mohamed.brad
ستار جديد
موقفه مع قومه
قال الله تعالى: (وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين (75) فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربى فلما أفل قال لا أحب الآفلين (76) فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربى فلما أفل قال لئن لم يهدنى ربى لأكونن من القوم الضالين (77) فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربى هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إنى برئ مما تشركون (78) إنى وجهت وجهى للذى فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين) (الأنعام:75-79).
وهذا المقام مقام مناظرته قومه بأسلوب استدراجى حكيم، يدل على عظمة الخليل وسعة أفقه كما قال الله تعالى فيه: (وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم) (الأنعام:83)، فبين لهم أن هذه الأجرام المشاهدة من الكواكب النيرة لا تصلح للألوهية ولا أن تعبد مع الله عز وجل، لأنها مخلوقة مربوبة مصنوعة مدبرة مسخرة تطلع تارة، وتأفل أخرى فتغيب عن هذا العالم فلا تديره ولا تعلم ما فيه، والرب تعالى لا يغيب عن العالم، ولا يغيب عن شئ، ولا تخفى عليه خافية، بل هو الدائم الباقى بلا زوال لا إله إلا هو، ولا رب سواه، فبين لهم أولا عدم صلاحية الكوكب (قيل: هو الزهرة) لأن يكون إلها. ثم ترقى إلى القمر الذى هو أضوأ من الزهرة وأبهى من حسنها. ثم ترقى إلى الشمس التى هى أشد الأجرام المشاهدة ضياء وسناء وبهاء، فبين أنها مسخرة مسيرة مقدرة مربوبة.
وظاهر أن موعظته هذه فى الكواكب لأهل حاران فإنهم كانوا يعبدونها.
وأما أهل بابل فكانوا يعبدون الأصنام، وهم الذين ناظرهم فى عبادتها وكسرها عليهم وأهانها وبين بطلانها كما قال تعالى: (ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين (51) إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التى أنتم لها عاكفون (52) قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين (53) قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم فى ضلال مبين (54) قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين (55) قال بل ربكم رب السموات والأرض الذى فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين (56) وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين (57) فجعلهم جذاذا إلا كبيرًا لهم لعلهم إليه يرجعون (58) قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين (59) قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم (60) قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون) (الأنبياء: 51-61).
فلما اجتمعوا وجاءوا به (قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم، قال بل فعله كبيرهم هذا) أى إن الذى كسر هذه الأصنام وجعلها فتاتًا هو كبير الأصنام وهذا أيضا من قوة حجته، حيث جعلهم فى حيرة تدل على سخافة عقولهم، ولهذا قال لهم: (فاسألوهم إن كانوا ينطقون)، وإنما أراد بقوله هذه أن يبادروا إلى القول بأن هذه لا تنطق فيعترفوا بأنها جماد كسائر الجمادات. قال تعالى: (فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون). أى فعادوا على أنفسهم بالملامة فقالوا: (إنكم أنتم الظالمون) أى فى عبادتها، (ثم نكسوا على رءوسهم) أى ثم رجعوا إلى الفتنة والدفاع عن الأصنام فقالوا: (لقد علمت ما هؤلاء ينطقون (65) قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم (66) أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون67) (الأنبياء:65-67)
قال الله تعالى: (وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين (75) فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربى فلما أفل قال لا أحب الآفلين (76) فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربى فلما أفل قال لئن لم يهدنى ربى لأكونن من القوم الضالين (77) فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربى هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إنى برئ مما تشركون (78) إنى وجهت وجهى للذى فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين) (الأنعام:75-79).
وهذا المقام مقام مناظرته قومه بأسلوب استدراجى حكيم، يدل على عظمة الخليل وسعة أفقه كما قال الله تعالى فيه: (وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم) (الأنعام:83)، فبين لهم أن هذه الأجرام المشاهدة من الكواكب النيرة لا تصلح للألوهية ولا أن تعبد مع الله عز وجل، لأنها مخلوقة مربوبة مصنوعة مدبرة مسخرة تطلع تارة، وتأفل أخرى فتغيب عن هذا العالم فلا تديره ولا تعلم ما فيه، والرب تعالى لا يغيب عن العالم، ولا يغيب عن شئ، ولا تخفى عليه خافية، بل هو الدائم الباقى بلا زوال لا إله إلا هو، ولا رب سواه، فبين لهم أولا عدم صلاحية الكوكب (قيل: هو الزهرة) لأن يكون إلها. ثم ترقى إلى القمر الذى هو أضوأ من الزهرة وأبهى من حسنها. ثم ترقى إلى الشمس التى هى أشد الأجرام المشاهدة ضياء وسناء وبهاء، فبين أنها مسخرة مسيرة مقدرة مربوبة.
وظاهر أن موعظته هذه فى الكواكب لأهل حاران فإنهم كانوا يعبدونها.
وأما أهل بابل فكانوا يعبدون الأصنام، وهم الذين ناظرهم فى عبادتها وكسرها عليهم وأهانها وبين بطلانها كما قال تعالى: (ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين (51) إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التى أنتم لها عاكفون (52) قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين (53) قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم فى ضلال مبين (54) قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين (55) قال بل ربكم رب السموات والأرض الذى فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين (56) وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين (57) فجعلهم جذاذا إلا كبيرًا لهم لعلهم إليه يرجعون (58) قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين (59) قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم (60) قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون) (الأنبياء: 51-61).
فلما اجتمعوا وجاءوا به (قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم، قال بل فعله كبيرهم هذا) أى إن الذى كسر هذه الأصنام وجعلها فتاتًا هو كبير الأصنام وهذا أيضا من قوة حجته، حيث جعلهم فى حيرة تدل على سخافة عقولهم، ولهذا قال لهم: (فاسألوهم إن كانوا ينطقون)، وإنما أراد بقوله هذه أن يبادروا إلى القول بأن هذه لا تنطق فيعترفوا بأنها جماد كسائر الجمادات. قال تعالى: (فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون). أى فعادوا على أنفسهم بالملامة فقالوا: (إنكم أنتم الظالمون) أى فى عبادتها، (ثم نكسوا على رءوسهم) أى ثم رجعوا إلى الفتنة والدفاع عن الأصنام فقالوا: (لقد علمت ما هؤلاء ينطقون (65) قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم (66) أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون67) (الأنبياء:65-67)