السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
![126054hp2.jpg](http://u.goal.com/126000/126054hp2.jpg)
يعتقد الكثيرون أن ديربي العاصمة الإيطالية روما هو كغيره من الديربيات التي تجمع فريقين من ذات المدينة في مباراة تنتهي بفوز أحد الفريقين وتغلق صفحة المباراة بعد ذلك لحين مواجهة أخرى.
غير أن ذلك غير صحيح، فديربي العاصمة له أبعاد تاريخية وسياسية وتأثير نتيجته لا ينتهي بإطلاق صافرة النهاية بل قد يمتد لمباراة الديربي التالية.
تأسس لاتسيو عام 1900، وكان هنالك عدة فرق أخرى في العاصمة الإيطالية روما، جميعها حالها من حال لاتسيو تحاول أن تنافس فرق الشمال، وهو ما بدا صعبًا جدًا وقتها، حتى أُقترح ضم جميع أندية العاصمة في فريق واحد، وهي الفكرة التي نالت استحسان الـ"دوتشي" بينيتو موسوليني أنذاك.
حيث أراد أن يكون هنالك فريقًا قويًا من الجنوب ينافس فرق الشمال، وهو ما حصل فعلًا عندما تم توحيد 3 أندية هي روما وألبا أوداتشي وفورتيتودو في فريق واحد، وكاد لاتسيو أن يكون رابعهم غير أن الجنيرال جورجيو فاكارو وقتها عارض الفكرة وتمكن من إبقاء لاتسيو كفريق مستقل، ومن هنا كانت بداية العداوة التاريخية لحظة تأسس نادي روما عام 1929.
هذا وكان مشجعو روما أنذاك يصفون جمهور لاتسيو بالدخلاء، وذلك كونهم يأتون من خارج مدينة روما، وكان رد جمهور لاتسيو الدائم بأنهم تأسسوا قبل الذئاب بـ27 عامًا وبالتالي هم من جلبوا كرة القدم كرياضة إلى روما.
وعلى الجانب السياسي فإنه من المتعارف عليه ميل فئة ليست بالقليلة من جمهور لاتسيو للفاشية أو لليمين المتشدد، غير أن البعض يعتقد خطأً أن جمهور روما ينتمي للتيار اليساري حاله حال جمهور ليفورنو الذي يحظى بعداوة كبيرة من جمهور النسور، غير أن روما أيضًا ينتمي للتيار اليميني، وقد استخدم جمهور روما في مناسبات عديدة عددًا من الرموز والأعلام الفاشية حاله كحال جمهور لاتسيو، غير أن فريق العاصمة الأقدم أكثر تعصبًا للفكر الفاشي وأكثر استخدامًا لرموزه، ولذلك فإن روما لم يكن لديه مشكلة في السابق في التوقيع مع أي لاعب أسمر البشرة بعكس لاتسيو، غير أن معظم لاعبي روما من أصحاب البشرة السمراء قد تعرضوا للصافرات العنصرية من جمهور البيانكوتشيليستي خلال مواجهات الفريقين، وذلك حتى بعد أن انتهج سيرجيو كرانيوتي رئيس لاتسيو السابق نهجًا جديدًا لمحاربة العنصرية وذلك من خلال ضم لاعبين أصحاب بشرة سمراء، غير أن ذلك لم يمنع جمهور لاتسيو من التعرض للاعبي الخصم.
وعلى مدار سنوات طوال، وقعت حوادث عدة بين جمهور الفريقين سواء داخل الملعب أو خارجه، فمثلًا وصف جمهور لاتسيو فريق روما ذات مرة بـ"فريق السود يشجعه اليهود" وذلك ردًا على لوحة رفعها جمهور روما كتب فيها "فريق الماعز يشجعه المزارعون".
وفي عام 1979 تلقى مشجع من فريق لاتسيو شظية نارية في عينه أدت إلى وفاته بعدما ألقيت عليه من أحد أفراد الجالوروسي، ليكون بذلك أول مشجع يقتل خلال اشتباكات بين جمهوري الفريقين.
وأخذت العداوة منحنى غريبًا وغير متوقع في مواقف عدة، لعل أبرزها ما حصل في موسم 2009-2010 وذلك عندما أصر جمهور لاتسيو على الوقوف في وجه فريقه في مباراتهم أمام الإنتر، محرضًا لاعبيه على التخاذل بل ووصل الأمر لإطلاق صافرات استهجان كلما حاول لاعبي الفريق بناء هجمة، حتى يضمنوا بخسارة الفريق، عدم حصول روما على الاسكوديتو أنذاك.
وبالرغم من أن حدة الاشتباكات قد قلت في الأعوام الأخيرة، إلا أن ذلك لم يكن له أي تأثير على قيمة المباراة التي ينظر لها جمهور الفريقين على أنها الفيصل في تحديد السيادة لأحدهما على المدينة، وفي تحديد أحفية تمثيل المدينة وتشريفها، هكذا ينظر لأي مباراة تجمع بين الفريقين، وبالتالي فإنه من البديهي أن ينظر لمواجهة الفريقين في نهائي الكأس على أنها مباراة تاريخية وحدث فريد.