zouhir1989
ستار جديد
يظل المال هو عصب الحياة وعنوانها فهـو :
للأعمى عيون مجهريّة...
للأصم آذان نغميّة...
وللكسيح أقدام تسابق الريح...
إنه قوّة العاجز بل إنه مقبرة العيوب والآثام لكيّال الذنوب.
فأنت لدى (البعض) من أهل وأصحاب ومعارف لست بذى أهمية مادامت جيوبك فارغة، في غيابك لاتُـفتقد، وفي إقبالك تُـنتقد...
أما إذا كنت مصرفا متحرك فإن زلاّتك مغفورة وكسورك مجبورة !
قبحك جمال وأقوالك مآثر وحكم، ولسانك البذيء عنوان للأدب !
عيونك الزائغة التي لاتعرف الفرق فيمن ترى تتلقفها ابتسامة الرضى !
أنت في سكرتك عندهم تصحو !
وفي دناءتك تسمو وترتفع !
نجاستك طهر، ورائحتك عطر !
هذا هو موقعك في كفّـة ميزانهم الدنيوي المهزوم !
لاتقولوا بالغت كثيرا... تجربتك في الحياة ناقصة، لأن هنالك في الحياة من حباه الله بالمبادىء والبصيرة وغنى النفس... و... و... من الصفات الجميلة التي لايدنسها المال.
أقول نعم معكم حـق، وأنا أيضا معي حـق لأني لاأتحدث عن الصفوة، أنا أتحدث عن العموم، القاعدة تقول أن الأكثر أو الأقوى هو من يسود ويفرض ويحكم ويشرع القوانين.
أوليس العدو الصهيوني على خطأ فيما يقوم به أمام شعب أعزل ؟ بل أمام الإنسانية جمعاء ألم تخطّئه البشرية وقبلها الأديان السماوية ؟ هاهو ومن ورائه ومن يدعمه ومن يتخاذل أمامه يحكم ويتحكّم ويفرض شروطه ونحن أمامه عاجزين !
هذا هو الواقع وإن أزعجكم، مع يقيني أن قوته في ضعفنا فقط، ومن يقول لا ليغيّره أولا قبل أن يرد علي.
إن المال صنو السياسة إنه يهدم أنظمة ويختلق أخرى...
مابالك يا زهير اتجهت إلى السياسة ؟
لنعد إلى موضوع المال...
يظل المال سيّد الموقف، ولكن هل من يملك المال يملك كل شيء ؟ لا ليس في كل الأحوال يستطيع أن يملك وأن يشتري...
لاتقولوا تراجعت، لاتقولوا تناقضت، لا...
فأنت مهما أوتيت من كنوز الأرض لا تستطع أن تمتلك كل شيء.
نعم تستطيع أن تشتري السرير الفاخر ذي الرياش ولكن تعجز عن شراء النوم (نوم رب العالمين)...
نعم تستطيع شراء أطيب الطعام ولكنك تعجز عن شراء النفس التي تأكل...
نعم تقدر على شراء أفخر الثياب والملبوسات ولكنها لن تستر سوى الجسد، لن تداويه إذا كان عليلا من الداخل...
كما أن في الحياة أمورا لاتستطيع شراءها بالمال مهما بلغ حجمه.
امسك آلة حاسبة وقل لي :
كم ثمن الحق ؟
كم ثمن الخير ؟
إن كلمة حق تقولها لإظهار حق أحق أن يقال لاتساوي مال الدنيا كلها !
إن عمل الخير الخالص لوجه الله لاينتظر أن تكون مليونيرا !
إنك بكلمة بسيطة مخلصة تقولها لمحبط يائس تسعده، لاتقدر بمال...
إن يدك وهي تمسح دمعة طفل لم تجد من يمسحها لاتقدر بمال لأنها أطهر يد لم يمسسها الماء...
كم ثمن أن تكون بارّا بوالديك ؟
مالك بدون عاطفتك وحبك كما أمرك الله، ليس برّا (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة).
كم ثمن حب امرأة ؟
إذا كانت المرأة تحبك من خلال قنوات جيبك، ممثلا في عقد الماس أو كماليات منزل، فهذا حب تجده في سوق النخاسة (سوق يباع فيه العبيد)، وليس بين صفحات القلوب الحيّـة...
من أسوأ الصفات أن تبني علاقاتك بالناس من خلال مالك، فلقد مسخت وجودك بمالك وأصبح هو الناطق باسمك، أما أنت فتواريت خلف فترينة مشوشة، تدل على عجز القوة.
لقد اعتقدت أنك بمالك تمتلك كل شيء وتستطيع به أن تشتري أي شيء...
فإذا كنت متأكدا وتظن ذلك، فانهض وتعال مسرعا... فأنا للبيـــــــــــع !
وأخيرا وليس آخرا أتمنى ألا أكون قد قصرت راجيا من الله سبحانه وتعالى ينال الموضوع إعجابكم
