ما الجديد
ستار دي في بي | StarDVB

أهلاً وسهلاً بك من جديد في ستار دي في بي StarDVB. تم في الاونة الاخيرة تطوير وتخصيص الموقع ليشمل IPTV و SMART TV بشكل أوسع من السابق. إذا كنت مسجل سابقا يمكنك الدخول باسم المستخدم السابق نفسه، وإن كنت غير مسجل مسبقاً، يمكنك التسجيل الان. نرحب بمشاركاتك واقتراحاتك في أي وقت، نتمنى لك وقتاً ممتعاً معنا.

الفرق بين شكر الله لعبده وشكر المخلوق لخالقه

taba

ستار جديد
ليس بين شكر الله لعباده وشكر العباد له إلاّ مــادة الكلمة ,
وأمــا الكم والكيف فشيء آخر يليق به عزّ وجــل وكرمه الواسع ,ورحمته البالغة التي وسعت كل شيء ,
وهناك ثمة فروق بين شكر الله وشكر المخلوق , يمكن بيانها في الآتي :




* أن الله عزّ وجــل يشكر العبد على إحسانه لنفسه , والمخـلوق إنما يشكر من أحســن إليه ...



* شكر الخـالق عزّ وجـل موصوف بالكمال المطلق الذي لا يتطرق إليه النقص بحال , وأما شكر المخلوق فهـو نــاقـص, ونسبي , ومـعـرّض للزوال ...



* شكر المخلوق لا يكون غــالباً إلاّ مقابل نعمةٍ أو منفعـة ٍ مسداة , وأمّــا شكر الخالق عـزّ وجــل فلا يلزم أن يكون مـقـابل طــاعـة ظهرت من العبد بل قـد يـتـخـلف ذلك , فيكون الشكر من الله هـبـةٌ منه على عبده وهذا من كمال حكمته وعدله سبحانه ...



* المخلوق ينتفع بشكر الشاكر له , فـأما شكر العبد لخالقه فإنـه لا تعود على الله عائدته , ولذلك قال عـزّ وجـل : " وَمـَـن شَــكَـرَ فإِنّـمـا يَشْـكُـرُ لِـنَـفـسِـه "
وإنما يعود على العبد فهو المستفيد المحتاج في الدنيا نعماً وفي الآخــرةِ ثوابها وجزاء شكرها . وهـكـذا الكفر فلا يرجع على الله أثره , فالله غني بذاته محمود بذاته , لا بحمد الناس وشكرهم على عطاياه , ولذلك قال عزّ وجــل : " وَقَــالَ مُــوسى إِن تَـكـفُـروا أَنْـتُمْ ومن فِي الأرضِ جمِـيـعاً فإنّ الله َلـغَـنِـيٌّ حَــمِـيدٌ " .

أي : إن تكفروا نعمته أنتم وجميع الخلق ولم تشكروها " فَـإِنّ اللهَ " سبحانه وتعالى " لَـغَـنِيٌ " عن شكركم , ولا يحتاج إليه , ولا يلحقه بذلك نقص " حَـمِــيد" أي : مستوجب للحمد بذاته , لكثرةِ إنعامه , وإن لم تشكروه أو يحمدهُ غيركم من الملائكة .



وقال ابن القيم رحمه الله : ( وإنـعام الرب عـزّ وجــلّ على عبده إحـسان إلـيـه , وتفـضلٌ عليه , ومجـرّد امتنان , لا لحاجـة منه إليه , ولا لمعاوضة , ولا لاستعانة به , ولا ليكثر به من قلة , ولا ليتعزز به من ذلةٍ , ولا ليقوى به من ضعف, سبحانهُ وبحمده , وأمـره بالشكر أيضـاً إنـعـام آخــر عليه , وإحــسان منه إليه , إذ منفعة الشكر ترجعُ إلى العبد دنيا وأخـرى , لا إلى الله , والعبد هو الذي ينتفعُ بشكره , كما قال تعالى : " وَمَـنْ شَــكَـرَ فَــإِنّـمـا يَشْــكُـرُ لِـنَـفـسِـه " , فشكر العبد إحسانٌ منه إلى نفسه دنيا وأخرى ؛ لأنه إنما أحسنَ إلى نفسِـهِ بالشـكر , لا أنه مكافيء به لنعم الرب ...

فلا يستطيع أحــدٌ أبدً أن يكافيء الله تعالى على نعمه ولا أقـلّــها , ولا أدنى نعمةٍ من نعمه , فإنه تعالى هو المنعم المتـفضّــل , الخالق للشكر والشاكر , وما يُـشـكـرُ عليه , فلا يستطيع أحــدٌ أن يحصي ثناءً عليه, فإنه هـو المحسنُ إلى عبده بنعمه , وأحــسن إليه بأن أوزعه شكرها , فشكرهُ نعمةٌ من الله أنعم بها عليه , تحتاجُ إلى شـكْــرٍ آخــر , وهــلــم جـــرا...

ومن تمام نعمته سبحانه , وعظيم بره وكرمه , أنه ينعم عليك ثم يوزعك شكر النعمة , ويرضى عنك , ثمّ يعيد إليك منفـعـةَ شكرك , ويجعله سبباً لتوالي نعمه , واتصالهـا إليك , والزيادةُ على ذلك منها )...
م ن ق و ل
__________________
 

Mojahid

مشرف سابق
ما شاء الله كلام أكثر من رائع ومؤيد بكلام طبيب الأرواح الإمام ابن القيم تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عن

الجميع ولك جزيل الشكر
 
أعلى