المارد الابيض
ستار جديد
تحولت المنافسات إلي صراعات
الرياضة المصرية تدخل أنفاقا
مظلمة.. والأجهزة القيادية بالجبلاية وميت عقبة تتفرج
الصراع انتقل إلي ساحات المحاكم وقد يصل للسجون.. والجماهير دخلت طرفا فيه
العقلاء يطالبون بالارتقاء بالمجالس المنتخبة من خلال توعية الجمعيات العمومية
سادت الساحة الرياضية مؤخرا حالة من الغليان انعكست علي تعاملات كافة العناصر فخرجت عن مساراتها المنضبطة وتحولت الساحة في ظل هذا الانفلات والانفعال الي غابة مليئة بالوحوش والضواري تكشر عن انيابها وتبرز عن مخالبها وتنشب اظافرها في الاجساد.. لا يهمها الدماء الطاهرة التي تنذف.. والارواح البريئة التي تزهق. والانفس النقية التي تتواري لتنأي بنفسها من المشاركة في تلك الصراعات الهابطة التي يستخدم فيها المتقاتلون الاسلحة غير المشروعة ويتعمدون فيها الضرب تحت الاحزمة وفي المناطق الحساسة للقضاء علي الاخرين باقل جهد وفي اسرع وقت.
وشهدت الساحة نتيجة استمرار هذا العنف الدامي مظاهر غريبة وصور مقتضبة. فجماهير الاسماعيلية تعتدي بقسوة وعنف علي ضيوفهم وتدمر السيارات وتضيق الخناق عليهم داخل الملعب ولولا جهود رجال الامن لما خرجت القافلة الحمراء من عاصمة القناة بسلام.. ويحكم القضاء بعقوبة ستة اشهر حبس علي رئيس مجلس إدارة نادي الزمالك احد القلاع الرياضية الاصيلة والعريقة لاتهامه بالسب والقذف في حق جماهير الاهلي بعد مباراة القطبين في الدور قبل النهائي للبطولة الافريقية.
الغريب ان المجلس القومي للرياضة برئاسة المهندس حسن صقر يتابع عن كثب تلك المشاهد المأساوية في الكوميديا الرياضية السوداء دون تدخل حاسم يسعي لتقليص فجوة الخلاف بين اندية القمة التي تشكل العمود الفقري للجسد الرياضي المتهالك والذي اوشك علي السقوط من فرط تلقيه للضربات المعجزة من اطرافه المختلفة.. الاغرب ان اتحاد كرة القدم 'الموقر' برئاسة سمير زاهر منشغل عما تعج به الساحة بتبرير الرحلة الميمونة لاسبانيا وجلب المدافعين عن مواقفه الهزيلة بالكلمات الرخيصة في الساحات المأجورة.. ولم يحرك زاهر ورفاقه ساكنا امام الاقتتال الدائر في نادي الزمالك بين قياداته.. وبين الزمالك والاهلي في اروقة المحاكم. وبين الاهلي والاسماعيلي علي البساط الاخضر.. وبين كل هؤلاء والاندية الاخري الفقيرة التي تعرض ابنائها للبيع لتقتات من المقابل المادي المدفوع فيهم بعد ان كادت تكشف عن صدورها وتتعري بهدف الاستمرار في البقاء والتنفس.
والسؤال الذي يطرح نفسه الان هو: هل الرياضة المصرية في ظل هذا العنف وتلك الغوغائية تحقق الاهداف السامية منها وهي تعميق التعاون وتوطيد الاواصر بين الممارسين من خلال المجالات التنافسية الشريفة.. ام العكس هو ما يحدث عندنا فتتمزق العري ويختلف الاشقاء؟ وماهي السبل التي يقترحها العقلاء لعلاج هذا التفسخ والتشتت وتفعيل دور الجمعيات العمومية للاندية والاتحادات لتضطلع بواجبها.. وتعالوا معنا نسبح في اذهان العقلاد.
مجالس للبيع
يقول المستشار احمد الزند رجل القانون ورئيس لجنة التظلمات ونادي طنطا السابق.. اذا اردنا العلاج فلابد ان نغوص في الاعماق ولا نهتم فقط بالقشور والاعراض الظاهرة.. اذا اردنا ان ندعم صرح ونقيم بناء.. نهتم اولا بالاساسات.. ولا يجب ان نتهم القانون بالقصور والتقصير.. فأمامي احد البنود يؤكد علي ضرورة ان تتوافر لدي اعضاء المجالس المنتخبة بالاتحادات والاندية وهي تمثل اللبنات الاولية والاساسية في صروحهم الرياضية شرط ان يكون محمود السيرة وحسن السمعة.. وهذا الشرط غير متوافر او حتي مفعل في معظم الانتخابات بمصر ان لم يكن كلها بلا استثناء. اي شخص لديه القدرة علي استمالة الاعضاء والجماهير واغرائهم بالاموال الرخيصة التي قد يتكسبها من اوجه حرام وبالوعود والعهود التي من السهل ان يقطعها علي نفسه ولا ينفذها او حتي يتذكرها بعد نجاحه يستطيع ان يفرض نفسه علي الساحة ويعتلي مقعد مجلس الإدارة.. ومن ثم وصل الي هذه المجالس شخصيات غير واعية ولا مؤهلة ولا تستحق اعتلاء مثل هذه المناصب وقيادة الاندية والاتحادات الرياضية.. وبالتالي فأن هذه الشخصيات غير الجديرة بادارة دفة اموره الرياضية تستقدم اشخاص علي شاكلتهم بالاجهزة الفنية والادارية لان السييء لا يفرز سوي السيئ مثله وتشهد الساحة الرياضية مثل ما يواليها الان من صراعات واقتتال بين عناصرها المختلفة والمظلوم الوحيد المستوي العام الذي اصبح لا يسر عدو ولا حبيب والجماهير المطوحونة التي باتت امانيها في ايد غير أمنية.. والرأي عندي لابد ايضا من التحلي بالحزم تجاه هذا الانفلات الذي اصبح يشكل ظاهرة عامة.. فمثلا ما حدث في الاسماعيلية لا يعالجه غرامات هزيلة بل كان يجب ان يتم نقل مباريات الاسماعيلي مع الاهلي خارج ملعب الطرفين في بنها مثلا او طنطا ولعدة مباريات حتي تفيق جماهير الناديين ويدركوا ان الاثار السلبية لانفلاتهم تجشمهم مشقة الانتقال لتشجيع لاعبيها.. ويجب ان يقوم الاعلام الرياضي بدوره لتوعية الجماهير وكذلك لتهدئة الاوضاع ولخلق مناخ صحي للانتاج.
عودة للوراء
ويؤكد مصدر مسئول بالمجلس القومي للرياضة طلب عدم ذكر اسمه ان ما ينادي به رجال القانون من تفعيل البند الخاص بضرور ان يكون العضو محمود السيرة وحسن السمعة في كل المجالس المنتخبة لا يمكن تحقيقه علي ارض الواقع وقد يعيد الامور الي الوراء مسافات شاسعة ويدخل المسئولين عن الرياضة في مشاكل قانونية وادارية لاحصر لها.. ولا مجال لاستخدام الاجهزة الرقابية والمخابراتية للتأكد من انطباق هذا الشرط علي المرشحين لأنه يخرج بهذه الجهات من مجالات اختصاصاتها وادوارها الفاعلة في خدمة مصالح الدولة العليا.. ودور المجلس القومي للرياضة ينحصر في استبعاد كل من صدور ضده حكام مقيدة للحريات ومخلة بالشرف والامانة من خوض مثل هذه الانتخابات وكذلك اسقاط عضوية الاعضاء الذين يصدر عليهم مثل هذه الاحكام خلال فترة توليهم.
ويقول الكابتن سعيد حشمت مستشار رئيس المجلس القومي للرياضة ان مشروع القانون الذي يرأس اللجنة القائمة بوضعه حاليا يسعي لضبط ايقاع الساحة وتقليص حجم الانفلات التي يسودها.. وتضمن بنوده تصنيف جديد للاندية الموجودة وتقسيمها الي اندية متخصصة في لعبة او اثنتين واندية اخري متعددة الاغراض تمارس انشطة رياضية واجتماعية وثقافية.. ويتبع هذا التصنيف شروط لابد وان تتوافر في اعضاء مجالس ادارات هذه الاندية بشقيها التخصصية والمتعددة ومن بينها شرط الممارسة وهو ما يطبق حاليا في الاتحادات.. وقد تكون هذه الاضافات الجديدة محاولة أكيدة لتنقية 'وغربلة' المرشحين لعضوية مجالس الاندية وبالتالي الارتقاء بالجمعيات العمومية للاتحادات الرياضية حتي لا تفرز الانتخابات الا عن اعضاء واعين مثقفين مؤهلين لقيادة الانشطة الرياضية والارتقاء بمستوياتها الفنية وانقاذها من هذا الدرك السحيق التي تواجهه.
طريق مسدود
وعن الاندية يقول كابتن زكي عثمان شيخ المدربين وأحد حكماء الزمالك.. الطريق الي نادي الزمالك اصبح مقطوعا ومسدودا ويسيطر عليه بعض قطاع الطرق ومحترفي البلطجة.. واصبح كل 'زملكاوي' اصيل يبتعد من الاقتراب من ناديه لينأوا بنفسه عن الدخول في مهاترات ومصادمات غير مأمونة العواقب.. الصوت العالي يسيطر علي الساحة.. والاتهامات الجزافية يتم اطلاقها هنا وهناك.. وتلصق بالابرياء وتلطخ الشرفاء فيضطرون للابتعاد عن الساحة ككل وبالتالي تخلو الاجواء لشخصيات مغرضة وحاقدة لتنفيذ مآربها ومكاسبها علي حساب المصلحة الوطنية العليا.. لابد من تدخل اجهزة الدولة بصورة أكثر حسما لايقاف هذ المهزلة الانسانية التي اضرت بكرة القدم وبرسالة الاندية واساءت لسمعتنا الرياضية ونقلت صورا بشعة وتصريحات وضيعه عبر الفضائيات التي يتابعها الناس في كل ارجاء العالم كذلك لابد من تفعيل دور مجلس ادارة اتحاد الكرة واجهزته ولجانه لان الاندية العريقة اعضاء اساسية في جمعيته العمومية.
وسائل مبتكرة
ويقول المهندس يحيي الكومي رئيس مجلس ادارة نادي الاسماعيلي المعين.. لست معنيا بالدفاع عن احد طرفي مشكلة الاسماعيلي مع الاهلي فلتلك المشكلة جزورا تاريخية ممتدة عبر حقب زمنية طويلة.. ولعل الاهلي يتحمل مسئولية كبيرة لتعميق تلك المشكلة.. كما ان جماهير الاهلي هي المتسببة فيما حدث خلال المباراة الاخيرة لانها التي بدأت بالاعتداء بالقول والهتافات المعادية وصدمت جماهير الاسماعيلي التي اعدت لها مهرجانا احتفاليا للترحيب بها وبدرعها الذي فازت به فأنقلبت الاجواء المفرحة الي انفعالات هائجة.. عموما انا اري ان يبذل المسئولون بمجلس إدارة الناديين جهودا عملية مضاعفة لازالة هذه العداوة وتقريب وتعميق الوشائج بين الطرفين كأن يتم اجراء معسكرات للاهلي مثلا بالاسماعيلية وان يتم الاتفاق علي مباريات ودية لصالح مناسبات من الجانبين فضلا عن القيام بزيارات لقيادات من الطرفين بالاسماعيلية والقاهرة والالتقاء بعناصر من روابط المشجعين لان الاهلي والاسماعيلي من الاندية الجماهيرية التي توجه وتحدد معالم الرأي العام الرياضي في مصر.
الرياضة المصرية تدخل أنفاقا
مظلمة.. والأجهزة القيادية بالجبلاية وميت عقبة تتفرج
الصراع انتقل إلي ساحات المحاكم وقد يصل للسجون.. والجماهير دخلت طرفا فيه
العقلاء يطالبون بالارتقاء بالمجالس المنتخبة من خلال توعية الجمعيات العمومية
سادت الساحة الرياضية مؤخرا حالة من الغليان انعكست علي تعاملات كافة العناصر فخرجت عن مساراتها المنضبطة وتحولت الساحة في ظل هذا الانفلات والانفعال الي غابة مليئة بالوحوش والضواري تكشر عن انيابها وتبرز عن مخالبها وتنشب اظافرها في الاجساد.. لا يهمها الدماء الطاهرة التي تنذف.. والارواح البريئة التي تزهق. والانفس النقية التي تتواري لتنأي بنفسها من المشاركة في تلك الصراعات الهابطة التي يستخدم فيها المتقاتلون الاسلحة غير المشروعة ويتعمدون فيها الضرب تحت الاحزمة وفي المناطق الحساسة للقضاء علي الاخرين باقل جهد وفي اسرع وقت.
وشهدت الساحة نتيجة استمرار هذا العنف الدامي مظاهر غريبة وصور مقتضبة. فجماهير الاسماعيلية تعتدي بقسوة وعنف علي ضيوفهم وتدمر السيارات وتضيق الخناق عليهم داخل الملعب ولولا جهود رجال الامن لما خرجت القافلة الحمراء من عاصمة القناة بسلام.. ويحكم القضاء بعقوبة ستة اشهر حبس علي رئيس مجلس إدارة نادي الزمالك احد القلاع الرياضية الاصيلة والعريقة لاتهامه بالسب والقذف في حق جماهير الاهلي بعد مباراة القطبين في الدور قبل النهائي للبطولة الافريقية.
الغريب ان المجلس القومي للرياضة برئاسة المهندس حسن صقر يتابع عن كثب تلك المشاهد المأساوية في الكوميديا الرياضية السوداء دون تدخل حاسم يسعي لتقليص فجوة الخلاف بين اندية القمة التي تشكل العمود الفقري للجسد الرياضي المتهالك والذي اوشك علي السقوط من فرط تلقيه للضربات المعجزة من اطرافه المختلفة.. الاغرب ان اتحاد كرة القدم 'الموقر' برئاسة سمير زاهر منشغل عما تعج به الساحة بتبرير الرحلة الميمونة لاسبانيا وجلب المدافعين عن مواقفه الهزيلة بالكلمات الرخيصة في الساحات المأجورة.. ولم يحرك زاهر ورفاقه ساكنا امام الاقتتال الدائر في نادي الزمالك بين قياداته.. وبين الزمالك والاهلي في اروقة المحاكم. وبين الاهلي والاسماعيلي علي البساط الاخضر.. وبين كل هؤلاء والاندية الاخري الفقيرة التي تعرض ابنائها للبيع لتقتات من المقابل المادي المدفوع فيهم بعد ان كادت تكشف عن صدورها وتتعري بهدف الاستمرار في البقاء والتنفس.
والسؤال الذي يطرح نفسه الان هو: هل الرياضة المصرية في ظل هذا العنف وتلك الغوغائية تحقق الاهداف السامية منها وهي تعميق التعاون وتوطيد الاواصر بين الممارسين من خلال المجالات التنافسية الشريفة.. ام العكس هو ما يحدث عندنا فتتمزق العري ويختلف الاشقاء؟ وماهي السبل التي يقترحها العقلاء لعلاج هذا التفسخ والتشتت وتفعيل دور الجمعيات العمومية للاندية والاتحادات لتضطلع بواجبها.. وتعالوا معنا نسبح في اذهان العقلاد.
مجالس للبيع
يقول المستشار احمد الزند رجل القانون ورئيس لجنة التظلمات ونادي طنطا السابق.. اذا اردنا العلاج فلابد ان نغوص في الاعماق ولا نهتم فقط بالقشور والاعراض الظاهرة.. اذا اردنا ان ندعم صرح ونقيم بناء.. نهتم اولا بالاساسات.. ولا يجب ان نتهم القانون بالقصور والتقصير.. فأمامي احد البنود يؤكد علي ضرورة ان تتوافر لدي اعضاء المجالس المنتخبة بالاتحادات والاندية وهي تمثل اللبنات الاولية والاساسية في صروحهم الرياضية شرط ان يكون محمود السيرة وحسن السمعة.. وهذا الشرط غير متوافر او حتي مفعل في معظم الانتخابات بمصر ان لم يكن كلها بلا استثناء. اي شخص لديه القدرة علي استمالة الاعضاء والجماهير واغرائهم بالاموال الرخيصة التي قد يتكسبها من اوجه حرام وبالوعود والعهود التي من السهل ان يقطعها علي نفسه ولا ينفذها او حتي يتذكرها بعد نجاحه يستطيع ان يفرض نفسه علي الساحة ويعتلي مقعد مجلس الإدارة.. ومن ثم وصل الي هذه المجالس شخصيات غير واعية ولا مؤهلة ولا تستحق اعتلاء مثل هذه المناصب وقيادة الاندية والاتحادات الرياضية.. وبالتالي فأن هذه الشخصيات غير الجديرة بادارة دفة اموره الرياضية تستقدم اشخاص علي شاكلتهم بالاجهزة الفنية والادارية لان السييء لا يفرز سوي السيئ مثله وتشهد الساحة الرياضية مثل ما يواليها الان من صراعات واقتتال بين عناصرها المختلفة والمظلوم الوحيد المستوي العام الذي اصبح لا يسر عدو ولا حبيب والجماهير المطوحونة التي باتت امانيها في ايد غير أمنية.. والرأي عندي لابد ايضا من التحلي بالحزم تجاه هذا الانفلات الذي اصبح يشكل ظاهرة عامة.. فمثلا ما حدث في الاسماعيلية لا يعالجه غرامات هزيلة بل كان يجب ان يتم نقل مباريات الاسماعيلي مع الاهلي خارج ملعب الطرفين في بنها مثلا او طنطا ولعدة مباريات حتي تفيق جماهير الناديين ويدركوا ان الاثار السلبية لانفلاتهم تجشمهم مشقة الانتقال لتشجيع لاعبيها.. ويجب ان يقوم الاعلام الرياضي بدوره لتوعية الجماهير وكذلك لتهدئة الاوضاع ولخلق مناخ صحي للانتاج.
عودة للوراء
ويؤكد مصدر مسئول بالمجلس القومي للرياضة طلب عدم ذكر اسمه ان ما ينادي به رجال القانون من تفعيل البند الخاص بضرور ان يكون العضو محمود السيرة وحسن السمعة في كل المجالس المنتخبة لا يمكن تحقيقه علي ارض الواقع وقد يعيد الامور الي الوراء مسافات شاسعة ويدخل المسئولين عن الرياضة في مشاكل قانونية وادارية لاحصر لها.. ولا مجال لاستخدام الاجهزة الرقابية والمخابراتية للتأكد من انطباق هذا الشرط علي المرشحين لأنه يخرج بهذه الجهات من مجالات اختصاصاتها وادوارها الفاعلة في خدمة مصالح الدولة العليا.. ودور المجلس القومي للرياضة ينحصر في استبعاد كل من صدور ضده حكام مقيدة للحريات ومخلة بالشرف والامانة من خوض مثل هذه الانتخابات وكذلك اسقاط عضوية الاعضاء الذين يصدر عليهم مثل هذه الاحكام خلال فترة توليهم.
ويقول الكابتن سعيد حشمت مستشار رئيس المجلس القومي للرياضة ان مشروع القانون الذي يرأس اللجنة القائمة بوضعه حاليا يسعي لضبط ايقاع الساحة وتقليص حجم الانفلات التي يسودها.. وتضمن بنوده تصنيف جديد للاندية الموجودة وتقسيمها الي اندية متخصصة في لعبة او اثنتين واندية اخري متعددة الاغراض تمارس انشطة رياضية واجتماعية وثقافية.. ويتبع هذا التصنيف شروط لابد وان تتوافر في اعضاء مجالس ادارات هذه الاندية بشقيها التخصصية والمتعددة ومن بينها شرط الممارسة وهو ما يطبق حاليا في الاتحادات.. وقد تكون هذه الاضافات الجديدة محاولة أكيدة لتنقية 'وغربلة' المرشحين لعضوية مجالس الاندية وبالتالي الارتقاء بالجمعيات العمومية للاتحادات الرياضية حتي لا تفرز الانتخابات الا عن اعضاء واعين مثقفين مؤهلين لقيادة الانشطة الرياضية والارتقاء بمستوياتها الفنية وانقاذها من هذا الدرك السحيق التي تواجهه.
طريق مسدود
وعن الاندية يقول كابتن زكي عثمان شيخ المدربين وأحد حكماء الزمالك.. الطريق الي نادي الزمالك اصبح مقطوعا ومسدودا ويسيطر عليه بعض قطاع الطرق ومحترفي البلطجة.. واصبح كل 'زملكاوي' اصيل يبتعد من الاقتراب من ناديه لينأوا بنفسه عن الدخول في مهاترات ومصادمات غير مأمونة العواقب.. الصوت العالي يسيطر علي الساحة.. والاتهامات الجزافية يتم اطلاقها هنا وهناك.. وتلصق بالابرياء وتلطخ الشرفاء فيضطرون للابتعاد عن الساحة ككل وبالتالي تخلو الاجواء لشخصيات مغرضة وحاقدة لتنفيذ مآربها ومكاسبها علي حساب المصلحة الوطنية العليا.. لابد من تدخل اجهزة الدولة بصورة أكثر حسما لايقاف هذ المهزلة الانسانية التي اضرت بكرة القدم وبرسالة الاندية واساءت لسمعتنا الرياضية ونقلت صورا بشعة وتصريحات وضيعه عبر الفضائيات التي يتابعها الناس في كل ارجاء العالم كذلك لابد من تفعيل دور مجلس ادارة اتحاد الكرة واجهزته ولجانه لان الاندية العريقة اعضاء اساسية في جمعيته العمومية.
وسائل مبتكرة
ويقول المهندس يحيي الكومي رئيس مجلس ادارة نادي الاسماعيلي المعين.. لست معنيا بالدفاع عن احد طرفي مشكلة الاسماعيلي مع الاهلي فلتلك المشكلة جزورا تاريخية ممتدة عبر حقب زمنية طويلة.. ولعل الاهلي يتحمل مسئولية كبيرة لتعميق تلك المشكلة.. كما ان جماهير الاهلي هي المتسببة فيما حدث خلال المباراة الاخيرة لانها التي بدأت بالاعتداء بالقول والهتافات المعادية وصدمت جماهير الاسماعيلي التي اعدت لها مهرجانا احتفاليا للترحيب بها وبدرعها الذي فازت به فأنقلبت الاجواء المفرحة الي انفعالات هائجة.. عموما انا اري ان يبذل المسئولون بمجلس إدارة الناديين جهودا عملية مضاعفة لازالة هذه العداوة وتقريب وتعميق الوشائج بين الطرفين كأن يتم اجراء معسكرات للاهلي مثلا بالاسماعيلية وان يتم الاتفاق علي مباريات ودية لصالح مناسبات من الجانبين فضلا عن القيام بزيارات لقيادات من الطرفين بالاسماعيلية والقاهرة والالتقاء بعناصر من روابط المشجعين لان الاهلي والاسماعيلي من الاندية الجماهيرية التي توجه وتحدد معالم الرأي العام الرياضي في مصر.