في معسكر الأهلي بمدينة6 أكتوبر
جوزيه يصالح اللاعبين وإغلاق الهواتف المحمولة والتدريبات سرية جدا
تخلي مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي عن عناده واصراره علي معاقبة لاعبيه بطريقة مستفزة, وذلك قبل ساعات قليلة من مباراة الذهاب أمام الصفاقسي بطل تونس في الدور النهائي لدوري الابطال الافريقي لكرة القدم والمحدد لها الساعة السابعة والنصف من مساء بعد غد الاحد باستاد القاهرة وعقد مانويل جوزيه أكثر من اجتماع مع لاعبيه, قال لهم بالحرف الواحد ان عصبيته خلال الفترة الأخيرة ليست من طباعه وأنه أبدا لم يستخدم هذه العصبية أو النرفزة والعقوبات العلنية مع لاعبيه, وأنهم أي اللاعبين هم السبب في العصبية لأنهم لا يؤدون بنفس الوتيرة الواحدة طوال المباراة, وأن هناك تباينا في المستوي بين الشوط والآخر.. وتصالح جوزيه مع لاعبيه وفتح الجميع صفحة جديدة من العلاقات ونسوا جميعا كل هذه الخلافات استعدادا للقاء الصفاقسي المهم والحساس والذي لا يقبل القسمة علي الفريقين.
ومن جانبهم يدرك اللاعبون أهمية المباراة بالنسبة لهم سواء من النواحي المالية أو الخواص التاريخية, فالمؤكد أن التاريخ سيقف كثيرا أمام هذا الانجاز اذا تحقق بالصعود الي نهائيات كأس العالم للاندية باليابان خلال شهر ديسمبر المقبل كأول فريق مصري عربي افريقي ينال هذا الشرف مرتين متتاليتين.
ولذلك جاءت سعادة اللاعبين كبيرة بعد قرار اتحاد الكرة بتأجيل مباراة اسمنت السويس يوم الاثنين الماضي في الدوري, طلبا لمزيد من التركيز والتدريب واعترافا ضمنيا بقوة المنافس التونسي الذي لن يكون ابدا صيدا سهلا.
ومنذ انتهاء مباراة غزل المحلة في الدوري يوم الخميس الماضي, والفريق في حالة استنفار تام.. فأكثر من لاعب ذهب الي الاراضي الحجازية لأداء العمرة وبدأ صفحة جديدة مع نفسه في مقدمتهم ابوتريكة ثم عصام الحضري وعماد متعب ومحمد شوقي, ولاعبون آخرون يفكرون في أداء عمرة سريعة في أقرب وقت أيضا.
ومنذ دخول الأهلي الي المعسكر, المغلق والسري جدا في مدينة6 أكتوبر دخل اللاعبون بالفعل جو المباراة, فأغلقوا هواتفهم المحمولة معظم الوقت, وتم منع الجمهور ورجال الاعلام المصريين من متابعة أي شئ ايمانا بأن كل صغيرة وكبيرة ستحدث سوف تصل الي معسكر الفريق الصفاقسي, أي معلومة صغيرة مهما تكن ربما يستفيد منها المنافس, وايمانا منا كرجال اعلام بأنه لا يوجد شئ الآن في دنيا الكرة يخضع للسرية لأن أوراق الفريقين مكشوفة, فإننا سنقوم بدورنا كاملا, وأول من يعلم الأوراق مكشوفة هم المسئولون الفنيون عن الفريقين, فليس هناك مناورات خاصة لكل فريق.. فالأهداف واضحة الأهلي يبحث عن فوز مريح بأكبر عدد من الأهداف, والصفاقسي يرغب في الخروج بأفضل نتيجة تساعده في لقاء العودة علي ملعبه بعد اسبوعين, ومن أجل الوصول الي تحقيق حلم كل فريق, لابد وان يلعب الأهلي مهاجما وأن يلعب الصفاقسي مدافعا.. ومن هذا المنطلق فان تدريبات الأهلي قبل الدخول في المعسكر المغلق وداخل المعسكر المغلق تصب في هذا الاتجاه الهجومي والتركيز علي الضربات الثابتة وظللنا نذكر ان ابوتريكة سجل الهدف الأول في مرمي الصفاقسي في مباراة الفريقين في مشوار ودور
الثمانية بالقاهرة من ضربة حرة مباشرة, فتحت الطريق بعد ذلك لتحقيق الفوز وضمان التأهل الي الدور قبل النهائي.
ومن أجل الاتجاه الهجومي, يفكر مانويل جوزيه في هذه المباراة بأكثر من طريقة.. وستكون التدريبات اليومية صباحا ومساء بالمعسكر ثم التدريب الأخير غدا.. وهو التدريب الوحيد في هذا اليوم نزولا بالحمل البدني من أجل حسم فريقه الشكل الهجومي وهل سيلعب بالثلاثي بركات وأبوتريكة وفلافيو, أم سيؤجل مشاركة بركات الي الشوط الثاني ويدفع بعماد متعب في الهجوم, وهناك تفكير في أن يلعب بركات في الجانب الأيمن بدلا من الشاطر ويلعب بنفس ثلاثي الهجوم... وهذه مجازفة شديدة الخطورة نظرا لقوة الجبهة اليسري لفريق التونسي المواجهة لهذه الجبهة حيث يلعب عبدالكريم النفطي وفاتح الغربي ولايتوس علي مواجهة هذه الجبهة إلا لاعب بحجم اسلام الشاطر المتميز دفاعيا خاصة ان بركات ليس جاهزا بنسبة100%.
والمشكلة الثانية أن طارق السعيد قائد الجبهة اليسري والذي يرتفع مستواه من مباراة لأخري حتي أصبح من الأعمدة الرئيسية يعاني من مشاكل في الركبة, وان جاءت نتيجة الاشعة التي اجريت علي الركبة في صالح اللاعب, ومع ذلك لم يدخل طارق السعيد التدريبات الجماعية إلا قبل المباراة بــ48 ساعة فقط, في نفس الوقت أكد د. ايهاب علي طبيب الأهلي أن الاصابة لن تعوق السعيد عن اللعب بنفس الكفاءة امام الصفاقسي, وهي رغبة اللاعب نفسه الذي يريد ان يضع شيئا لناديه ولنفسه بعد حملة الانتقادات التي تعرض لها منذ انتقاله الي النادي الأهلي قادما من منافسه العنيد الزمالك.
أما بقية تشكيل الفريق فلن يحدث فيها تغييرات.. فهناك عصام الحضري والذي سيكون عليه عبء كبير سواء في مباراة الذهاب في مواجهة المرتدات التونسية في ساحات واسعة.. أو في مباراة العودة بتونس بعد اسبوعين, والحضري أبلي بلاء حسنا في بطولة هذا العام واثبت كفاءة رائعة يستحق عليها الثناء..
وقام أحمد ناجي مدرب حراس المرمي بتدريب الحضري وزميليه نادر السيد وأمير عبدالحميد علي كيفية مواجهة الكرات المرتدة السريعة أو الكرات العكسية من الجانبين التي يجيدها الجانب التونسي بكفاءة والتي بسببها سجل هدفين في مرمي الأهلي في مشوار دور الثمانية.
ويؤكد احمد ناجي أنه أخذ بكل أسباب النجاح حراسه الثلاثة وأنه في حقيقة الأمر مطمئن للاجادة في هذا المركز وان الحضري ونادر وأمير جاهزون تماما نفسيا وفنيا وبدنيا وأن كل حارس منهم لديه من القرارات الجاهزة داخل مخزون العقل الباطن ما يؤكد أنهم قادمون باللعب بكفاءة تامة.
أما جانب الدفاع والمكون من الثلاثي الاجباري وائل جمعية وشادي محمد ومحمد صديق, فإن العبء سيكون عليهم خاصة في ظل غياب أحمد السيد وعماد النحاس,اضافة الي وجود بعض الانتقادات لهذا الخط حيث يري البعض انه لا يعمل بكفاءة كبيرة, وقد تعرضوا جميعا لهجوم من مانويل جوزيه عقب نهاية مباراة أسيك.
ولأن كرة القدم ليست فردية فإن مسئولية هجوم أسيك لم يكن مسئولا عنها المدافعون فقط, هناك لاعبو خط الوسط والمهاجمون أيضا, لان هجوم المنافس يبدأ من أول خط للأهلي في الامام وهو الهجوم.. ووفقا لهذا المنطق فإن المدافعين لن يكونوا وحدهم المسئولين علي الدفاع عن عرش الاهلي.. وكذلك الهجوم لن يكون وحده المسئول عن احراز الاهداف فلابد وأن يكون هناك تعاون وانسجام بين الخطوط الثلاثة وهذه هي أبجديات لعبة كرة القدم.
وسيلعب في خط وسط الأهلي اسلام الشاطر في الجانب الأيمن وهو أقرب الحلول وطارق السعيد في اليسار وفي القلب حسام عاشور الذي لعب جميع مباريات البطولة حتي الآن ومعه محمد شوقي بينما ستكون فرصة حسن مصطفي في التشكيل الأساسي ضعيفة لغيابه عن التدريبات مع الفريق الأول لمدة21 يوما وهي مدة العقوبة التي نفذها بالتدريب مع فريق الشباب بالنادي تحت20 سنة وتبقي بقية الأوراق الرابحة علي دكة البدلاء لاستخدامها في الوقت الذي سيراه الجهاز الفني مناسبا مثل عمرو سمكة ووائل رياض واكوتي مانساه وغيرهم من اللاعبين, بينما المؤكد ان الاهلي خسر جهود اسامة حسني الذي تأكد غيابه لتكرار اصابته خلال الفترة الأخيرة, وعبر اسامة حسني عن عميق حزنه لغيابه عن هذه المباراة التي كان يري فيها نفسه, ويري انها فرصة للتألق خاصة انه مازال يعيش علي ذكريات هدفه التاريخي في مرمي النجم الساحلي التونسي في نهائي البطولة الماضية وهو الهدف الذي حسم اللقب للاهلي.
وقد اصطحب الجهاز الفني أكثر من شريط لمباريات الصفاقسي خاصة خارج معلبه, ومنها مباراة الفريقين بدور الثمانية لمزيد من دراسة الفريق التونسي وهو يلعب خارج ملعبه, ووضح أكثر من احتمال لمفاجئة الاهلي, في ظل وجود ثوابت اللعب دفاعيا عن طريق انضمام لاعبي خط الوسط مع المدافعين لتشكيل أكثر من خط دفاعي وتضييق المسافات أمام لاعبي الأهلي مع اضاعة الوقت بأي شكل وهو ما سيركز عليه حسام البدري القائم بأعمال مدير الكرة والمدرب العام اثناء الاجتماع التقليدي مع حكام المباراة والمراقب وهو الأسلوب الذي تتبعه فرق شمال افريقيا طالما ظلت النتيجة صفر/ صفر وهي النقطة التي تحدث فيها مانويل جوزيه باللعب السريع المباشر لضرب هذا التكتل لأن كل هدف سيحرزه الأهلي, سيعني تفكك هذه الخطوط الدفاعية واجبارها علي الهجوم كما طلب جوزيه من لاعبيه عدم الانسياق وراء استفزازات لاعبي الصفاقسي وضرورة اللعب بنفس التركيز من البداية للنهاية ومهما تكن النتيجة.