منافسوكم.. بماذا يتغلبون عليكم؟

[ميسي برصا]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منافسوكم
بماذا يتغلبون عليكم؟

آن لاثام
مدرّبة واستشارية وكاتبة
ومديرة لشركتها الاستشارية الخاصة​

عندما تذهب إلى السوبر ماركت لتشتري فماذا تفعل؟ هل تدفع نقودك دون تردّد فور أن تجد منتجاً عمومياً فيه مستوى عاديٌ من معظم المزايا الشائعة دون أن تقصد شيئاً محدداً؟.. ​

لا، لا يفعل معظم المتسوّقين هذا، سواءٌ أكان ما يبحثون عنه قميصاً أم غسالة صحون أم منزلاً جديداً..​

في الغالب الأعمّ يبحث كل إنسان عن الخيار الذي يفوق البقية تفوّقاً واضحاً على صعيد المزايا والخصائص الأكثر أهميةً لدى ذلك الإنسان. وفي العموم تقع عوامل اتخاذ القرار والتمييز هذه في ست زمر:
1- المنتَج الأفضل: قد تكون في ذهنك خصائص معينة، أو تسعى وراء الأحلى والأحدث مظهراً، أو الأسرع، أو الأفخم، وأنت تدرك أنّ عليك دفع المزيد لقاء الحصول عليه.​

2- التكلفة الأدنى: إن كانت أفكارك مركزةً في المقام الأول على الكلفة الأدنى –على المديين القريب والبعيد- فأنت مهيأ للتنازل في الخصائص، ويسر الاستخدام، والخدمة، ولكنك ما تزال تطلب القيمة العظمى لنقودك.​

3- الأيسر منالاً: مع رؤيتك لكثرة الخطوات وتعقيدها، ومع إدراكك أن الوقت يساوي النقود فستجد نفسك مستعداً بكل سرور للتنازل وتجاهل بعض النواحي مقابل أن تجد من يقدم لك الخدمة أو المنتج بأسرع وأسهل ما يمكن.​

4- الخدمة الأفضل: تريد أن يقف الخبراء مع فريقك حتّى تستطيع الرسو على أفضل الاختيارات، وتحصل على أفضل إشراف في عمليات التركيب والتسليم والتجريب، وتحصل على أفضل الإجابات لاستفساراتك، كل ذلك وغيره في الوقت الحاضر وفي المستقبل.​

5- الحلول المخصّصة: تريد تلاؤماً مثالياً، أو تريد منتجاً متفرداً خاصاً بك، وأنت تدرك كم يحتاج ذلك من مالٍ ومن وقت ومستعدٌ لدفع الفرق دون أن تتنازل وترضى بالمتاح سلفاً.​

6- الالتزام بمبادئ اجتماعية وبيئية: عند توفّر هذا الالتزام ستجد المتسوّق يشيح بنظره بعيداً عن المنتجات التي تستخدم تغليفاً مسرفاً، أو مكوّنات غير عضوية، أو يعمل في إنتاجها الأطفال، أو يسخّر في صنعها الناس بأجور مهينة.. وستجد هذا المتسوّق مستعداً لدفع سعرٍ أعلى إن وجد شركةً ومنتجاً تتمثّل فيها القيم التي ينشدها شخصياً.​

يتدخل في صنع قرارك بالشراء أكثر من زمرة مؤثرات واحدة، لكن مع موازنتك بين العوامل وترتيب أولويتها وأهميتها النسبية فستدرك أن ليس بمستطاعك إيجاد كل ما تحلم به مجتمعاً في منتجٍ واحد. لا يمكنك أن تحصل على المنتج الأفخم، والأحدث، والمخصص وفق احتياجاتك بالذات، والمدعوم بأرقى أطقم التركيب والدعم والتدريب والصيانة، والمصنّع وفق أكثر الأساليب حرصاً على سلامة البيئة وحقوق البشر، والمقدّم من أرباحه النصف لأعمال الخير، بأقل سعر ممكن، وعلى الفور، من متجر الحيّ القريب.​

خاسر من يريد الفوز في كل الملاعب والألعاب!..
ومثلما تدرك أنت أنّك لا تستطيع الحصول على كل شيء، تدرك الشركات أيضاً أنها لا تستطيع تقديم كل شيء.​

- حتّى تقدّم شركة لك الكلفة الأقل فلا بدّ لها من تقليم كل فلسٍ إضافي تتحمّله عملياتها وعمليات مزوديها بالمواد والخدمات. وفي هذا المضمار تبرز متاجر ولمارت كمثال ممتاز على النجاح الباهر في تقديم الكلفة الأدنى على حساب جودة الخدمة والالتزام بالمعايير الاجتماعية والبيئية.​

- وحتّى تنجح في توليد انسيابٍ متواصل من المنتجات "الاختراقية" فإننا نرى شركة مثل آبل Apple تواصل الابتكار وتغيير قواعد اللعبة. ​

- وإن كانت شركةٌ تريد أن تبرز بوصفها الأكثر التزاماً بالمعايير البيئية والاجتماعية فإنّ كلّ خطوةٍ تخطوها ينبغي أن ينظر إليها بعدسات تلك المعايير.​

والآن سيكون من الجنون محاولة تلبية تلك المعايير الثلاثة معاً (الكلفة الأدنى، والاختراقية، والالتزام بالقيم الاجتماعية) بالقدر ذاته من التفوّق والاهتمام بينما أنت تخوض منافسةً شرسةً في مواجهة شركاتٍ لا يقود خطواتها سوى معيار واحد.​

أين تقفون؟ وإلى أين يجب أن تذهبوا؟
حتّى تتفوّق على المنافسة، يجب على الشركة أن تتخذ لنفسها موقعاً يجعلها متميزةً في نظر السوق من خلال تصدّرها الطليعة في زمرة خصائص معينة، وتحقيقها مواقع معقولة في بقية الزمر. إنّ هذا التركيز الإستراتيجي القويّ الواضح هو الذي يجعل التنفيذ الممتاز، والتسويق المحكم الفعّال، وموازاة جهود كل أفراد المنظّمة أموراً ممكنة التحقيق بالفعل.


تحياتي
​

​

 

[The_SMB]

اشكرك اخي عبد الحليم
ربما منافسينا بالمنتديات الاخرى قد حققوا بعض النقاط
الا انني متأكد بأن ليس لديهم عائلة مثل عائلتنا ومثل اخوتنا ومحبتنا
تحياتي

 

[msaa76]

بارك الله فيك ياغالي