون ـ في رأي خبراء الطب الرياضي ـ أسوأ شيء يواجه ل
اعب كرة القدم والرياضي بوجه عام, وتظهر علاماته وآثاره الضارة ـ أول ماتظهر ـ علي أندية البطولات والتي يشارك لاعبوها بصفة مستمرة في المباريات والبطولات المختلفة سواء علي مستوي النادي أو المنتخب, ولهذا كان تأثر الأهلي ولاعبيه شديدا لأن تشابك وتلاحم المواسم يؤثر بالسلب علي اللاعبين وينسف تماما مرحلة الاعداد النموذجية.
والنتيجة الحتمية لعدم كفاية فترة الراحة السلبية وفترة الاعداد هي الاصابات المتكررة والشعور بالاجهاد المستمر حتي في بدايات الموسم ولنتابع جميعا خلال النصف الأول من مباريات الدوري كم الاصابات التي ستحدث لكي نتأكد جميعا الي أي مدي تؤثر عدم كفاية فترة الاعداد والراحة السلبية علي أداء الفرق واللاعبين في المباريات, وما يترتب علي ذلك من مخاطر يعاني منها اللاعبون علي كافة المستويات بدنيا وفنيا وذهنيا ونفسيا.
وقد يتساءل البعض عن الحل؟ فأقول انه في ظل ازدحام المواسم بالبطولات والمشاركات الدولية والقارية وأيضا العربية ستبقي المشكلة قائمة بل وستزداد سوءا نتيجة جدول الدوري المضغوط الذي وضعه اتحاد كرة القدم المصري بارك الله فيه, لأن ضغط المباريات في ظل فترة اعداد غير نموذجية وراحة سلبية غير مكتملة سيؤدي الي نفس النتيجة وهي كثرة الاصابات وتساقط اللاعبين ـ خاصة النجوم ـ واحدا وراء الآخر, وقد يكون الحل العملي فعلا هو تخفيض عدد الأندية المشاركة في الدوري الي12 فريقا فقط, ولكن المشكلة أن هذا الحل لايرضي الكثير من الاطراف ويواجه بمعارضة شرسة وليتها ـ للأسف ـ لاعتبارات فنية مدروسة, فهي في حقيقة الأمر لاعتبارات اخري تتعلق بالمصلحة أحيانا وبالانتخابات في احيان اخري.
واذا كنا نستطيع أن نسوق التبريرات بالنسبة لموسم مثل الموسم الماضي الذي شهد في جزء كبير منه ازدحاما غير عادي لمنتخب مصر سواء في التصفيات المؤهلة لكأس العالم أو بعد ذلك في فترة التوقف الطويلة من أجل تنظيم بطولة كأس الأمم الافريقية, فإن الازدحام هذا الموسم يفترض أن يكون أقل كثيرا.. ولكن عدم اعلان اتحاد الكرة لجدول الدوري بالكامل اكتفاءه بسبعة عشر اسبوعا فقط, أمر يدعو إلي مزيد من التشاؤم بعدم امكانية انصلاح الحال, لأن تصريحات نايف عزت رئيس لجنة المسابقات تبريرا لذلك والتي يقول فيها ان المشكلة سببها الاتحاد الافريقي لكرة القدم ليست صحيحة لأن الكاف يحدد مسبقا أيام مواعيد اقامة مباريات الأندية في البطولات الافريقية بصرف النظر عن الاطراف التي ستلعب في هذه المواعيد, أما السبب الرئيسي لعدم اعلان جدول الدوري انما يرجع الي جدول مباريات دوري الأبطال العربي الذي يشارك فيه اندية الزمالك والإسماعيلي وإنبي, والذي يمثل عبئا جديدا علي أجندة الموسم.