Brave Heart
كبار الشخصيات
الشعر والشعراء في الإسلام
يقول عليه الصلاة والسلام إن من البيان لسحرًا وإن من الشعر لحكمة فهو ديوان العرب وخزانة حكمتها ومستنبط آدابها ومستودع علومها، ولا تدع العرب الشعر حتى تدع الإبل الحنين .
وكان يستمع صلى الله عليه وسلم إلى شعر الخنساء وهي امرأة ويستزيدها قائلاً:
«هيه يا خناس». ويأتيه كعب بن زهير وقد أهدر دمه قائلاً: هذا مكان العائذ بك، وينشده «بانت سعاد»، واصفاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم سعاد بروعة جمالها وفتنتها الرائعة وأنها دقيقة الخصر مربوعة الجسم لا هي بالطويلة ولا بالقصيرة أسنانها كأنها حبات لؤلؤ وقد غطتها قطرات الندى.. ما أعذبه وأبرده على النفس الظامئة ما أكرمها لو أنها تصدق في مواعيدها لكنها تعد وتخلف وتمنّي وتهرب حتى شابهت عرقوب في مواعيده.
«هيه يا خناس». ويأتيه كعب بن زهير وقد أهدر دمه قائلاً: هذا مكان العائذ بك، وينشده «بانت سعاد»، واصفاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم سعاد بروعة جمالها وفتنتها الرائعة وأنها دقيقة الخصر مربوعة الجسم لا هي بالطويلة ولا بالقصيرة أسنانها كأنها حبات لؤلؤ وقد غطتها قطرات الندى.. ما أعذبه وأبرده على النفس الظامئة ما أكرمها لو أنها تصدق في مواعيدها لكنها تعد وتخلف وتمنّي وتهرب حتى شابهت عرقوب في مواعيده.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع ويومئ إلى الناس في مسجده أن اسمعوا شعره ولم ينكر عليه ذِكْر سعاد ووصفها ولو كان حراماً لكان عليه الصلاة والسلام أول من منعه واستقبحه بل عفا عنه وأكرمه وخلع عليه بردته الشريفة تقديراً لشعره.
الموشى لأبي الطيب، (154).
الموشى لأبي الطيب، (154).
ويُروى عن سعيد بن المسيب قال: مرّ سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المسجد وحسان بن ثابت رضي الله عنه ينشد فيه فيقول له أرغاء كرغاء البعير في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يا حسان؟ فيقول حسان دعني عنك يا عمر فوالله إنك لتعلم لقد كنت أنشد فيه، وفيه من هو خير منك فما يغير على ذلك، فقال عمر: صدقت.
وفي البخاري (4/136) عن البراء رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان: «أهجهم ،أو هاجهم، وجبريل معك ..».
وتنعي قتيلة بنت الحارث أخاها النضر وتعاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتله شعراً فلما سمعها الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «لو بلغني هذا قبل قتله لمننت عليه». وقد أجمع المفسّرون على قوله تعالى: (والشعراء يتبعهم الغاوون ..) انها إنما نزلت في شعراء الكفار الذين كانوا يهجون النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يستحسن ويردّد قول الشاعر:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل/ وكل نعيم لا محالة زائل
وقد أنشد حسان:
لو لم تكن فيه آيات مبينة / كانت بداهته تنبئك بالخبر
فأعجب ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثاب حسان ودعا له. وفي الإتقان
(1/112) روى أبو عبيدة أن ابن عباس يقول إذا أشكل عليكم الشيء في القرآن فارجعوا فيه إلى الشعر فإنه ديوان العرب. وفي بيت الله الحرام ومن أمام الكعبة كان مجلس ابن عباس وعنده ابن الأزرق الخارجي يسأله، فأقبل عمر بن أبي ربيعة فقال أنشدنا، فأنشده:
امن آل نعم أنت غادٍ فمبكر .....
حتى جاء على آخرها، فقال له ابن الأزرق تالله يا ابن عباس نضرب إليك أكباد الإبل لنسألك عن الحرام والحلال فتتثاقل علينا ويأتيك مترف من مترفي قريش فينشدك، فقال ابن عباس لو شئت لأنشدتك القصيدة كلها. وكان كعب بن مالك يفتخر قائلاً: ما أعان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً في شعره غيري. وفي محاسن البيهقي (2/14) أن أبا بكر كان شاعراً وعمر شاعراً وعلي أشعر الثلاثة. وقد شجّع رسول الله صلى الله عليه وسلم الشعراء ودعا لهم وقرّبهم وأحسن إليهم وقال لحسان بن ثابت: «أهجهم ،أو هاجهم، وجبريل معك ..». فو الله لهجاؤك أشد عليهم من وقع السهام في غلس الظلام».
حتى جاء على آخرها، فقال له ابن الأزرق تالله يا ابن عباس نضرب إليك أكباد الإبل لنسألك عن الحرام والحلال فتتثاقل علينا ويأتيك مترف من مترفي قريش فينشدك، فقال ابن عباس لو شئت لأنشدتك القصيدة كلها. وكان كعب بن مالك يفتخر قائلاً: ما أعان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً في شعره غيري. وفي محاسن البيهقي (2/14) أن أبا بكر كان شاعراً وعمر شاعراً وعلي أشعر الثلاثة. وقد شجّع رسول الله صلى الله عليه وسلم الشعراء ودعا لهم وقرّبهم وأحسن إليهم وقال لحسان بن ثابت: «أهجهم ،أو هاجهم، وجبريل معك ..». فو الله لهجاؤك أشد عليهم من وقع السهام في غلس الظلام».
وروى ابن عبر البر في الاستيعاب (3/900) أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا يوماً ابن رواحة وقال له قُل شعراً تقتضيه الساعة وأنا أنظر إليك، فقال:
إني تفرست فيك الخير أعرفه / والله يعلم أنْ ما خانني البصر
أنت النبي ومن يحرم شفاعته / يوم الحساب فقد أزرى به القدر
فثبّت الله ما أتاك من حسن / تثبيت موسى ونصراً كالذي نصروا
أنت النبي ومن يحرم شفاعته / يوم الحساب فقد أزرى به القدر
فثبّت الله ما أتاك من حسن / تثبيت موسى ونصراً كالذي نصروا
فدعا له الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: «وأنت ثبّتك الله يا ابن رواحة». وأنشد النابغة الجعدي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا
وانا لنرجو فوق ذلك مظهراً
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أين المظهر يا أبا ليلى؟» فقال الجنة يا رسول الله، فقال: «أجل إن شاء الله». ثم تابع الإنشاد:
بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا
وانا لنرجو فوق ذلك مظهراً
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أين المظهر يا أبا ليلى؟» فقال الجنة يا رسول الله، فقال: «أجل إن شاء الله». ثم تابع الإنشاد:
ولا خير في حلم إذا لم يكن له / بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له / حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له / حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: «أجدت لا يفض الله فاك». فكان فاه ما سقطت له سن، تبرق ثناياه حتى مات ..
هذا موقف الدين الإسلامي من الشعر والشعراء، النساء منهم والرجال، لم يحاربه ولم يقف من الشعراء موقف العداء ويمنعهم من قول شعرهم في مسجده بل استخدمه صلى الله عليه وسلم سلاحاً في وجه خصومه ولدعم الدعوة الإسلامية وانتشارها ولبث روح الشجاعة والإقدام في معاركه التي خاضها لنشر الدعوة الإسلامية حتى إنه قِيل أفخر بيت قالته العرب لكعب بن مالك الأنصاري يوم بدر:
وبئر بدر إذ يرد وجوهم / جبريل تحت لوائنا ومحمد
ويأتي في هذا الزمن من يحاول منع الشعر من منابره بدعاوى ليست ثابتة.