حوار مع طلال القرقوري
طلال القرقوري
لا أريد الموت بشارلتون
مشاكل الغياب بدافع المحاسبة والعقاب
مدرب تشارلتون·· مدرب حميم للرئيس ويملك البطاقة البيضاء
عوقبت أيضا لأنني قبلت عرض فولهام وعروض الوحدة الإماراتي
بالواضح·· المدرب كوربيشلي مدرب فاشل وصغير
ميلان وليفربول·· عرضان في حكم المجهول
هذا الحوار بحاجة إلى قراءة متأنية·· لأن كل ما أتبثه طلال القرقوري القوة الحديدية لأسود الأطلس منبعث من مكبوث نفسي·· وتفجير علني لمشاكل تقنية بينه وبين المدرب كوربيشلي ومشاكل عقابية وحسابية لا يشعر بها إلا طلال·
هذا الحوار·· وعبر ثناياه يوصلكم طلال تصريحات من مسدسات صامتة لقاتل طموحه يدعى كوربيشلي·· يوصلكم كل كبيرة وصغيرة لحد اعتبار جسده الذي لا يعرق في التداريب كما لو أنه يلعب ببطولة استعراضية·
لا أطيل عليكم·· اخترت لكم حوارا مقنبلا للأسئلة اللاعتيادية في إنتظار القادم من جبهات جديدة للسؤال والمواجهة·
لننطلق من عمق القلق النفسي الذي يحوم حولك إزاء الوضع اللاتنافسي مع تشارلتون، هل مازال المشكل قائما بين طلال والمدرب كورييشلي حول طبيعة التوظيف التكتيكي كما استقرأناه غير ما مرة؟
ـ > لا أعتقد أن هذا هو المبرر الحقيقي لوضعي في دكة الإحتياط أو عدم اختياري في اللائحة العامة للمباراة بل هناك مشكل أبعد من كل الذي ترونه مخالفا لما تتداوله الأخبار هو مشكل المحاسبة والعقاب بهذا المفهوم، إذ بعد مباراتنا مع الفريق الوطني ضد كينيا بنيروبي، إلتحقت بتشارلتون مصابا وغبت قرابة ثلاثة أشهر خضعت فيها لفحوصات وعلاجات مستمرة إلى أن شفيت وعدت بعدها إلى استئناف تنافسيتي مع الفريق الإحتياطي كطريق خاص من أجل الإقتناع بالشفاء والمردودية للعودة إلى الفريق الأول، وحين العودة كنا قد خسرنا ضد طوطنهام في مباراة كبيرة (3ـ2) ثم خسرنا ضد مانشيستر يونايتد ثم أسطون فيلا، وأمام هذه الخسارات قال لي لابد أن أغير التشكيلة، وقتها عاد الفريق ليخسر بقوة أمام بلاكبورن (5ـ2) من دون طلال، وأعقبته خسارات أخرى في وقت كان الفريق مطاردا لتشيلسي وأضحى في وسط الترتيب·· أثناءها أيضا ازداد تدمري من التهميش المبالغ فيه، وقلت له بالحرف لماذا تريد تغييري لوحدي دون الآخرين لدرجة صارحته بأنني لم أعد أرغب اللعب لتشارلتون·· طبعا كان رد فعل المدرب هو الصمت، لكن بعقاب ضمني بمغزى عدم المناداة علي<·
ما أعرفه حقا هو أن أي مدرب لا يمكن أن ينظر إلى نتائجه السلبية باتهام اللاعبين أو عقابهم بهذا الأسلوب، ربما كان على كوربيشلي أن يقيم النتائج العكسية بأسلوب مغاير ليعود إلى الواجهة كما بدأها؟
ـ > أنا معك في هذا الخط·· لأنه عندما تنساب النتائج السلبية على الدوام، تفرض الضرورة تغيير المدرب لأن خيط الود والتفاهم أصبح بعيد المنال، لكن هذا المعطى غير حاضر بتشارلتون لأن المدرب كوربيشلي هو صديق حميم للرئىس وله البطاقة البيضاء ليفعل ما يشاء، طبعا فالأموال لا تهمه ولا يهمه أيضا أن تكون نجما، وانعكاسات النتائج السلبية تحوم حوله لأن >راسو قاسح< وأغلب اللاعبين أضحوا متدمرين من وضع السيطرة التقنية، وأعتقد أن رحيل المهاجم الأيسر كونشيسكي ورحيل باركر إلى نيوكاستل وتأهب اللاعب أليكس رجل الوسط للرحيل إلى موسكو هو من بين الأسباب الحقيقية لتجاوزات المدرب الواهية<·
ألا يمكن في هذا الإطار أن يتدخل المكتب المسير في هذه الأمور أو أن يحد من سيطرة المدرب على أوضاع الفريق؟
ـ > قلت لك إنه صديق حميم للرئىس وله كل الصلاحيات لفعل أي شيء، وحتى لو تدخلت شخصيا لشرح مشاكلي على أنظار المكتب يكون المدرب قد اعتبر ما فعلته تحديا له ويعاقبني تدريجيا··<·
ألم تطالب بالرحيل على الأقل للإعارة لأي نادي؟
ـ > كان هذا هو مطلبي الأساسي لأني لم أعد أطيق البقاء بتشارلتون، إذ بعد عودتي من كأس إفريقيا، كانت الإتصالات جارية مع نادي فولهام للإنضمام إليه على سبيل الإعارة، لكن عندما سمع المدرب كوربيشلي هذا النبأ رفضه بالمرة وكأنه عقاب إضافي لتجاوز إخباره<
ربما ضايقك واستفزك هذا الوضع حتى في ملف المغادرة المؤقتة نحو فولهام؟
ـ > هل تعلم أيضا أنني عشت شهر دجنبر الماضي كما لو أنه شهر ندم، فبعد فولهام دخل نادي الوحدة الإماراتي خط التفاوض، لكن لم يحصل الوفاق ليس من قبيل موافقتي شخصيا بل من نادي تشارلتون ومدربه بصفة دائمة، حتى زوجتي لم تعد مرتاحة لهذا الوضع المزعج، ولم أشأ إلا أن أقبل بالمصير مادام العقد سينتهي مع تشارلتون إلى غاية يونيو 2007<·
حتى الآن أظنك تتسيس مع الأحداث دون أن تحدث ثورة من أجل الرحيل؟
ـ > في الكرة وفي الإحتراف لا يمكن أبدا أن تفعل أي شيء مادمت مقيدا بعقد قانوني يلزمك على البقاء حتى نهايته، ولا يمكن أن أكون متعنثا أو ثائرا على الوضع مادام الود حاصلا بين الرئىس والمدرب، وفوق كل ذلك لا أقبل بالمرة أن يكون لاعب دولي له أربعة ألقاب ولعب 32 مباراة خلال الموسم الماضي مع تشارلتون دون أن يلعب هذا الموسم إلا لماما، لذلك أرى من الواجب علي أن أكون رجلا مرنا ومتسيسا مع ما يتآمر عليه الغير··<·
ما فاجأني هو أن المدرب كوربيشلي كان يقول دائما بأنه يعول عليك ولن يتركك ترحل ويعتبرك من أجود اللاعبين وأنه نادم على إصابتك السابقة ويندم أكثر عندما تغيب عن تشارلتون بدافع الواجب الوطني مع أسود الأطلس، ثم أن غيابك عن تشارلتون هو بدافع تكتيكي؟
بالواضح·· إنه مدرب فاشل ومدرب كذاب، وليس للموضوع علاقة تكتيكية مطلقا، فلو قال المدرب مورينو أو غيره بهذا سأتفق معهم، أما مدرب تشارلتون فهو مدرب أقل ما تقول عنه مدرب صغير وصغير حتى في أبجديات التدريب، وكن على يقين بأني عندما أخضع للتداريب اليومية لا أعرق مطلقا، ولياقتنا ضعيفة حتى ولو قيل عن الدوري الأنجليزي بأنه يميل إلى الإندفاع البدني، ولياقتنا مع تشارلتون لا تفوق 60 دقيقة في المباراة الرسمية وبعدها ترى اللاعبين أشباحا··· لا··· لا··· ليس هذا ما تعلمته في الإحتراف، وليست التداريب التي أخضع لها مع تشارلتون هي بنفس الحدة مع باري سان جيرمان أو مع المنتخب المغربي في عهد الزاكي أو فاخر·· أنا أعرف ما أقوله، فكوربيشلي بقدر ماهو مدرب صغير يتحدثون عنه بأنه هو المدرب القادم لمنتخب إنجلترا·· ولا أظن مطلقا بأن أنجلترا ستكون بلهاء إذا تعاقدت مع مدرب لا يؤسس نفسه إلا على تطويع الكرات وبدون نهج تكتيكي فعال<·
ألهذه الدرجة تعترف بأنه مدرب فاشل؟
ـ > أقسم بالله أنني لا أقول هذا الكلام عبثا بل منبعث من خلفيات مساري الكروي، وأبدا لم أر مدربا في حصصه التدريبية ولقاءاته الرسمية بهذه السذاجة التدريبية، بل وحتى كيفية تنفيذ التماس مازلنا نتعلمه وغيرها من الأبجديات الأولى في عالم التلقين، ونحن الآن في قمة النضج الإحترافي وعلى مشارف الثلاثين··<·
لعبت ضد أسطون فيلا لبضع دقائق ثم غبت عن لقاء ليفربول، هل معنى ذلك أنك تجاور الفريق الإحتياطي؟
ـ >هذا صحيح، ولكن التهميش يظل سائدا، كما قلت لماذا اختارني بالضبط في تشكيل الفريق ضد أسطون فيلا وحتى الدقيقة 72 عندما أقحمني كبديل؟ قبل أن يغيبني عن لقاء ليفربول لاحقا، وحتى إقحامي في اللقاء المذكور لم يكن بدافع الحضور الدفاعي بل بوضعي كرجل وسط ميدان وهو ما لا أقبله على الإطلاق·· أما الفريق الإحتياطي فلا يمكن أن ألعب له إلا إذا عدت من الإصابة، لكن في اللقاءات التنافسية أرفض ذلك<·
في ظل هذه الظروف ألم تجد حلولا منصفة لهذه المشاكل النفسية والمعنوية واللاتنافسية؟
ـ > أعتقد أنني سأبحث عن حل إيجابي في ظل ثمانية أسابيع المتبقية من الدوري الأنجليزي ، وأكيد أن الرحيل سيكون هو المنطلق الحقيقي للإبتعاد عن هذه الأزمة النفسية والإجتماعية على حد سواء··<·
لكن أنت متمنطقا بحزام عقد قانوني إلى غاية يونيو 2007، فهل يعني ذلك أنك ستستمر مع تشارلتون بالرغم من رفضها تسريحك؟
ـ > الحل طبعا رهين بالتفاوض بين تشارلتون وبين الفريق الذي يرغب في ضمي وليس بيني وبين تشارلتون·· شخصيا لا أريد البقاء مع تشارلتون،ومن يريدني هو من يشتري ما تبقى من العقد، لذلك فالكرة بين الناديين لوجود حل نهائي··<·
هل وصلتك أخبار دولية تقول بأن الفريق الرديف لميلان أسي الإيطالي يسعى لضمك من أجل تهييئك للفريق الأول؟
ـ > لم أسمع قط بهذا الخبر، ولا مجال للمقارنة بين الميلان وتشارلتون، وأظن بأنه من المستبعد جدا أن يختار الفريق الرديف لميلان أسي لاعبا يشرف على سن الثلاثين من أجل تهييئه لفريق الكبار، فقط يختار الوجوه الصغيرة لتهييئها·· أما وإذا حصل ما يكبر هذا التطلع من أسي ميلانو فسأقبله على التو مثلما أقبل غيره خارج أنجلترا··<·
وليفربول·· هناك من تداول هذا الخبر سابقا، وقال بأن تشارلتون عاكست الإختيار لتشبتها بعضويتك؟
ـ > لا علم بهذا الموضوع، إطلاقا، ولربما كان ذلك من قبيل الإشاعات
وهل هناك من يغري طلال بأنجلترا؟
ـ >من يهتم بالموضوع أساسا هو نادي فولهام، ووكيل أعمالي هو من يتابع الملف وحتى اللحظة لم أقرر شيئا وإن كنت على وشك الإعلان عن قرار نهائي لمصيري بأنجلترا··<·
هل تعني أنه مهما كانت الظروف ستغادر أنجلترا نهائيا رغم العقد الذي يربطك بالنادي؟
ـ > لأكن صريحا معك·· لاأريد اللعب بأوروبا مطلقا ولن ألعب لأي منها لظروف خاصة وعائلية··<·
هل من حقنا أن نعرف الظروف إذا سمحت بذلك؟
ـ > إن كان يدفعني لمغادرة الدول الأوروبية هو زوجتي المحتجبة، إذ عندما أخرج مع زوجتي بالوضع المذكور إلى السوق أو لنتفسح أو أي شيء آخر نقابل بنظرات الشك والرفض·· وهو أمر لا أرتاح له مطلقا·· أما الظروف العائلية الأخرى فهي أمور غير مسموح بتداولها··<·
أمام هذه النازلة المعنوية ربما لا تدرك أن قدرك القادم قد يرسم لك توجها غير الذي أقرَّيت به مع أندية عملاقة بأوروبا؟
ـ > طبعا إذا كان قراري هو عدم اللعب بأوروبا فمعناه أنني سأعيش نفس الصفة، وإذا حدث ما يخفيه القدر من مفاجآت فسأومن به·· ولم لا ألعب بإيطاليا أو Nسبانيا أو غيرها··<·
في الإتجاه المستور والخفي، هل يعني عدم اللعب بأوروبا هو تأهيلك لمعانقة الخليج؟
ـ > ربما، بل وكان ذلك حاضرا خلال المرحلة الشتوية عندما رفض تشارلتون رحيلي المؤقت إلى نادي الوحدة الإماراتي، ولو اقتضى الأمر ذلك لرحلت إلى الخليج من باب مواصلة درب النجاح<
ما أعرفه أن طلال في سن الثلاثين مازلنا بحاجة لأن نراه مع أندية عملاقة ليكون واحدا من النجوم السباقة إلى التوهج، وليس بدول الخليج؟
ـ > أشكرك على هذا الرأي·· وثق بي أنني سأكون دائما في خدمة بلدي مهما لعبت لأي نادي إلا إذا كان يلعب لهدف معين·· أنا بحاجة إلى حضور تنافسي وإلى فريق ألعب فيه بصفة لاعب متميز دون أن يؤثر ذلك على مسار إلتحاقي بأسود الأطلس، وحتى لو إلتحقت بالخليج فلن يكون ذلك من أجل النزهة، بل من أجل العمل دون أن يعتقد أي مدرب سواء كان فاخر أو غيره بأن الخليج عامة له دوريات سلبية بل بأن التنافسية هي أهم ما يبحث عنه أي ناخب··<·
الآن يدخل الأسود معركة قوية ضمن الإقصائىات الإفريقية، كيف تقرأ مجموعة زيمبابوي والمالاوي؟
ـ > أولا·· يجب أن نعي تماما أن قيمة امحمد فاخر ستبدأ من الآن لتهييء مسار حافل بالتحديات والإستحقاقات، وسنكون جميعا في الموعد إلى غاية شتنبر تاريخ بداية الإقصائيات·· طبعا مجموعتنا صعبة ليس لأنها تضم منافسا بقيمة الزيمبابوي بل بقيمة المجموعة التي سيتأهل منها مرشح واحد دون النظر حتى في قيمة الثاني، على النقيض من المجموعات الأخرى، لذلك يجب علينا أن نفكر ونهدف جميعا إلى انتزاع ما لايقل عن أربع نقط لنتأهل رسميا موازاة مع البرمجة التي ستجعلنا نستريح في آخر الجولات لنرى ما سيفعله الآخرون، وتأهيلنا الرسمي بصفة عامة لابد أن تصل حدوده التنقيطية إلى تسع أو عشر نقط، وهذا هو الأهم شريطة أن تتلاحم جميعا بما في ذلك مناصرة جماهيرنا التي تعودنا دائما على حضورها المكثف··<·
طبعا تجدني طلال قد أكثرت عليك من السؤال، فهل من مزيد تريد إضافته؟
ـ > أمل أن أختم مساري مع تشارلتون نهائيا وأتهيأ للمستقبل بمعنويات كبيرة··
أشكركم على هذا الإتصال الذي يزيدني دعما معنويا إلي جوار إاصال الأهلي والأحباب والأصدقاء، وأشكر لكم هذه الإلتفاتة الطيبة التي لن تزيدني