ما الجديد
ستار دي في بي | StarDVB

أهلاً وسهلاً بك من جديد في ستار دي في بي StarDVB. تم في الاونة الاخيرة تطوير وتخصيص الموقع ليشمل IPTV و SMART TV بشكل أوسع من السابق. إذا كنت مسجل سابقا يمكنك الدخول باسم المستخدم السابق نفسه، وإن كنت غير مسجل مسبقاً، يمكنك التسجيل الان. نرحب بمشاركاتك واقتراحاتك في أي وقت، نتمنى لك وقتاً ممتعاً معنا.

هناك فرق كبير بين الفكر السائد و الفكر الصحيح1

raven

ستار جديد
المقدمة




في هذا الوقت من تاريخنا ، و وسط هذا التقدم الحضاري الكبير ، لا زال الكثير منا يتعرّضون لفكرة قديمة سائدة بين العامة تقول أن الواقع الذي ندركه من خلال حواسنا التقليدية ، ليس هو الواقع الحقيقي ، إن ما نراه قد لا يكون الحقيقة .

قال الفلاسفة القدماء مثل هيراقليطوس : " إن الأشياء متغيّرة على الدوام ، مهما كانت درجة صلابتها".. و علّم سقراط تلاميذه أن يتساءلوا عن كل شيء ، حيث قد لا تكون الأشياء كما تبدو عليه .. و أحد تلاميذه ، أفلاطون ، أعطانا المثال المشهور عن "الكهف" حيث قال أن الناس التي تقطنه تنخدع بظلال الأشياء و تظن أن تلك الظلال هي الحقيقة ، بينما الأشياء الحقيقية هي وراء ظهورهم لكنهم لا يرونها . و في الفلسفة الشرقية ( الهندية عامة ) ، علّموا أن الواقع الذي يدركه الإنسان ليس سوى " وهم" ، حيث أن العالم المادي هو "حلم" و يجب على الإنسان أن يصحوا منه .

و الأديان السماوية علّقت أهمية كبيرة على "الجنة" بدلاً من "الدنيا". فالجنة هي الواقع الأبدي الذي يجب علينا أن نجتهد من أجله . بينما البحث عن الشهوات الدنيوية يضعنا في موقع "الخطيئة".





بالإضافة إلى ذلك ، فقد مررنا بقرن كامل يتحدّث عن الفيزياء الكمية و النظريات النسبية و الهولوغرام و غيرها من النظريات التي تقول أن عالم الأشياء الصلبة المحيطة بنا هو ليس سوى عالم من الجزيئات الذرية ، تتحرّك على الدوام داخل و خارج الوجود في بعد رابع غير ملموس أو مدرك ، و يرتفع بعاملي المكان و الزمان إلى كيان موحّد عظيم .

بالرغم من كل هذه الأفكار التي سمعناها على مدى التاريخ ، يبدو أننا لازلنا نجد صعوبة في أن نصدّق بغير أن العالم هو كما نراه من النظرة الأولى ، مهما حاولت الأفكار العصرية و التقليدية ( الأديان ) أن تذكّرنا بأن " لا ننخدع بالمظاهر". لكن يبدو أننا نشعر بارتياح أكثر في عيش حياتنا اليومية ، و العالم الذي ندركه بحواسنا الخمسة (المحدودة) ، هو في نظرنا الواقع بحدّ ذاته .

يمكن أن نتقبّل ، كأفراد عقلاء ، ما يقوله العلم و الفلسفة و حتى التعاليم الصوفية ، التي تتحدّث جميعها عن الواقع من زاوية مختلفة تماماً . و قد نسلّم بهذا الكلام على أنه الحقيقة ، لكن تبدو هذه الأفكار غير عملية في حياتنا اليومية ، حيث الصراع المستمر للبقاء ، مثل تأمين لقمة العيش ، دفع الضرائب ، علاقات غرامية ، حروب ، الانشغال بإيجاد وساءل جديدة للتقدّم والارتقاء في الحياة ، و غيرها من هموم دنيوية متعددة . فلا يهمنا إذا كان الضوء هو موجة أو جزيء كما يتجادل عليه العلماء ، أو ما يقوله لنا الفيزيائي ديفيد بوهم بأن العالم هو هولوغرام ، متعدّد الأبعاد . مهما كانت حقيقة هذه الدنيا ، فنحن وجدناها كما نراها الآن . جئنا إلى هذه الحياة و وجدنا الكثير من المشاكل الحياتية بانتظارنا ، ففرض علينا أن نكون عمليين أكثر ، واقعيين أكثر ، دنيويين أكثر . فلا وقت للتأمّل أو التعمّق في خفايا هذه الدنيا و غموض معانيها .

قد يكون الكلام السابق صحيح ، لكن بنفس الوقت ، يمكن أن يكون توجّه خاطئ . فليس هناك مشكلة في أن نفعل ما بوسعنا من أجل البقاء ، و حتى الارتقاء في هذا العالم . لكن المشكلة هي أننا ، خلال هذا الصراع الدنيوي المرير ، ننسى بأنه هناك واقع آخر ، شيء خفي عميق يتجاوز الواقع الملموس . و نتيجة لذلك ، نصبح سطحيين في تفكيرنا و سلوكنا . و إن لم نخترق هذا الحاجز الفكري الوهمي و نتعمّق في خفايا الحياة الغامضة ، سوف نبقى دون عمق . و عن طريق اكتشاف أعماقنا نجد أنفسنا و أرواحنا التي هي وراء المادة ، و هذا لو أنّكم تعلمون ، هو الأهم .

الحقيقة

الناس لا يعرفون الحقيقة ولا يفطنون لها أبداً ، و قليلاً ما يستخدمون وعيهم بشكل كامل في خوضهم معترك الحياة . فالعقل الواعي لديه القدرة على التفكير ، و الإرادة ، و المنطق الذي يقوم بتحليل الأشياء ، و يتخذ القرارات على أساسها . الناس مخطؤن في اعتبارهم أن أفعالهم واعية ، و هي في الحقيقة ليست سوى أفعال و ردود أفعال أوتوماتيكية صادرة من عقولهم الباطنة ، المبرمجة منذ ولادتهم . إنهم لا يستخدمون قوة الإرادة لحثّ أنفسهم لفعل ما يجب فعله عندما لا يشعرون بفعله . إنهم لا يأبهون بتحليل الأشياء ، و إيجاد الحلول الجديدة لصالحهم . إنهم يفضلون الاقتناع بما تقوله عاداتهم و تقاليدهم المهترءة ، و ما تمليه عليهم السلطة الاجتماعية الفولكلورية بجميع مظاهرها و أشكالها ، بالإضافة إلى المنهج العلمي السائد ( الذي يبحث في نصف الحقيقة فقط ) ، و نادراً ما يتخذون القرارات الجديدة .

إنهم يسمحون ، بكل بساطة ، للقناعات المبرمجة في عقولهم الباطنة بإدارة شؤونهم اليومية . مع أن بعض البرمجات لا تعكس قناعات الشخص الحقيقيّةً ، لكنه يطيعها دون وعي أو تفكير . فهو لا يعرف و لا يريد أن يعرف أساساً ، أن هذه القناعات التي تبرمج عليها ، و كذلك آباؤه و أجداده من قبله ، هي ليست سوى برمجة شاملة للعقول ، و غالباً ما كانت لصالح المبرمِج الذي كان يمثّل سلطة اجتماعية أو علمية معيّنة في فترة من فترات التاريخ ، فتوارثتها الأجيال عبر الزمان ، إلى أن أصبحت مسلّمات لا يمكن تجاوزها أبداً . و الويل لمن يحاول أن يتعرّض لها ..!.




هناك حقيقة معروفة عند العاملين في مجال السياسة و الإعلام و غيرها من مجالات تتعامل مع المجتمعات و ليس الأشخاص بالمفرد . هذه الحقيقة تقول :

قد يظهر الفرد أحياناً بعض من الحكمة و الذكاء في سلوكه و توجهه ، لكن المجتمعات و الشعوب دائما ما أظهرت الغباء !.

يعلم المختصّون جيداً أنه يمكن لفكرة معيّنة أو اعتقاد ما أن ينتشر بين الشعوب كما ينتشر الوباء , فتحكم هذه الفكرة عقول الناس دون أي محاولة منهم للنظر بمدى مصداقيتها فيتداولوها و يتعاملوا معها كحقيقة واقعية مسلّم بها . و مهما حاول بعض العقلاء من الناس في تكذيب هذه الفكرة أو مناقشتها ، سوف لن ينجحوا بذلك أبداً ، لأن هذه الفكرة قد انتشرت و سادت و رسخت في العقول ، و تشبه محاولة تفنيدها أو دحضها كالوقوف بوجه نهر جارف لا يمكن مقاومته أو صدّه ، حتى أن هؤلاء العقلاء قد ينجرفون مع تيار هذا النهر فيما بعد . أليس هكذا تنتشر الإشاعات ؟. و قد أصبحت صناعة الإشاعات علماً قائما بحد ذاته تعتمد عليه جهات مالية و أمنية و تجارية و إعلامية و إعلانية وغيرها من مؤسسات تتعامل مع الشعوب و الجماهير بشكل عام ..


لكن الخطر يتجسّد عندما تكون هذه الفكرة مدعومة من قبل السلطات السائدة ( روحية أو سياسية أو علمية أو غيرها ) . فحينها لا يمكن لأي عاقل أن يحاول التطرّق لها أو طرح فكرة جديدة مناقضة لها ، لأن هذا قد يعتبر تهديداً لمسلمات هذه السلطة التي يعمل رجالها دائماً على مواجهة الأفكار الجديدة بشراسة قد تكلّف أصحابها حياتهم أحياناً !. ( كما سوف نرى فيما بعد ) .

و بعد مرور سنين طويلة على فرض هذه الأفكار ، و بعد ظهور أجيال جديدة نشأت عليها و تشرّبت منها حتى الثمالة ، تدخل هذه الأفكار تلقائياً في وعي الشعوب ثم في التركيبة الاجتماعية ، فتصبح فيما بعد عبارة عن مسلمات لا يمكن تجاوزها أبداً .

و بدلاً من أن تستمرّ السلطة السائدة بعمل الرقيب الذي يحاسب الخارجين عن المنطق المفروض ، يصبح المجتمع بكامله هو الذي يدير هذه العملية تلقائياً ، فيقوم بمعاقبة الخارجين عن هذه الأعراف و المسلمات بشكل تلقائي !.



و بما أن الإنسان الذي نشأ على إعطاء أهمية كبيرة لرأي المجتمع المحيط به ، فهو بالتالي يعتمد على هذه الآراء اعتمادا كبيراً ، فلا يستطيع أن يخرج عن القطيع و يسبب لنفسه النفور الاجتماعي بسبب إعلانه عن قناعته بفكرة معيّنة شاذة عن العرف الاجتماعي السائد . فيفضّل مسايرة التيار وليس السير بعكسه .

لقد تطرّق عالم النفس "كارل جونغ" لهذا الأمر بمفهوم " القـناع " PERSONA ، و هو القناع الذي نرتديه ، أو الشخصية المصطنعة التي نظهر بها أمام الناس . يقول جونغ أنه ما من مشكلة في وضع هذا القناع ، بل أنه ضروري إذا أردنا أن نتماشى مع التيار الاجتماعي . يجب علينا أن نستخدمه كي نتماشى مع القوانين و العادات و التقاليد الاجتماعية ، و كأننا متحمسين لذلك ، فهذا ضروري لنا إذا أردنا العيش المريح نفسياً و معنوياً ، و البقاء في تناغم كامل مع المنظومة الاجتماعية . لكن المشكلة تبدأ بالتفاقم عندما يبدأ الإنسان بتقمّص شخصية ذلك القناع فعلاً ، أي يبدأ الإنسان بالإيمان بأن تلك الشخصية التي اتخذها كوسيلة للتماشي مع المجتمع هي تجسيد حقيقي لشخصيته .

بمعنى آخر : "يبدأ هذا الإنسان بخداع نفسه".


هكذا تترسّخ المعتقدات و القناعات ، بصرف النظر عن مدى صدقيتها . و الذي يجعلنا ندافع عن تلك القناعات التي نشأنا عليها هو ليس لأنها صحيحة ، أو ليس من الضرورة أن تكون صحيحة ، بل السبب يعود إلى أننا نشأنا عليها منذ ولادتنا و تعوّدنا عليها و لم نتعرّف على الجانب الآخر من القصّة . لقد اعتدنا على النظر إلى الحياة من زاوية واحدة فقط و لم تسنح لنا الفرصة للنظر من الزوايا الأخرى .. و من سيجرؤ على إعطائنا هذه الفرصة طالما أنها تعتبر خروج عن المسلمات ؟.

و هذا الواقع الأليم جعل الكثير من الناس ، مهما كانت مستوياتهم الفكرية و الثقافية و العلمية ، يواجهون صعوبة في تقبّل ظواهر أو حقائق غير مألوفة لديهم ، و لا تناسب المنطق الذي نشؤ عليه . و نلاحظ أحياناً أن هذا النفور أو المقاومة التي يبديها الإنسان تجاه الأفكار الجديدة هي عملية لاواعية خارجة عن إرادته . و سبب هذا لا يعود لعوامل اجتماعية أو فكرية فحسب ، بل يبدو أنه هناك عامل نفسي أيضاً !.. و السبب هو أن للعقل قسم خفي سماه علماء النفس بالعقل الباطن و هو مخزون تجاربنا اليومية التي تتكرّر يومياً ، و هو المسئول أيضاً عن بعض الأفعال اللاإرادية (الأوتوماتيكية) . لكنه بنفس الوقت يعمل كرقيب ، يمنع الأفكار الغير مألوفة من الدخول إلى مخزونه ألمعلوماتي الذي يختزن أفكار مبرمجة منذ الطفولة . فلا يمكن أن نستوعب فكرة معيّنة إلا إذا توافقت مع ما هو مبرمج مسبقاً في عقلنا الباطن . فهناك حاجز غير ملموس في ذهننا يسمّونه "حاجز العقل" أو "العقلية الناقدة" أو " الحاجز الحرج" Critical Faculty ، و لا يمكن للأفكار أن تخترقه بسهولة .



و عندما يولد الطفل ، يكون هذا الحاجز غير موجود تقريباً ، فيقوم الطفل خلال نموه مع الأيام ، بامتصاص جميع الانطباعات و المعلومات المحيطة به كقطعة الإسفنج ، كل شيء يكون مقبولاً له ، فيسجّله العقل الباطن ، و هذا هو السبب الذي يمكّن الطفل من تعلّم كل ما استحوذ على اهتمامه بسرعة و سهولة كبيرة .

لكن خلال خوض هؤلاء الأطفال في مرحلة التعلّم ، واستيعاب المعلومات المختلفة من محيطهم ، يكون "الحاجز" الذي تكلّمنا عنه في حالة نمو تلقائي . و في سن السابعة تقريباً يكون هذا الحاجز قد اكتمل نموه ، فبينما يكمل الطفل بعدها مسيرته في التعلّم و التعرّض لكميات كبيرة من المعلومات و المفاهيم و العادات و غيرها ، يبدأ حينها بعملية التصفية ، أي يتقبّل منها فقط المفاهيم و المعلومات التي سبق و تقبّلها قبل اكتمال "الحاجز الحرج"، أما المعلومات الأخرى فيرفضها تماماً .

المشكلة تكمن في الاعتياد على نظرة محدّدة للحياة ، و هو السبب في عدم استطاعة الأشخاص البالغين ، بجميع مستوياتهم العلمية و الثقافية ، استيعاب المفاهيم الغريبة عن أعرافهم و معارفهم التقليدية .

يمكن أن نشبه دماغ الإنسان في هذه الحالة كجهاز الكمبيوتر ، و عقله هو البرنامج الذي زوّد به هذا الجهاز ، فمهما كانت درجة الذكاء و الوعي الذي اتصف به هذا الإنسان لا يمكنه تجاوز حدود هذا البرنامج الذي زوّد به . و إذا كان هذا البرنامج يحتوي على معطيات خاطئة سوف يخرج الكمبيوتر دائماً بأجوبة خاطئة !.. فالمشكلة ليست بالكمبيوتر و قدرته الهائلة على معالجة المعلومات ، بل بالبرنامج الذي زوّد به .

إذا افترضنا أن هناك مجتمع مثلاً ، يتعلّم فيه الطفل الصغير من والديه الحنونين بأن 2+2=3 ، و يتعلّم هذه المعادلة ذاتها في المدرسة ، من الحضانة مروراً بالابتدائية ثم الثانوية إلى أن يصل إلى الجامعة حيث يسمع البروفيسور المرموق ذات الثقافة العالية يصرّ على أن 2+2=3 ، و يسمعها في أجهزة الإعلام ، في الراديو و التلفزيون و الصحف و غيرها ، و القانون النافذ في هذا المجتمع يعتمد على هذه المعادلة و يدعمها ، فليس مستغرباً إذا رأينا في هذا المجتمع أشخاص نافذين يحتلون مناصب عالية ، علمية سياسية اجتماعية ، يعتقدون بكل جديّة بأن 2+2=3 ! و يعتبرونها حقيقة مسلّم بها ، و يقرّون سياساتهم على هذا الأساس !.

و إذا نظرنا إلى التاريخ الإنساني الطويل ، نرى الكثير من الأمثلة الموجودة على أرض الواقع . و غالباً ما نرى أيديولوجيات و أفكار خاطئة حكمت عقول الناس لآلاف السنين ! و شعوب بكاملها أبيدت باسم تلك الأفكار ! أبيدو بمئات الملايين ! . أهم تلك الأفكار و أكثرها وقعاً على الشعوب هي أفكار العهد القديم !...... الم تزل أفكار "العهد القديم" ( التوراة) تحكم الشعوب التي تعتبر الأكثر تقدماً بمستواهم الفكري العلماني الراقي ؟ ... "العهد القديم" الذي يروي لنا كيف أن أبطال رواياته المقدّسين ، يعرضون زوجاتهم على الملوك و الفراعنة مقابل سلامتهم . و الملك المقدّس الذي يرسل قائد جيشه للموت في المعركة من أجل الاستفراد بزوجته و الحصول عليها ، ثم أنجبت له ولداً مقدساً أصبح له باع طويل فيما بعد . و الإمرأة التي تتنكّر بشخصية (بائعة الهوى) و تنام مع الوالد المقدّس لزوجها (العقيم) من أجل أن تلد منه ولداً مقدّساً ، و ذلك للمحافظة على "السلالة المقدّسة" . و الإبن الذي يتآمر مع والدته على أبيه المقدّس الأعمى كي يحصل على بركته الإلهية التي هي من استحقاق أخيه الآخر . و الفتاة القديسة التي جندوها حكماء شعبها المقدّسون في مهمة تآمرية خطيرة ضد الملك الذي كان يأسر شعبها ، فأغوته بجمالها الساحر ، فأحبها ، و ..... , و من أجل عينيها ، قام بتحرير شعبها من الأسر ، فعاد و انتشر في الأرض ( و انتشر معه الفساد من جديد ) . هؤلاء هم شعب الله المختار ..! الشعب المقدّس الذي دعا إلى إبادة الشعوب و بقر بطون النساء الحاملات و قتل الأطفال تعذيباً ( ضرباً على الصخور حتى الموت ! ) و حرق الأشجار و قتل المواشي و الدواجن و كل ما له صلة بالأعداء !.


هذه الأفكار حكمت أوروبا منذ ألف وخمسمائة عام !. لكنكم ربما تتساءلون : كيف يمكن أن تحكم هذه الأفكار عقول الشعوب ؟ أليس هناك بينهم عقلاء و حكماء يستطيعون استئصالها و محوها من العقول ؟. الجواب هو السيف !. و المحرقة !. و قطع الألسن !. و بقر البطون !. و حرق العيون !. و .. و .... و غيرها من أعمال كان يتعرّض لها الفلاسفة و المفكرين ، مجرّد أن فكروا بمناقشة هذه المسلمات المقدّسة !. و بعد عدة عقود من هذا الحكم الأيديولوجي الأكثر استبداداً في تاريخ الشعوب ، راحت أوروبا تفرّخ أجيالاً من المؤمنين بهذه الأفكار إيماناً مطلقا ً!. حتى الذين كانوا يعتبرون الأكثر ثقافة و علماً ! و راحوا ينظرون إلى الشعوب الأخرى معتمدين على تلك الأفكار !. و بعد ألف عام ، حمل المكتشفون الأوروبيون ( في عصر الاكتشافات ) هذه المبادئ المقدسّة لنشرها بين الشعوب "البدائية" في العالم الجديد , و استلهموا من تلك الحكايات و التعاليم المقدّسة أخلاقهم الإنسانية و رحمتهم المطلقة ، فقاموا بإبادة ما يقارب " ثلاث مئة مليون " رجل و طفل و امرأة ، بين أستراليا و أمريكا الجنوبية و الشمالية و أفريقيا و مناطق أخرى في العالم (بحجّة القضاء على الكفار و نشر الإيمان ! ) . و أصبح "العهد القديم " هو الأكثر انتشارا في العالم ، مفروض على الشعوب ، على الصغار و الكبار ، رجال و نساء ، حكومات و جماهير ، و يستخدم هذا الكتاب لأداء القسم و الحلفان أمام القضاة ! .. بينما كتاب " الأخلاق" للفيلسوف أرسطو ، لازال يكسوه الغبار على رفوف المكتبات و لا يلتفت إليه سوى القلّة القليلة من المثقفين ( للمطالعة فقط ! ) .
 
أعلى