تحية ليس كمثلها تحية إلى إخواني Mojahid و قلب الأسد على الكتب القيمة جدا التي قدمت في هذا القسم و خصوصا المجموعة الرائعة للشيخ الشهيد بإذن الله عبدالله عزام و بالمناسبة كنت أريد التعريف بشكل مختصر جدا بالشيخ الشهيد :
حياته :
ولد الشهيد عبد الله عزام في قرية سيلة الحارثية في لواء جنين وتقع في الشمال الوسط من فلسطين عام 1941م , بعد احتلال الضفة الغربية 1967م حيث سقطت والشهيد يعيش داخل فلسطين، لم يرق للشهيد أن يعيش في ظلال الإحتلال اليهودي بعد ما رآه بأم عينه من دخول الدبابات اليهودية إلى فلسطين -وكأنها في نزهة- قد أثر على نفسه كثيرالذلك عزم الشيخ الشهيد أن يخرج مشيا على الأقدام حتى وصل الأردن و عمل مدرسا في عمان ,و بعد مرور الوقت وفي ليلة هادئة ، وإذا بصوت نشيد ينبعث منه الحماس، من أفواه بعض الشباب للقتال على أرض فلسطين ، فيقول الشهيد : فقلت في نفسي: أليس من العار عليك يا عبد الله أن يسبقك هؤلاء الشباب إلى ساحات الأقصى ؟ من أولى بالجهاد منا ؟
أليس الشباب المسلم أولى بالدخول إلى فلسطين والوصول إلى روابي القدس؟
فذهب وقدم استقالته ، وانتقل فورا بعائلته من عمان ، وكان رحمه الله يرى أن السيف أصدق أنباء من الكتب ، وأن الكلمة لابد أن يرافقها السيف ، وأن الأمم لا تعترف بالضعفاء ، فحرض الشباب واستنهض هممهم للتدرب على استعمال السلاح لمقاتلة اليهود .
وقد اتخذ الشيخ الشهيد مع مجموعات من الشباب المسلم قاعدة لهم في شمال الاردن كان الناس يطلقون عليها ( قواعد الشيوخ )، وكان الشهيد أميرا لقاعدة ( بيت المقدس في مرو) للانطلاق منها إلى فلسطين لمواجهة العصابات اليهودية المسلحة , و فد قاد الشيخ العديد من المعارك داخل فلسطين و أبلى بلاء حسنا , ولكن ما جرى بين الجيش الأردني والفدائيين في حرب أيلول الأسود 1970م حال دون مواصلة الشيخ الشهيد وإخوانه الجهاد على أرض فلسطين وأغلقت الحدود , فعاد الشيخ إلى عمله الوظيفي ثم تابع تحصيله العلمي وحصل على درجة الدكتوراه و قد كان ذالك الوضع صعبا على نفسه التي جبلت على حب الجهاد والاستشهاد في سبيل الله , وكان الشهيد عزام وهو في ساحة الجهاد -في فلسطين- يقرأ وهو في المغارة - حيث كان أميرا لقاعدة بيت المقدس (في مرو) - وكان قد انتسب إلى الأزهر للحصول على شهادة الماجستير، وفي ظل هذا الجو كان يدرس، ثم تقدم للامتحان وهو خائف من عدم النجاح ، لأن القراءة كانت على الهامش ، فأرسل الشهيد يومها لأحد الإخوة في القاهرة أن يرسل له النتيجة ، فأبرق له: إنك ناجح في الماجستير، فأرسل الشهيد لهذا الأخ قائلا : أنت استحييت أن تقول إن معدلك مقبول ولا يقبل في الدكتوراه ، فأرسل للشهيد برقية ثانية أن تقديرك جيد جدا وأرسل مخطط الدكتوراه! وإذا به الأول على الدورة بكاملها.
و بدأ الشيخ في التدريس في الجامعة الأردنية و وقد تربى على يديه مئات الشباب المسلم العائد إلى ربه ، والذين كان يعدهم ليوم اللقاء مع العدو ليزيل بهم نير الاحتلال عن فلسطين ، ويقيم بهم دولة القرآن , ولهذا لم يمهل ، فتم فصله من الجامعة الأردنية بقرار من الحاكم العسكري العام سنة 1980 .
فغادر إلى السعودية حيث عمل عام 1981م مع جامعة الملك عبدالعزيز في جدة , ولكنه لم يطق العيش بين أعطاف النعيم ، فطلب من مدير الجامعة العمل في الجامعة الإسلامية الدولية / في إسلام آباد، ليكون قريبا من الجهاد الأفغاني ، فانتدب للعمل فيها سنة 1981م , و بعد اقترابه من الجهاد الأفغاني الذي وجد به ضالته بدأت رحلته مع الجهاد في أفغانستان .
وكان الشهيد قد جمع محاضراته في ثلاثة أيام في الأسبوع لينصرف بقية الأسبوع للجهاد ، ولما وجد أن هذه الأيام لاتكفي لأمور الجهاد عاد فحصر محاضراته -في الجامعة- في يومين، ولما وجد أن عمله في الجامعة يعرقل سير جهاده استقال من الجامعة وتفرغ نهائيا للجهاد.
لقد تحول الشهيد بحق إلى قلب الجهاد على أرض أفغانستان وعقله المفكر ، فهو الذي عرف بهذا الجهاد في العالم ، وهو الذي نقله نقلة بعيدة من جهاد إقليمي محلي إلى جهاد إسلامي عالمي ، حتى أضحى الجهاد وأخباره حديث السامر والناس في كل مكان .
و سرى حب الجهاد في دمائه وعروقه ، وتغلغل في روحه ، وصقلت نفسيته ، ونضج واستوى على سوقه ، حتى وصل به الأمر أن يصرح قبل استشهاده : " إنني أشعر بأن عمري الآن تسع سنوات، سبع سنوات ونصف في الجهاد الأفغاني، وسنة ونصف في الجهاد في فلسطين، وبقية عمري ليس له قيمة عندي "
استشهاده :
بعد أن تمكن الجاهدين من طرد الشيوعية من أفغانستان كان واجبا على أعداء الإسلام أن يتخلصوا من الرجل الذي جدد بفضل الله جذوة الجهاد في قلوب الشباب فبينما هو في طريقه إلى مسجد سبع الليل لإلقاء خطبة الجمعة في نوفمبر 89 ، فمرت السيارة التي كان يستقلها من فوق لغم مزروع له فانفجرت السيارة وتطايرت أجزاؤها في الهواء، وقد نتج عن هذا الانفجار استشهاد شهيد الأمة الإسلامية الدكتور عبد الله عزام ومعه زهرتين من فلذات كبده ( محمد نجله الأكبر وإبراهيم ) .
و قد حفظ الله جسده من التشويه رغم قوة الانفجارفقد أحدث دويا هائلا وقطع تيار الكهرباء، وحفر حفرة في الأرض و وجد الشيخ على هيئة السجود منبعثا منه رائحة المسك .
-------------------------
أتمنى ألا أكون قد أطلت أو خرجت عن سياق الموضوع و لكني أحببت أن أطلعكم على ترجمة أحد الكتاب الذين زخر بهم هذا القسم الرائع و أن أشارك بشكل و لو ضئيل إخواني , كما أرجو ألا تحرموا أنفسكم من قراءة المستطاع من كتابات الشيخ و التي أوردها أخي fasakolla