ما الجديد
ستار دي في بي | StarDVB

أهلاً وسهلاً بك من جديد في ستار دي في بي StarDVB. تم في الاونة الاخيرة تطوير وتخصيص الموقع ليشمل IPTV و SMART TV بشكل أوسع من السابق. إذا كنت مسجل سابقا يمكنك الدخول باسم المستخدم السابق نفسه، وإن كنت غير مسجل مسبقاً، يمكنك التسجيل الان. نرحب بمشاركاتك واقتراحاتك في أي وقت، نتمنى لك وقتاً ممتعاً معنا.

واحدة من أروع قصائد الشاعر الكبير نزار قباني ( لا تسأليني من أنا )

tulips1

ستار جديد
واحدة من أروع قصائد الشاعر الكبير نزار قباني

( لا تسأليني من أنا )

256_1601_1575_1589_1604_1.png


الرجاء منكم تكرماً لا أمراً قراءة القصيدة كاملة

حتى وإن كانت طويلة قليلاً لكن صدقاً أنها تستحق

القراءة لأنها قصيدة جريئة ومليئة بالمعاني الكبيرة

أترككم مع القصيدة لتبحروا في معانيها

256_1601_1575_1589_1604_1.png



لا تَسأليني يا صديقةُ مَنْ أنا ما عُدْتُ أعرفُ حينَ اكتُبُ ما أُريدُ

رَحلتْ عباءَاتٌ غزَلتُ خُيُوطَها وتَمَلمَلَت منّي العُيُون السُودُ

لا الياسمينُ تجيئُني أخبارُهُ أمَّا البَريدُ فليسَ ثَمَّ بَريدُ

لم يَبقَ في نَجدٍ مكانٌ للهوى أو في الرَصَافَةِ

طائرٌ غِرِّيدُ العَالَمُ العربيُّ ضَيَّعَ شعرَهُ وشُعُورهُ

والكاتبُ العربيُّ بينَ حُرُوفِهِ مَفْقُودُ الشعرُ في هذا الزمانِ

فَضِيحةٌ والحُبُّ في هذا الزمانِ شَهيدُ ما زالّ للشِعر القديمِ

نضارةٌ أما الجديدُ فما هناكَ جديدُ لُغةٌ بلا لُغةٍ

وجوقُ ضفادعٍ وزوابعُ ورقيّةٌ ورُعُودُ هم يذبحونَ الشِعرَ

مثل دجاجةٍ ويُزّورونَ وما هناكَ شهودُ رحلَ المُغنون الكِبارُ بشعرِنا

نفي الفرزدقُ من عشيرتهِ وفرَّ لبيدُ هل أصبحَ المنفى بديلَ بيُوتنا

وهل الحمامُ، مع الرحيلِ سعيدُ الشعرُ في المنفى الجميلِ تحرّرٌ

والشِعرُ في الوطنِ الأصيلِ قيودُ هل لندنٌ للشعرِ آخرُ خيمةٍ

هل ليلُ باريسٍ ومدريدٍ وبرلينٍ ولُوزانٍ يبدّدُ وحشتي

فتفيضُ من جسدي الجداولُ والقصائدُ والورودُ

لا تسأليني يا صديقةُ أين تبتدئ الدموعُ وأين يبتدئ النشيدُ

أنا مركبٌ سكرانُ يُقلعُ دونَ أشرعةٍ ويُبحرُ دون بُوصلةٍ

ويدخُلُ في بحار الله مُنتحراً ويجهلُ ما أرادَ وما يريدُ

لا تسأليني عن مخازي أُمتي ما عدتُ أعرفُ حين أغضبُ ما أُريدُ

وإذا السيوفَ تكسرت أنصالُها فشجاعةُ الكلماتِ ليس تُفيدُ

لا تسأليني من هو المأمونُ والمنصورُ أو من كان مروانٌ ومن كانَ الرشيدُ

أيامَ كان السيفُ مرفوعاً وكان الرأسُ مرفوعاً وصوتُ الله مسموعاً

وكانت تملأ الدنيا الكتائبُ والبنودُ

واليومَ تختـــجلُ العروبة من عروبتنا وتختجلُ الرجولةُ من رجولتنا

ويختجلُ التهافتُ من تهافتنا ويلعننا هشامٌ والوليدُ

لا تسأليني مرةً أخرى عن التاريخ فهو إشاعةُ عربيةٌ وقصاصةٌ صحفيةٌ

وروايةٌ عبثية لا تسألي إن السّؤَالَ مذلةٌ وكذا الجوابُ مذلةٌ

نحنُ انقرضنا مثل أسماكِ بلا رأسٍ وما انقرضَ اليهودُ

أنا من بلادٍ كالطحينِ تناثرَت مِزَقاً تغزو القبائلُ بعضها بشهيةٍ كبرى

وتفترسُ الحُدودَ حدودُ أنا من بلادٍ نكّست راياتها

فكتابُها التوراةُ والتلمودُ هل في أقاليم العروبةٍ كُلّها رجلٌ سَوِيُّ العقلِ

يجرؤ ان يقول أنا سعيدُ لا تسأليني من أنا

أنا ذلك الهِندي قد سرقوا مزارعهُ وقد سرقوا ثقافته

وقد سرقوا حضارتهُ فلا بقيت عظامٌ منهُ أو بقِيت جُلودُ

أنيابُ أمريكا تغوصُ بلحمِنا والحِسُّ في أعماقنا مفقودُ

نتقبلُ الفيتو ونلثمُ كفَّها ومتى يثورُ على السياطِ عبيدُ

والآن جاؤوا من وراء البحرِ حتى يشربُوا بترولنا

ويبدّدوا أموالنا ويُلوّثوا أفكارنا ويُصدِّروا عُهراً الى أولادنا

وكأننا عربٌ هنودُ لاتسأليني فالسؤالُ إهانةٌ

نيران اسرائيل تحرقُ أهلنا وبلادنا وتُراثنا الباقي ونحنُ جليدُ

لا تسأليني ياصديقةُ ماأرى فالليلُ أعمى والصباحُ بعيدُ

طعنوا العروبةَ في الظلام بخنجرٍ فإذا هُمُ بين اليهودِ يهودُ

256_1601_1575_1589_1604_1.png


تمت كتابة القصيدة في لندن 1 نيسان (ابريل) 1997
 
أعلى