برشلونة ينهزم ويبقي صراع الصدارة مفتوحاً
دفع برشلونة ثمن التكتيك الخاطئ الذي انتهجه مديره الفني فرانك ريكارد فسقط بهدف للاشيء أمام مضيفه ريال سرقسطة الذي قدم مستوى ممتازاً في المباراة التي احتضنها ملعب لاروماريدا الخاص بالفائز وذلك في إطار المرحلة التاسعة والعشرين من الدوري الإسباني لكرة القدم.
سجل هدف المباراة الوحيد النجم الموهوب دييغو ميليتو في الدقيقة السابعة والخمسين من زمن المباراة بكرة في غاية الصعوبة والمتعة.
وبهذه الخسارة تكون الفرصة سانحة أمام فريق إشبيليه الوصيف حتى المرحلة السابقة في تبوء الصدارة في حال نجح في الفوز على ضيفه راسينغ سانتاندير الأحد, كما ستكون الفرصة سانحة للريال للاقتراب من القمة, في حين أشعل سرقسطة بانتصاره الصراع على بطاقة التأهل الرابعة لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
أصيب فرنك ريكارد بحيرة قبل المباراة نتيجة إصابة إيتو, فكان في البداية قراره بإشراك الأيسلندي إيدور غوديانسون قبل أن يغير رأيه ويسحب الأخير ويدفع بالفرنسي لودوفيك جولي في مركز الجناح الأيمن بينما لعب ميسي في مركز قلب الهجوم ورونالدينيو على الجهة اليسرى لتأتي تشكيلته بتكتيك 3-4-3, مع تولي الفرنسي المخضرم تورام قيادة خط الظهر.
في الجهة المقابلة لعب سرقسطة بخطة 4-4-2 مع تولي سيرجيو غارسيا إلى جانب الهداف دييغو ميليتو مركزي الهجوم مع مساندة من خط وسط قوي خصوصاً في ظل وجود الأرجنتينيين أندريس داليساندرو وبابلو إيمار.
الشوط الأول
سيطر المضيف على المباراة منذ انطلاقاتها فكان الأفضل انتشاراً والأكثر استحواذاً على الكرة والأحسن تنظيماً, بشكل ظهر متناغم الأداء مترابط الصفوف مما أدى إلى تقديم عرض ممتاز وجد في خلاله لاعبو سرقسطة الكثير من المساحات للتحرك مستغلين سوء خطة البرشا التي سهلت انطلاقات منافسهفي مساحات خالية.
ولم يكن تكتيك ريكارد ضعيفاً دفاعياً فحسب بل انسحب الأمر على أداء خط الوسط وخط الهجوم أيضا الذي بدا عاجزاً عن فك صفوف سرقسطة المتراصة بشكل غاب فيه حارس المضيف سيزار سانشيز عن أجواء اللقاء باستثناء كرة واحدة لميسي.
أولى الفرص في الدقيقة الثانية هجمة سريعة عبر الجهة اليمنى قادها سيرجيو غارسيا الذي راوغ ببراعة كل من صادف في طريقه ثم عكس عرضية من داخل المنطقة قابلها داليساندرو مباشرة على الطائر بتسديدة علت العارضة الكاتالونية بقليل.
واصل سرقسطة سيطرته الكبيرة مع غياب الخطورة حتى جاءت الدقيقة 20 ومن هجمة مرتدة منسقة وسريعة اكتفى لاعبو ريكارد بمواكبتها سدد الأورغواياني المتقدم من الخلف, من حافة المنطقة, كرة قوية طار لها فالديس صاداً براعة وبيد واحدة قبل اهتزاز شباكه.
بعدها بثلاث دقائق أول تحرك للبرشا اقترب من الخطورة إذ مرر ديكو لجولي المتربص على رأس المنطقة والأخير بلمسة واحدة عكس لميسي الذي انكشف له المرمى من زاوية صعبة بعض الشيء لكنه سدد أرضية يسارية زاحفة وجدت قبضتي الحارس المتماسك سانشيز.
تابع سرقسطة استحواذه وتعددت فرصه الخطرة التي تكفل ببعضها حيناً الثابت فالديس مثل تصديه لضربة حرة مباشرة في الدقيقة 29 لداليساندرو أو أنقذ الموقف في حين آخر, ضعف دقة التصويبات, مثل تلك التي وقعها سيرجيو في الدقيقة 31 بعد تخطيه بويل لكن كرته مرت بجانب القائم الأيسر لمرمى فالديس
الشوط الثاني
وفي الشوط الثاني دخل الإيطالي جيانلوكا زامبروتا مكان أوليغير الذي بدا مركز الظهير الأيسر الذي يتولاه أشبه بنقطة عبور لمهاجمي سرقسطة الذي اخترقوا من تلك المنطقة مرات عدة مهددين مرمى فالديس.
استمر لاعبو سرقسطة في الشوط الثاني بأفضليتهم في الأداء والسيطرة بدءاً من الدفاع وصولاً لخط الهجوم مع ملاحظة تحرك نسبي بصورة أفضل لرجال ريكارد لم يرتق لا إلى طموحات الجماهير ولا إلى المقدرة على كسر شوكة دفاع سرقسطة المحكم.
ومع مواصلة المضيف لأدائه الجيد, رغم تقارب نسبة الاستحواذ مع مرور الوقت, نجح سرقسطة في هز شباك فالديس بعد سلسلة فرص بهدف مستحق وقعه الرائع دييغو ميليتو الذي تمكن في الدقيقة 57 من وضع فريقه بالمقدمة إثر تلقيه كرة عرضية من الجهة اليسرى من داليساندرو نجح في تلقفها واضعاً كرة من زاوية مستحيلة معلناً تقدم فريقه بهدف للاشيء.
سارع ريكارد بعد الهدف بالزج بمهاجمه الأيسلندي غوديانسون في الدقيقة 66 آملاً بإدراك التعال خصوصاً أنه شعر بزيادة صعوبة الموقف وبأن خسارة بدأت تلوح في الأفق.
تحسن أداء البرشا الهجومي خصوصاً منذ الدقيقة سبعين فمالت السيطرة إلى لاعبيه الذي صالوا آملين في إدراك تعادل بدا للجميع أن حصوله صعب في ظل تماسك ملفت من سرقسطة الذي بدا خط دفاعه أشبه بحائط صلب إضافة أن تكتيك المضيف الدفاعي كان يبدا بالضغط على لاعبي البرشا من منتصف الملعب بشكل يغلق المساحات أمام سرعة ومهارة رجال كاتالونيا.
وكاد البرشا في الدقيقة 74 من إدراك التعادل عندما مرر رونالدينيو أمامية لديكو الذي عكس عرضية ممتازة قابلها ميسي بعد ترويض بتصويبة صاروخية تكفل بها الحارس المساند بغابة من الأقدام, لترتد لغوديونسون الذي عاد وصوب لكن مدافعي سانشيز تكفلوا بالتصدي ببراعة محولين الكرة إلى ركنية لم تثمر.
ومر الوقت المتبقي من المباراة دون خطورة كبيرة من الجانبين بشكل عرف رجال سرقسطة كيف يقودون المباراة إلى بر الآمان لتشتعل الليغا قي جميع مراكزها على الصدارة وعلى مراكز التأهل لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
وفي مباراة أخرى من المرحلة نفسها فاجأ أتلتيك بلباو أحد فرق القاع مضيفه فالنسيا وأسقطه بهدف وحيد للاشيء في اللقاء الذي جرى على ملعب سان ماميس الخاص بالفائز.
سجل الهدف الوحيد في المباراة إيغور غابيلوندو في الدقيقة 28 وشهد اللقاء الكثير من الخشونة إذ لجأ الحكم إلى رفع بطاقته الصفراء ست مرات مناصفة بين الفريقين علماً أن البطاقة الأولى شُهرت في الدقيقة الثانية والأخيرة في الدقيقة 88.
