Mahmoud Hamdy
كبار الشخصيات
لـيـتـنـا.. لـم نـفـتـرق
فاروق جويدة
ليتني أسترجع عقارب الزمن علني أستعيد معك كل لحظة حب عشناها..
تمنيت لو أننا لم نحطم كل الأشياء الصغيرة التي أحببناها ونحن نفترق..
تمنيت لو بقي شيء من عطرك.. وشيء من جنونك وبعض الأوراق الصغيرة التي سطرنا فيها ذكرياتنا..
تمنيت لو أن الزمان عاد بريئاً كما كان.. ولو أن القلوب عادت وديعة كما كانت.. ولو أن طفلتي الصغيرة نامت علي صدري وألقت شعرها علي عيني وراحت في حلم طويل..
ليتنا نستطيع أن نسترجع زماننا الجميل..
كان من الصعب جدا أن نبقي معا.. وكان الأصعب أن يكون الفراق..
والناس تسأل أحيانا هل الفراق أن يبتعد حبيبان.. وأن ينشطر جسدان.. أن تنطفيء في سواد الليل شمعتان..
وأنا أقول إن الفراق تجربة من تجارب الموت.. وإذا كان النوم هو الميتة الصغري.. فإن الفراق تجربة رحيل أخري.. تخيل نفسك وأنت تودع إنسانا, أسكنته القلب.. وتركت له كل المشاعر..
تخيل نفسك وأنت تترك أرضك لهذا المحتل الغاصب يحتلها شبراً شبراً.. إنه معك في كل شيء.. إذا سافرت ، أو مرضت ، أو فكرت ، أو هاجرت ، أو غفوت.. إنه يتسلل في الدماء دون أن تراه ، ويخفق في الضلوع وأنت لا تسمعه ، ويشاركك الفكر وأنت لا تعرف.. إنك تراه في نومك وطعامك وحلمك.. وتراه في وجوه الناس كل ساعة وكل دقيقة.
هل تخيلت نفسك وأنت تبحث في ملامح الناس في الشوارع عن ملامح امرأة أحببتها وتري في كل هذه الوجوه شيئا منها ؟.. هل تصورت نفسك وأنت تري فيلما أو أغنية.. أو مدينة كاملة وأنت تفتش في كل هذه الأشياء عن امرأة سكنتك ومازالت ترفض الرحيل ؟..
هل تخيلت نفسك وأنت في إحدي الحفلات أو اللقاءات وتلال من العطر تحاصرك, ثم يتوقف بك الزمن والحياة عند نوع من العطر مازلت تشعر به لأنه عاش معك كل هذا العمر .
هل تخيلت نفسك وأنت تعيد ترتيب أشيائك الصغيرة ولاحت أمامك سنوات عمر طويل في صورة امرأة لم تستطع أن تلقي ما تبقي منها في زحام النسيان.
هل يمكن لك أن تتخيل سنوات كاملة وهي تتهاوي أمامك كأنها بناء ضخم عصف به زلزال, وتحول بين ليلة وضحاها إلي سحابات غبار وأطلال حزينة.
هذا هو الفراق..
أن تجد نفسك وأنت تودع حبيباً وقد غابت أمام عينيك كل الصور.. هذا الإنسان الذي شاركك كل هذا الزمن لن يكون لك بعد اليوم..
سوف تنام دون أن تسمع صوته.. وقد كنت لا تنام إلا بهذا الصوت
سوف تحلم ولن يكون شريكاً في أحلامك.. وقد كان يوماً كل أحلامك
سوف تكتب وتقرأ وتأكل وتحزن وتبكي.. وتموت.. وهو هناك بعيد عنك لا تعرف عنه شيئاً ، ولا تسمع منه أي شيء.. إنه بعيد مثل السحاب الذي تراه ولا تلمسه.. إنه بعيد مثل هذا الأفق الذي يحيطنا في كل شيء وإذا اقتربنا منه وجدناه سرابا سرعان ما يختفي ويغيب.
إن الفراق موت مبكر.. والحقيقة تقول إن الحب عندما ينتهي - ولا أقول يموت - يصبح عبئاً ثقيلاً علي الإنسان.. والحب ينتهي لأننا نتصافح ويودع كل منا الآخر ولا يراه.. ولكن النهاية في الحب لا تعني أبداً موته.. لأنه يختار جزءاً بعيداً في أعماقنا ويستريح فيه .. إنه يرانا ، ويسمعنا ، ويسخر منا ، وفي أحيان كثيرة يشفق علينا..إنه قبر صغير يسكنه إنسان حي.
وهذا هو الفراق.. أن تنزع جزءا عزيزا من عمرك وتصافحه في لحظة وداع دامية.. وأنت لا تعرف متي تجمع بينكما الأيام؟
وهذا هو حالي الآن.. أراك كثيرا في نومي.. رغم أن أحلامي صارت قليلة
وأسمعك كثيرا حولي.. وإن كنت لا أراك
وأفكر فيك.. وأفكر بك.. وأتمني لو رجعت عقارب الزمن للوراء فأقول لنفسي ليتنا لم نفترق .
لا أقول وداعاً
كلما رأيت امرأة تحمل ولو شيئا قليلا من ملامحك.. ابتسمت وأعدت ترتيب ملامحها لكي تبدو صورة منك ..
فإذا اقتربت منها اكتشفت أنني صنعت تمثالاً جميلاً يشبهك ولكنه بلا روح.. ولا نبض.. ولا حياة
فأحمل أوراقي وأنسحب !
فاروق جويدة
ليتني أسترجع عقارب الزمن علني أستعيد معك كل لحظة حب عشناها..
تمنيت لو أننا لم نحطم كل الأشياء الصغيرة التي أحببناها ونحن نفترق..
تمنيت لو بقي شيء من عطرك.. وشيء من جنونك وبعض الأوراق الصغيرة التي سطرنا فيها ذكرياتنا..
تمنيت لو أن الزمان عاد بريئاً كما كان.. ولو أن القلوب عادت وديعة كما كانت.. ولو أن طفلتي الصغيرة نامت علي صدري وألقت شعرها علي عيني وراحت في حلم طويل..
ليتنا نستطيع أن نسترجع زماننا الجميل..
كان من الصعب جدا أن نبقي معا.. وكان الأصعب أن يكون الفراق..
والناس تسأل أحيانا هل الفراق أن يبتعد حبيبان.. وأن ينشطر جسدان.. أن تنطفيء في سواد الليل شمعتان..
وأنا أقول إن الفراق تجربة من تجارب الموت.. وإذا كان النوم هو الميتة الصغري.. فإن الفراق تجربة رحيل أخري.. تخيل نفسك وأنت تودع إنسانا, أسكنته القلب.. وتركت له كل المشاعر..
تخيل نفسك وأنت تترك أرضك لهذا المحتل الغاصب يحتلها شبراً شبراً.. إنه معك في كل شيء.. إذا سافرت ، أو مرضت ، أو فكرت ، أو هاجرت ، أو غفوت.. إنه يتسلل في الدماء دون أن تراه ، ويخفق في الضلوع وأنت لا تسمعه ، ويشاركك الفكر وأنت لا تعرف.. إنك تراه في نومك وطعامك وحلمك.. وتراه في وجوه الناس كل ساعة وكل دقيقة.
هل تخيلت نفسك وأنت تبحث في ملامح الناس في الشوارع عن ملامح امرأة أحببتها وتري في كل هذه الوجوه شيئا منها ؟.. هل تصورت نفسك وأنت تري فيلما أو أغنية.. أو مدينة كاملة وأنت تفتش في كل هذه الأشياء عن امرأة سكنتك ومازالت ترفض الرحيل ؟..
هل تخيلت نفسك وأنت في إحدي الحفلات أو اللقاءات وتلال من العطر تحاصرك, ثم يتوقف بك الزمن والحياة عند نوع من العطر مازلت تشعر به لأنه عاش معك كل هذا العمر .
هل تخيلت نفسك وأنت تعيد ترتيب أشيائك الصغيرة ولاحت أمامك سنوات عمر طويل في صورة امرأة لم تستطع أن تلقي ما تبقي منها في زحام النسيان.
هل يمكن لك أن تتخيل سنوات كاملة وهي تتهاوي أمامك كأنها بناء ضخم عصف به زلزال, وتحول بين ليلة وضحاها إلي سحابات غبار وأطلال حزينة.
هذا هو الفراق..
أن تجد نفسك وأنت تودع حبيباً وقد غابت أمام عينيك كل الصور.. هذا الإنسان الذي شاركك كل هذا الزمن لن يكون لك بعد اليوم..
سوف تنام دون أن تسمع صوته.. وقد كنت لا تنام إلا بهذا الصوت
سوف تحلم ولن يكون شريكاً في أحلامك.. وقد كان يوماً كل أحلامك
سوف تكتب وتقرأ وتأكل وتحزن وتبكي.. وتموت.. وهو هناك بعيد عنك لا تعرف عنه شيئاً ، ولا تسمع منه أي شيء.. إنه بعيد مثل السحاب الذي تراه ولا تلمسه.. إنه بعيد مثل هذا الأفق الذي يحيطنا في كل شيء وإذا اقتربنا منه وجدناه سرابا سرعان ما يختفي ويغيب.
إن الفراق موت مبكر.. والحقيقة تقول إن الحب عندما ينتهي - ولا أقول يموت - يصبح عبئاً ثقيلاً علي الإنسان.. والحب ينتهي لأننا نتصافح ويودع كل منا الآخر ولا يراه.. ولكن النهاية في الحب لا تعني أبداً موته.. لأنه يختار جزءاً بعيداً في أعماقنا ويستريح فيه .. إنه يرانا ، ويسمعنا ، ويسخر منا ، وفي أحيان كثيرة يشفق علينا..إنه قبر صغير يسكنه إنسان حي.
وهذا هو الفراق.. أن تنزع جزءا عزيزا من عمرك وتصافحه في لحظة وداع دامية.. وأنت لا تعرف متي تجمع بينكما الأيام؟
وهذا هو حالي الآن.. أراك كثيرا في نومي.. رغم أن أحلامي صارت قليلة
وأسمعك كثيرا حولي.. وإن كنت لا أراك
وأفكر فيك.. وأفكر بك.. وأتمني لو رجعت عقارب الزمن للوراء فأقول لنفسي ليتنا لم نفترق .
لا أقول وداعاً
كلما رأيت امرأة تحمل ولو شيئا قليلا من ملامحك.. ابتسمت وأعدت ترتيب ملامحها لكي تبدو صورة منك ..
فإذا اقتربت منها اكتشفت أنني صنعت تمثالاً جميلاً يشبهك ولكنه بلا روح.. ولا نبض.. ولا حياة
فأحمل أوراقي وأنسحب !