Brave Heart
كبار الشخصيات
الصبر في طلب العلم
سورة الكهف
سورة الكهف
بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً{60} فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً{61} فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً{62} قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً{63} قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً{64} فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً{65} قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً{66} قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً{67} وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً{68} قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً{69} قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً{70} فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً{71} قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً{72} قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً{73} فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَاماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً{74} قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْراً{75} قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً{76} فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً{77} قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً{78} أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً{79} وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً{80} فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً{81} وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً{82} سورة الكهف
معاني المفردات:
الحقب: ثمانون سنة
مجمع البحرين: ملتقى بحريّ فارس والروم.
الحوت: السمك.
زكية: طاهرة من الذنوب.
رحما: رحمة.
سربا: مسلكا.
نصبا: عناء.
إمرا: عظيما.
نكرا: منكرا.
يبلغا أشدهما: الحلم وكمال الرأي.
الشرح:
إن طلب العلم من أشرف الأعمال التي يقوم بها الإنسان أثناء مسيرته الحياتية.
ولأهمية العلم في حياة البشر نرى الباري عز وجل قد أولاه إهتماماً خاصاً، وقد ورد فيما نقل عن رسول اللّه
![fe37268398.gif](http://www.m5zn.com/uploads/fe37268398.gif)
والقصة هي قصة النبي موسى
![fe37268398.gif](http://www.m5zn.com/uploads/fe37268398.gif)
![fe37268398.gif](http://www.m5zn.com/uploads/fe37268398.gif)
حيث إن موسى
![fe37268398.gif](http://www.m5zn.com/uploads/fe37268398.gif)
العزم والإصرار ثم اللقاء:
لقد كان لدى موسى
![fe37268398.gif](http://www.m5zn.com/uploads/fe37268398.gif)
![fe37268398.gif](http://www.m5zn.com/uploads/fe37268398.gif)
![fe37268398.gif](http://www.m5zn.com/uploads/fe37268398.gif)
لأنَّه مستعد للسعي في طلب العلم ولو استغرق ذلك عشرات السنين.. بل إنه
![fe37268398.gif](http://www.m5zn.com/uploads/fe37268398.gif)
ونتيجة هذا الإصرار والعزم الذي أكده موسى
![fe37268398.gif](http://www.m5zn.com/uploads/fe37268398.gif)
![fe37268398.gif](http://www.m5zn.com/uploads/fe37268398.gif)
لكن الفتى وجد أن السمكة الكبيرة التي أعداها لغدائهما قد عادت حيّة ورجعت إلى الماء.. فعاد الفتى مسرعاً إلى سيده ليخبره بذلك..
عندها انفرجت أسارير موسى
![fe37268398.gif](http://www.m5zn.com/uploads/fe37268398.gif)
وأخذ موسى وفتاه يجولان في ذلك المكان علّهما يصادفان ذلك العبد الصالح.. وبينما هما كذلك.. إذ بموسى تقع عيناه على رجل ممّدد على الأرض، غارق في صمت طويل.. هل يمكن أن يكون هذا الرجل الذي لا يملك شيئاً من متاع الدنيا إلا غطاءً قصيراً لا يكاد يغطي الرأس والقدمين معاً.. هل يمكن أن يكون هذا الإنسان هو العبد الصالح الخضر.. الرجل الذي كابد لأجله كل هذه المشاق.. نعم انه هو.
عرض.. ورد:
فاقترب النبي موسى
![fe37268398.gif](http://www.m5zn.com/uploads/fe37268398.gif)
عبارة أفرغ فيها موسى كل أدبه وسموّ خلقه طالباً من الخضر عليه السلام مستخدماً صيغة السؤال(هل اتبعك) حيث عبر بحكمة عن أهم أغراضه وهي أن يتخذ الخضر عليه السلام مربياً وقدوة مقدّماً لهذا الهدف على التعلم.. ثم طلب إليه: »على أن تعلمِّني مما عُلِّمت رشداً«.
خاطبه مخاطبة التلميذ المُقر بفضل وسمو مقام أستاذه وأحقِّيته بموقع المعلم والمربي واصفاً ما يحمل أستاذه من العلم بما يستأهله »بالرشد«.. ولكن هل يكفي ليصبح موسى
![fe37268398.gif](http://www.m5zn.com/uploads/fe37268398.gif)
فالمقام الذي يسعى إليه موسى
![fe37268398.gif](http://www.m5zn.com/uploads/fe37268398.gif)
ولكن شغف موسى بالعلم.. وتوقه إلى هذا المقام الذي حمله على تحملّ المعاناة دفع إلى ان يعاهده قائلاً: »ستجدني إن شاء الله صابراً، ولا أعصي لك أمراً«.
وجاءت الموافقة وقال العبد الصالح مشترطاً: »فإنْ اتبعتني فلا تسئلني عن شيءٍ حتى أُحِدث لك منه ذكراً«.
وفي هذه العبارات كان الدرس الأول وهو أن على موسى أن يتروى في تحصيل العلم وأنّ له أن لا يتعجَّل فالأمور مرهونة بأوقاتها والمربي المعلم أعلم بذلك.
الإمتحان الأول:
وانطلق موسى يتبّع الخضرعليه السلام ليتعلّم من سيرته، فبلغا ساحل البحر، فوجدا سفينةً تريد أن تعبر فحمل أصحابها معهم موسى
![fe37268398.gif](http://www.m5zn.com/uploads/fe37268398.gif)
ولكن الخضر عليه السلام ذكّر موسى
![fe37268398.gif](http://www.m5zn.com/uploads/fe37268398.gif)
فالتفت موسى وواخذ نفسه معتذراً إلى معلمه بالقول: »لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسراً«.
الإمتحان الثاني:
وبعد ان تركوا السفينة أخذ الثلاثة في السير.. حتى وصلوا إلى مكان فيه غلام يلعب، فقام الخضر إلى الغلام فقتله.. فتملك الغضب من موسى وهو يرى هذا المشهد فقال: »أقتلت نفساً زكيّة بغير نفس لقد جئت شيئاً نكراً«.
ولكن الخضر عليه السلام أعاد ما قاله لموسى
![fe37268398.gif](http://www.m5zn.com/uploads/fe37268398.gif)
وهنا انتبه موسى
![fe37268398.gif](http://www.m5zn.com/uploads/fe37268398.gif)
الإمتحان الأخير:
وانطلقا حتى وصلا إلى قرية وكانا جائعين فطلبا طعاماً من أهل القرية فلم يضيفوهما.. وفي هذا الجو نظر الخضر عليه السلام فإذا بحائط قد مال وهو يوشك على السقوط فقام الخضرعليه السلام إليه فأقامه وأصلحه فقال له موسى: »لو شئت لتخذت عليه أجراً«.
فجاءه الجواب: »هذا فراق بيني وبينك«.
أجوبة على التساؤلات:
ولكن الخضر عليه السلام وهو المعلم لا يمكن أن يترك تلميذه حائراً دون أن يبين له حقائق الأمور فقال: ».. سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً، أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً، وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغياناً وكفرا، فأردنا أن يبدلهما ربهما خيراً منه زكاة وأقرب رحما، وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحاً فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا«.
عبر من القصة
1 إن طلب العلم يصنع في الإنسان الإخلاص والعزم وعدم السقوط أمام الصعوبات.
2 الصبر على تعلم العلم أهم وسائل تحصيله.
3 من أهم آداب طلب العلم عدم الاستعجال في تحصيله وانتظار المعلم حتى يبين له الشائك منه وعدم اللجاجة والعجلة بالسؤال.
4 إن الكثير من الأمور قد تكون في ظواهرها سيئة وقاسية إلا أن بواطن الأمور فيها الكثير من اللطف الإلهي بالعباد ولذا فإن على العبد أن لا يقف على ظواهر الأمور ثم يسيىء الظن بأحكام الله وتصرفات آوليائه.
5 إن واجب المعلم أخيراً أن لا يترك أي تساؤل في ذهن الطالب نعم له ان يوقت الكشف عن الحقائق بما يلائم مهمة التعليم وفائدته.
حكمة للحفظ
عن أمير الحكمة والبيان علي بن أبي طالب رضي الله عنه »من لم يصبر على ذل التعلم ساعة بقي في ذل الجهل ابداً«.
![i-041.gif](http://www.lovely0smile.com/2006/islamic/i-041.gif)