ما الجديد
ستار دي في بي | StarDVB

أهلاً وسهلاً بك من جديد في ستار دي في بي StarDVB. تم في الاونة الاخيرة تطوير وتخصيص الموقع ليشمل IPTV و SMART TV بشكل أوسع من السابق. إذا كنت مسجل سابقا يمكنك الدخول باسم المستخدم السابق نفسه، وإن كنت غير مسجل مسبقاً، يمكنك التسجيل الان. نرحب بمشاركاتك واقتراحاتك في أي وقت، نتمنى لك وقتاً ممتعاً معنا.

وسائل الثبات على دين الله تعالى

ميسي برصا

كبار الشخصيات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وسائل الثبات على دين الله تعالى
إن الحديث عن الوسائل التي تهبنا الثبات على هذا الدين، وتحفظنا من الزيغان عنه، يعتبر الحديث الأهم دائماً في كل الأوقات، وهذا العنوان رأيته لكتاب ألفه الأستاذ محمد صالح المنجد، فأعجبني هذا العنوان، وما تحته من مضامين، ورأيت فيه ما ينفع المسلمين ويعينهم على الثبات على دينهم، وهو أمر واجب عليهم لا خيرة في تركه، وهو مطلب أساسي لكل مسلم صادق يريد سلوك الصراط المستقيم بعزيمة ورشد، لاسيما وقد اشتدت الفتن على المسلمين، واشرأبت المغريات بأعناقها، وتطاولت الشهوات والشبهات، حتى غزت كل بيت، ودخلت في كل حجرة، مما جعل حاجة المسلم التشبث بوسائل اليقظة والثبات على الدين أمراً ملحاً، ومطلباً ربما فاق بضرورته حاجة السلف إليه، لفساد الزمان وقلة الأعوان، فالأمر خطير يحتاج لوسائل جبارة تكافئ ضخامة المهمة، وصعوبتها.
وإليك بعضاً من هذه الوسائل:
1- النظر بعين العناية والرقابة إلى عافية الإيمان في القلب فقوة الإيمان أعظم عامل يأخذ بأيدينا إلى الثبات على الدين، ويمدنا بالقدرة على الاستمرار عليه، والإيمان عرضة للقوة والضعف، والزيادة والنقصان، كما ثبت ذلك في القرآن و السنة، قال الله تعالى: (وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون) الأنفال:2. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" رواه مسلم. وقال: "جددوا إيمانكم" قيل: يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا؟ قال: "أكثروا من قول: لا إله إلا الله" رواه أحمد. وقال: "إن الإيمان ليَخلَقُ في جوف أحدكم كما يَخلقُ الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم" رواه الحاكم وصححه. وتجديد هذا الإيمان إنما يكون بكثرة النظر في مظاهر عظمة الله عز وجل، وفضله على عباده، كما أن ضعفه يكون ثمرة للإعراض عن ذلك، فلا بد إذاً من دوام النظر إلى قلوبنا وسلامة الإيمان فيها، ولنستعن بالله دائماً لتحقيق هذا الغرض الجليل.
2- التربية الإيمانية العلمية الواعية المتدرجة التي تحيط بالواقع علماً، وبالأحداث فهماً وتقويماً، وتحيي القلب والضمير بالخوف والرجاء والمحبة، ولقد اعتمد رسولنا الكريم على هذا العنصر في تربية أصحابه فكراً وقناعة وفهماً، فكان بلال الثابت، وآل ياسر المضحون، وخباب الشهيد، وغيرهم كثير في هذا الطريق.
3- الإقبال على القرآن والإكثار من تلاوته والنظر فيه، فهو حبل الله المتين، ونوره المبين، من تمسك به عصمه الله، ومن دعا إليه وفقه الله، فالقرآن يزرع الإيمان ويزكي النفس، ويمتن الصلة بالله تعالى، ويزود المسلم بالتصورات الصحيحة، والقيم الراقية، والموازين العادلة التي تهيئ للمسلم الحكم الصحيح على الأمور، ويسلط الضوء على العبر في سير الأولين، وقصص الأنبياء والمرسلين، فيعيش المسلم أحداث العالم القديم والحديث، وينظر إلها بعين الفاحص المتدبر، فيأخذ منها العبر لكل ما يمكن أن يقع، فالقرآن بهذه المواصفات يعدّ من أعظم المثبتات على الدين، والمرسخات للقدم على هديه الرصين.
4- الحرص على أداء العبادات على وجهها الصحيح من صلاة وصيام وقيام وحج وعمرة وأداء للزكاة، وإيثار العمل الصالح، فهذه كلها موارد صافية تصب في معين القوة الدافعة إلى حب الله، وتمتين الصلة به، وتقوى القلب، وتثبت القدم على دين الله عز وجل، قولاً وعملاً واعتقاداً، وعاطفة وشعوراً، فالصلاة تطرد الغفلة عن الله تعالى، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، والصيام جُنّة، والزكاة طهرة، والحج والعمرة كفارة، والعمل الصالح طريق مأمونة إلى مرضاة الله عز وجل، قال الله عز وجل في الحديث القدسي: "وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني أعطيته، ولئن استعاذ بي لأعيذنه" رواه البخاري. ويدخل في هذا الرحاب العمل بشرائع الإسلام، وأحكام الدين، لأن فيها طاعة الله عز وجل الموصلة لدوام الثبات على دينه، وهديه، المنافية للمعصية، والمخالفة له.
5- التقرب إلى الله عز وجل بالدعاء، والإكثار من ذكره في الصباح والمساء، والحرص على شكره على نعمه التي لا تعدّ ولا تحصى، فالدعاء عبادة، بل هو مخها، وليس شيء أكرم على الله تعالى منه، وبذكر الله تطمأن القلوب، قال الله تعالى: (ادعوا ربكم تضرعاً وخفية) وقال: (وادعوه خوفاً وطمعاً) الأعراف:54-55. وقال: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلاً، هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور، وكان بالمؤمنين رحيماً، تحيتهم يوم يلقونه سلام، وأعد لهم أجراً كريماً) الأحزاب:41-44. فأنعم بذكر هذه عواقبه، وهذه ثمراته، فإذا ما تم على وجهه بين العبد وربه استعصى الإيمان على العواصف أن تحركه، وعلى جيوش الجهل والفتن والمغريات أن تهزمه، وكان بذلك الثبات الدائم الراسخ على دين الله عز وجل. وقال الله تعالى: (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون) البقرة:152.
6- تلمس القدوات الصالحة في الحياة، فإنهم يشكلون بصلاحهم وفلاحهم العون العظيم على بلوغ درجة الخير، والقدرة على الثبات على الحق، ولذلك أكثر القرآن من ذكر هذه النماذج الصالحة في كتابه الكريم، فذكر الأنبياء والمرسلين، ومواقفهم الرائدة مع أقوامهم، وذكر طائفة من الدعاة والموفقين من أمثال لقمان الحكيم، وذي القرنين الفاتح العظيم، وفي سلوك نبينا العظيم أعظم القدوة لنا في الجرأة والثبات على الحق، لقد عرض عليه المشركون كل المغريات، وأرجفوا به بكل المزعجات، ووسطوا له أحب الناس إليه وأقربهم منه عمه أبا طالب ليترك ما هو عليه، من أمر الدين، فقال للجميع قولته الشهيرة التي تصلح معلماً لكل مؤمن تعرض من أجل دينه لرغبة أو رهبة: "والله لو وضعوا الشمس في يميني و القمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى أتمه أو أهلك دونه".
7- معرفة حقيقة الحق، وحقيقة الباطل، وهذا يجعل المؤمن عل ثقة من أمره، وثبات في سلوكه، فالحق أحق أن يتبع، وللباطل صولة ثم يضمحل، قال تعالى: (لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد، متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد). آل عمران: (196-197).
8- الثقة بنصر الله تعالى وتأييده، فإنه القائل: (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) محمد:7، والقائل: (وما النصر إلا من عند الله) الأنفال:10.

 
أعلى