رونالدينو يعود إلى باريس في ثوب الملك
ترك رونالدينيو باريس سان جيرمان الفرنسي عام 2003 بعد موسمين محبطين وغير مستقرين مع الفريق فشل خلالهما في إثبات مواهبه كواحد من أبرز اللاعبين في العالم.
وبعد ثلاث سنوات يعود النجم البرازيلي إلى العاصمة الفرنسية مع فريقه برشلونة الإسباني لخوض المباراة النهائية في بطولة دوري أبطال أوروبا أمام أرسنال الإنكليزي الأربعاء كملك متوج لكرة القدم العالمية وقائد ملهم لفريقه الإسباني الذي يسعى إلى إنهاء هذا الموسم الحافل بالانجازات بالفوز بثاني بطولة أوروبية في تاريخه.
ساهم رونالدينيو في تحويل برشلونة ممثل كاتالونيا إلى واحد من أفضل الأندية المحلية والأوروبية, وفي المقابل وفر النادي الإسباني أسباب الراحة والاستقرار للاعب البرازيلي الموهوب مما ساعد على ابراز كل مواهبه, وهو ما دفع البرازيلي للقول إن برشلونة مستقبله, وأنه لا يفكر في أي شيء غير برشلونة, معتبرا أنهم وفروا له كل ما يتمناه وبذلوا جهودا عظيمة لاسعاده.
لكن الصورة كانت على النقيض تماما عندما سافر رونالدينيو للمرة الأولى إلى أوروبا للانضمام إلى نادي باريس سان جيرمان منتقلا من نادي غريميو في مسقط رأسه بالبرازيل في مارس آذار عام 2001, وأجل نزاع قانوني بشأن مصاريف الانتقال وقتها مشاركة رونالدينيو مع ناديه الفرنسي لمدة خمسة أشهر حتى بداية الموسم الذي تلاه.
وبعد مشاركته أبلى رونالدينيو في بادئ الأمر بلاء حسنا مع ناديه الفرنسي وأنهى الموسم على رأس هدافي الفريق برصيد تسعة أهداف, بينما احتل نادي العاصمة المركز الرابع في الدوري.
هذه الانجازات ضمنت له موقعا في المنتخب البرازيلي أثناء كأس العالم عام 2002 حيث لعب دورا بارزا في تحقيق البرازيل لفوزها القياسي الخامس بالبطولة, لكن خلافا علنيا نشب بينه وبين المدير الفني لباريس سان جيرمان لويس فرنانديز ورافق ذلك تراجع في مستواه تسبب في موسم مخيب للآمال للنجم البرازيلي موسم 2002/2003.
عندها بدأت أندية مثل مانشستر يونايتد الإنكليزي وريال مدريد وبرشلونة في إسبانيا في خطب ود اللاعب وأصبح من الواضح أن أيام رونالدينيو في فرنسا باتت معدودة.
كان برشلونة وقتها ينصب شباكه على نجم المنتخب الإنكليزي ديفيد بيكهام, لكن اللاعب فضل الانتقال إلى ريال مدريد فاتحا الباب أمام رونالدينيو لأن يحذو نفس خطوات مواطنيه روماريو ورونالدو وريفالدو الذين انتقلوا إلى برشلونة, وكان برشلونة آنذاك يعاني من أزمات بعد أربع سنوات من سوء الإدارة والصراعات الداخلية وسوء التدريب والنتائج وكانت المسؤولية الملقاة على عاتق رونالدينيو كبيرة لانقاذ النادي من عثرته ولذلك تدفق نحو 30 ألف مشجع لمشاهدة اللاعب في حفل تقديمه للجمهور.
أثبت رونالدينو أنه على قدر المسؤولية ونجح في رفع معنويات الفريق, وكانت لمهارته الكبيرة وابتسامته الرائعة واقباله على الحياة وحماسته الطفولية مفعول السحر في تغيير الأوضاع داخل الفريق لترتسم الفرحة
من جديد على وجه برشلونة الحزين.
وقاد رونالدينو برشلونة للعب 17 مباراة بدون هزائم رفعت النادي إلى المركز الثاني في أول موسم للاعب البرازيلي في إسبانيا وكان هذا أفضل مركز يحرزه النادي في أربع سنوات وهو انجاز حصل به رونالدينيو على لقب أفضل لاعب في العالم عام 2004 ثم عاد ليكرره عام 2005.
وبعد بداية بطيئة في الموسم الثاني له مع برشلونة استعاد رونالدينيو مستواه المعهود وشكل مع زميله في الفريق الهداف صمويل إيتو ثنائيا ساهم في حصول برشلونة على أول بطولة للدوري منذ ست سنوات وسط
احتفالات صاخبة من اللاعبين والجماهير.
تفوق رونالدينو على نفسه هذا الموسم وساعد ناديه في الاحتفاظ بلقب بطولة الدوري الإسباني وكذلك في الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ 12 عاما, كما لعب مباراة رائعة قاد فيها برشلونة للفوز 3-0 على غريمه ريال مدريد في نوفمبر/تشرين الثاني وسجل هدفين من مجهود فردي وسط تصفيق حاد من جماهير مدريد, كما سجل هدفا رائعا في مرمى تشيلسي في جولة خروج المهزوم بدوري أبطال أوروبا وساهم كذلك في هدف الفوز بمباراة الدور نصف النهائي أمام ميلان الإيطالي.
وعلى عكس النجوم البرازيليين الآخرين حافظ رونالدينيو على طريقة لعبه الرشيقة وأدائه القوي في المباريات الكبرى, وبعد احتفاظ برشلونة ببطولة الدوري يعود رونالدينيو إلى باريس يوم الأربعاء بهدف استكمال الجزء الثاني من مشوار ثلاثية نادرة يهدف من خلالها إلى الفوز بدوري الأبطال الأوروبي وكذلك بكأس العالم مع منتخب البرازيل.
اليوم يعود اللاعب ذو الابتسامة الدائمة إلى باريس في ثوب الملك بعدما خرج منها مطأطأ الرأس قبل ثلاث سنوات.