ميسي برصا
كبار الشخصيات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خمس خطوات كي تأسر جمهورك
في أوّل وأهمّ خمس دقائق
البروفيسور بيل لامبتون
خبير ومدرّب فنون الإلقاء والتواصل
أنت جالسٌ أمام التلفزيون تبحث عن شيءٍ يسلّيك أو يفيدك.. وأنت تتنقّل بين المحطّات كم ستستغرق من وقتٍ حتّى تقرّر متابعة عرضٍ معيّن أو تحويل القناة والبحث عن شيءٍ آخر يعجبك ويشدّك؟
غالباً ما لا يطول بك الأمر أكثر من خمس دقائق عند أي محطّة حتّى تقرّر فتقول معجباً "يبدو هذا ممتعاً فلنتابع" أو تقولَ متذمّراً "من بدايته يبدو هذا مملّاً، دعونا ننفق وقتنا هذا في شيء مفيد وجميل.."
على المنوال ذاته يكوّن المستمعون انطباعاتهم وقرارات الاهتمام أو الإعراض عن المتحدّثين. إنّ نافذة الفرصة المفتوحة لاكتساب واستدامة انتباه واهتمام المستمعين لا تبقى مفتوحةً لزمنٍ طويل. يحمل كلّ من الحاضرين جهاز تحكّمه الخاص داخل رأسه، وقبل انقضاء الدقائق الخمس الأولى يجب عليك أن تحقّق إقناع المستمعين بأنّك تستحق المتابعة وإلاّ فإنّهم سيحوّلون القناة المتابعة داخل رؤوسهم وينشغلون بأمرٍ آخر غيرك.
لحسن الحظ فإنّ اكتساب اهتمام مستمعيك منذ البداية ليس بالأمر المستعصي. وفي السطور التالية خمس خطوات مهمّة في اكتساب الاهتمام والمتابعة.
ابدأ في الموعد المحدّد
قدّر الملتزمين وليس المتأخرّين
كم مرةً حصل هذا معك؟.. تركت عملاً مهماً، اندفعت مستعجلاً متوتراً في الطرقات المزدحمة ووصلت إلى مكان الاجتماع أو جلسة التدريب مبكراً عشر دقائق، وعندما حانت الساعة الموعودة يفتتح المتحدّث المنتظر أو من يقدّمه للناس بالقول "يسعدنا حضوركم، ونشكركم على دقّة التزامكم بالموعد، لكننا مضطرون لتأجيل البدء خمس دقائق أخرى لأنّ اثنين من إداريينا الكبار ينهيان اجتماعاً مهمّاً في المبنى المجاور. استريحوا أرجوكم واقضوا وقتاً ممتعاً في التعرّف على الجالسين حولكم. ونعدكم بأن انتظاركم هذا لن يذهب سدى"
لسوء الحظ فإنّ هذا الاعتذار لا يزيد الناس إلا غيظاً وستقول أنت وكلّ المجتهدين للحضور في الميعاد "كان بإمكاني أنا وغيري الاستفادة من هذه الدقائق في شيء مفيد بدل تضييعها في الانتظار. لكن لا فائدة! يبدو أنّ المناصب والشخصيات الكبيرة تتحكّم بكل شيءٍ هنا"
حتّى لو كنت أنت المتحدّث المستضاف في الجلسة، ستكتسب مزيداً من الموثوقية والاهتمام إن رجوت مضيفك أن يقول للناس شيئاً كالبيان التالي بدلاً من الاعتذار وطلب الانتظار "لقد أكرمتمونا بحضوركم في الميعاد أو قبله، وأقلّ الواجب علينا أن نكرّم التزامكم هذا ونبدأ الساعة العاشرة تماماَ. هناك بعض المتأخّرين قد يصلون تباعاً بعد قليل، لكنّا سنحرص على أن لا يكون هذا تشويشاً مؤثّراً"
2- تحدّث عن روابط صادقة مشتركة بينك وبين مجموعة المستمعين
من الأمثلة الشهيرة على هذا ما حدث عندما كان بوبي كينيدي يخاطب جمهوراً في إنديانابولس عام 1968 فيما كان يفترض أنّه محطة روتينية ضمن حملته الانتخابية للرئاسة. في طريقه إلى لقاء الناس علم كينيدي باغتيال مارتن لوثر كينغ في مدينة ممفيس، وقرّر أنّ عليه إخبارهم بذلك، فأنباء مقتل ذلك الزعيم وناشط الحقوق المدنية لم تصل إليهم بعد.
مباشرةً بعد حمل الخبر المفجع إلى الناس تحدّث بوبي إليهم عن اغتيال أخيه: الرئيس جاك كينيدي وقال "ولأولئك الملوّنين منكم والذين قد تحمل بشاعة الجرم أنفسهم على إطلاق عنان الكراهية ضد كل البيض لهؤلاء لا أقول إلاّ إنني أشعر في صدري بالألم ذاته الذي تعانون في صدوركم. إنّ فرداً من عائلتي طالته يد الاغتيال أيضاً إلاّ أنّ من اغتاله كان من البيض"
عزّت كلمات كينيدي جمهور المستمعين وهدّأت خواطرهم. وفي حين اندلاع الاضطرابات وأعمال الشغب في كل أنحاء الولايات المتحدة بقيت مدينة إنديانابوليس هادئةً. لقد كان توحّد كينيدي الشخصيّ مع الموقف الذي يمرّ به الجمهور نافذة إقناع فعّالة.
طبعاً، يستبعد أن تجدَ رابطةً مع كل جمهور تلتقيه لها وزن ووقعٌ في النفوس قريبٌ من وزن ووقع حادثة كينيدي، لكنّ ذلك لا ينفي أبداً الأهمية والأثر الكبير لتوحّدك الصادق –مهما كان- مع الجمهور في إنشاء الترابط بينك وبينهم، مثلاً: "يسعدني الحضور بينكم أيها الزملاء والأبناء. مرّ زمنٌ طويل على مغادرتي مقاعد هذه المدرسة، لكنّ كل تلك السنوات لم تزد ذكرياتي وصداقاتي فيها إلاّ جمالاً ونمواً وقيمة ولم تزدني إلاّ قرباً ومودّةً لكلّ من يجلس عليها الآن"
3- اشكر جمهورك على حضورهم والاهتمام بالاستماع إليك
بين الحين والآخر قد تسمع بعض المتحدّثين يحجمون عن إظهار امتنانهم وتقديرهم. وتبريرهم لذلك هو "إن شكرتهم فسيظنّون أنني أتبع عادةً دارجةً، ولا أشكرهم شكراً صادقاً. وأنا شبه متأكد من أنهم سيكونون سعداء إن مضيت مباشرةً إلى موضوعي دون أيّ تأخير أو مقدمات"
نعم، مثلما تظنّ عزيزي القارئ، إنّ هذا الأسلوب المتباعد عن التعبير والتقدير الشخصي في التعاطي مع الناس مؤذٍ ومنفّر، وسيكون أكثر إيذاءً وتنفيراً عندما يرى الناس مقدّم المتكلّمين ومنظّم المناسبة يمضي دقائق ثمينةً في الترحيب بالضيف المتحدّث وذكر شهاداته ومنجزاته والإشادة بتفضّله علينا والتكرّم بالتحدّث إلينا.
4- تجنّب التعليقات المبتذلة الخفيفة التي قد تعطيك مظهراً غير احترافيّ
هل تعمل لائحةً بالافتتاحيات المخرّبة التي ينبغي اجتنابها؟ إذاً احجز مكاناً لهذه في الصدارة (من بين كل الافتتاحيات التي أستخدمها، تأكّدوا مستمعيّ الأعزّاء أنّ هذه الافتتاحية معكم هي الأحدث!)
أو احجز مكاناً لمثل هذا التودّد والإضحاك المبتذل: "آه! شكراً جزيلاً عزيزي سامي! (مخاطباً مقدّم المتحدّثين) شكراً على هذا التقديم الرائع. كم كنت أرجو أن تكون زوجتي وأمّي هنا حتّى تسمعا ما يقال عنّي. قد تذهلان وتقولان: هل من يتحدّثون عنه هذا الحديث هو أنت؟!)
واحجز مكاناً لعبارات كهذه أيضاً: (لقد أشار عليّ رئيس مجلس إدارتكم أن أمضي عشرين دقيقة في تناول هذا الموضوع، لكنني سأعطيكم أكثر ممّا طلبتم، لأنّني أحتاج إلى ساعتين على الأقلّ كي أغطّي ما تحتاجون إلى معرفته في هذا المجال)
5- أخبرهم منذ البداية، بوضوح ودقة: ماذا سيستفيد المستمعون من حديثك؟
تذكّر ما قلناه في بداية هذه المقالة عمّا يجعل الناس يتابعون عرضاً تلفزيونياً. إنّهم يتصوّرون أنّ فيه شيئاً يمتعهم أو يفيدهم ويتيح لهم تجربةً يحبّون المرور فيها.
بأسرع ما يمكن يريد مستمعوك منذ البداية أن يعرفوا (بم سيفيدنا هذا الحديث الآن؟) انظر في هذا مثلاً:
(ستغادرون هذا المكان اليوم وقد تعلّمتم كيف تنشؤون صفحة الفيسبوك الخاصة بشركتكم. وكيف تجتذبون مئات الناس إليها وتجعلونهم ينقرون بالفأرة على زرّ الإعجاب بها. وكيف تحوّلون هؤلاء المتفرّجين المعجبين إلى زبائن دائمين)
ألن يوقظ مثل هذا البيان انتباهك ويغريك بالمتابعة بكل جوارحك؟
في المرة القادمة التي تستعدّ فيها لمخاطبة الناس ركّز على أوّل خمس دقائق واحرص على القيام بالخطوات الخمس المهمّة: كن دقيقاً وحريصاً في استخدام الوقت، اعرض روابط ذات قيمة تقرّبك شخصيّاً من جمهورك، عبّر عن تقديرك للحاضرين وسرورك بتبادل أفكارك معهم، تجنّب التعليقات المبتذلة الخفيفة التي يحتمل توليدها أضراراً جانبية مهما بدت مغريةً ومهما كان قائلها الأوّل متحدّثاً كوميدياً بارعاً ومقبولاً، واحرص على أن تبيّن منذ البداية المنافع التي سيحصل عليها متابعو حديثك.
تحياتي
في أوّل وأهمّ خمس دقائق
البروفيسور بيل لامبتون
خبير ومدرّب فنون الإلقاء والتواصل
أنت جالسٌ أمام التلفزيون تبحث عن شيءٍ يسلّيك أو يفيدك.. وأنت تتنقّل بين المحطّات كم ستستغرق من وقتٍ حتّى تقرّر متابعة عرضٍ معيّن أو تحويل القناة والبحث عن شيءٍ آخر يعجبك ويشدّك؟
غالباً ما لا يطول بك الأمر أكثر من خمس دقائق عند أي محطّة حتّى تقرّر فتقول معجباً "يبدو هذا ممتعاً فلنتابع" أو تقولَ متذمّراً "من بدايته يبدو هذا مملّاً، دعونا ننفق وقتنا هذا في شيء مفيد وجميل.."
على المنوال ذاته يكوّن المستمعون انطباعاتهم وقرارات الاهتمام أو الإعراض عن المتحدّثين. إنّ نافذة الفرصة المفتوحة لاكتساب واستدامة انتباه واهتمام المستمعين لا تبقى مفتوحةً لزمنٍ طويل. يحمل كلّ من الحاضرين جهاز تحكّمه الخاص داخل رأسه، وقبل انقضاء الدقائق الخمس الأولى يجب عليك أن تحقّق إقناع المستمعين بأنّك تستحق المتابعة وإلاّ فإنّهم سيحوّلون القناة المتابعة داخل رؤوسهم وينشغلون بأمرٍ آخر غيرك.
لحسن الحظ فإنّ اكتساب اهتمام مستمعيك منذ البداية ليس بالأمر المستعصي. وفي السطور التالية خمس خطوات مهمّة في اكتساب الاهتمام والمتابعة.
ابدأ في الموعد المحدّد
قدّر الملتزمين وليس المتأخرّين
كم مرةً حصل هذا معك؟.. تركت عملاً مهماً، اندفعت مستعجلاً متوتراً في الطرقات المزدحمة ووصلت إلى مكان الاجتماع أو جلسة التدريب مبكراً عشر دقائق، وعندما حانت الساعة الموعودة يفتتح المتحدّث المنتظر أو من يقدّمه للناس بالقول "يسعدنا حضوركم، ونشكركم على دقّة التزامكم بالموعد، لكننا مضطرون لتأجيل البدء خمس دقائق أخرى لأنّ اثنين من إداريينا الكبار ينهيان اجتماعاً مهمّاً في المبنى المجاور. استريحوا أرجوكم واقضوا وقتاً ممتعاً في التعرّف على الجالسين حولكم. ونعدكم بأن انتظاركم هذا لن يذهب سدى"
لسوء الحظ فإنّ هذا الاعتذار لا يزيد الناس إلا غيظاً وستقول أنت وكلّ المجتهدين للحضور في الميعاد "كان بإمكاني أنا وغيري الاستفادة من هذه الدقائق في شيء مفيد بدل تضييعها في الانتظار. لكن لا فائدة! يبدو أنّ المناصب والشخصيات الكبيرة تتحكّم بكل شيءٍ هنا"
حتّى لو كنت أنت المتحدّث المستضاف في الجلسة، ستكتسب مزيداً من الموثوقية والاهتمام إن رجوت مضيفك أن يقول للناس شيئاً كالبيان التالي بدلاً من الاعتذار وطلب الانتظار "لقد أكرمتمونا بحضوركم في الميعاد أو قبله، وأقلّ الواجب علينا أن نكرّم التزامكم هذا ونبدأ الساعة العاشرة تماماَ. هناك بعض المتأخّرين قد يصلون تباعاً بعد قليل، لكنّا سنحرص على أن لا يكون هذا تشويشاً مؤثّراً"
2- تحدّث عن روابط صادقة مشتركة بينك وبين مجموعة المستمعين
من الأمثلة الشهيرة على هذا ما حدث عندما كان بوبي كينيدي يخاطب جمهوراً في إنديانابولس عام 1968 فيما كان يفترض أنّه محطة روتينية ضمن حملته الانتخابية للرئاسة. في طريقه إلى لقاء الناس علم كينيدي باغتيال مارتن لوثر كينغ في مدينة ممفيس، وقرّر أنّ عليه إخبارهم بذلك، فأنباء مقتل ذلك الزعيم وناشط الحقوق المدنية لم تصل إليهم بعد.
مباشرةً بعد حمل الخبر المفجع إلى الناس تحدّث بوبي إليهم عن اغتيال أخيه: الرئيس جاك كينيدي وقال "ولأولئك الملوّنين منكم والذين قد تحمل بشاعة الجرم أنفسهم على إطلاق عنان الكراهية ضد كل البيض لهؤلاء لا أقول إلاّ إنني أشعر في صدري بالألم ذاته الذي تعانون في صدوركم. إنّ فرداً من عائلتي طالته يد الاغتيال أيضاً إلاّ أنّ من اغتاله كان من البيض"
عزّت كلمات كينيدي جمهور المستمعين وهدّأت خواطرهم. وفي حين اندلاع الاضطرابات وأعمال الشغب في كل أنحاء الولايات المتحدة بقيت مدينة إنديانابوليس هادئةً. لقد كان توحّد كينيدي الشخصيّ مع الموقف الذي يمرّ به الجمهور نافذة إقناع فعّالة.
طبعاً، يستبعد أن تجدَ رابطةً مع كل جمهور تلتقيه لها وزن ووقعٌ في النفوس قريبٌ من وزن ووقع حادثة كينيدي، لكنّ ذلك لا ينفي أبداً الأهمية والأثر الكبير لتوحّدك الصادق –مهما كان- مع الجمهور في إنشاء الترابط بينك وبينهم، مثلاً: "يسعدني الحضور بينكم أيها الزملاء والأبناء. مرّ زمنٌ طويل على مغادرتي مقاعد هذه المدرسة، لكنّ كل تلك السنوات لم تزد ذكرياتي وصداقاتي فيها إلاّ جمالاً ونمواً وقيمة ولم تزدني إلاّ قرباً ومودّةً لكلّ من يجلس عليها الآن"
3- اشكر جمهورك على حضورهم والاهتمام بالاستماع إليك
بين الحين والآخر قد تسمع بعض المتحدّثين يحجمون عن إظهار امتنانهم وتقديرهم. وتبريرهم لذلك هو "إن شكرتهم فسيظنّون أنني أتبع عادةً دارجةً، ولا أشكرهم شكراً صادقاً. وأنا شبه متأكد من أنهم سيكونون سعداء إن مضيت مباشرةً إلى موضوعي دون أيّ تأخير أو مقدمات"
نعم، مثلما تظنّ عزيزي القارئ، إنّ هذا الأسلوب المتباعد عن التعبير والتقدير الشخصي في التعاطي مع الناس مؤذٍ ومنفّر، وسيكون أكثر إيذاءً وتنفيراً عندما يرى الناس مقدّم المتكلّمين ومنظّم المناسبة يمضي دقائق ثمينةً في الترحيب بالضيف المتحدّث وذكر شهاداته ومنجزاته والإشادة بتفضّله علينا والتكرّم بالتحدّث إلينا.
4- تجنّب التعليقات المبتذلة الخفيفة التي قد تعطيك مظهراً غير احترافيّ
هل تعمل لائحةً بالافتتاحيات المخرّبة التي ينبغي اجتنابها؟ إذاً احجز مكاناً لهذه في الصدارة (من بين كل الافتتاحيات التي أستخدمها، تأكّدوا مستمعيّ الأعزّاء أنّ هذه الافتتاحية معكم هي الأحدث!)
أو احجز مكاناً لمثل هذا التودّد والإضحاك المبتذل: "آه! شكراً جزيلاً عزيزي سامي! (مخاطباً مقدّم المتحدّثين) شكراً على هذا التقديم الرائع. كم كنت أرجو أن تكون زوجتي وأمّي هنا حتّى تسمعا ما يقال عنّي. قد تذهلان وتقولان: هل من يتحدّثون عنه هذا الحديث هو أنت؟!)
واحجز مكاناً لعبارات كهذه أيضاً: (لقد أشار عليّ رئيس مجلس إدارتكم أن أمضي عشرين دقيقة في تناول هذا الموضوع، لكنني سأعطيكم أكثر ممّا طلبتم، لأنّني أحتاج إلى ساعتين على الأقلّ كي أغطّي ما تحتاجون إلى معرفته في هذا المجال)
5- أخبرهم منذ البداية، بوضوح ودقة: ماذا سيستفيد المستمعون من حديثك؟
تذكّر ما قلناه في بداية هذه المقالة عمّا يجعل الناس يتابعون عرضاً تلفزيونياً. إنّهم يتصوّرون أنّ فيه شيئاً يمتعهم أو يفيدهم ويتيح لهم تجربةً يحبّون المرور فيها.
بأسرع ما يمكن يريد مستمعوك منذ البداية أن يعرفوا (بم سيفيدنا هذا الحديث الآن؟) انظر في هذا مثلاً:
(ستغادرون هذا المكان اليوم وقد تعلّمتم كيف تنشؤون صفحة الفيسبوك الخاصة بشركتكم. وكيف تجتذبون مئات الناس إليها وتجعلونهم ينقرون بالفأرة على زرّ الإعجاب بها. وكيف تحوّلون هؤلاء المتفرّجين المعجبين إلى زبائن دائمين)
ألن يوقظ مثل هذا البيان انتباهك ويغريك بالمتابعة بكل جوارحك؟
في المرة القادمة التي تستعدّ فيها لمخاطبة الناس ركّز على أوّل خمس دقائق واحرص على القيام بالخطوات الخمس المهمّة: كن دقيقاً وحريصاً في استخدام الوقت، اعرض روابط ذات قيمة تقرّبك شخصيّاً من جمهورك، عبّر عن تقديرك للحاضرين وسرورك بتبادل أفكارك معهم، تجنّب التعليقات المبتذلة الخفيفة التي يحتمل توليدها أضراراً جانبية مهما بدت مغريةً ومهما كان قائلها الأوّل متحدّثاً كوميدياً بارعاً ومقبولاً، واحرص على أن تبيّن منذ البداية المنافع التي سيحصل عليها متابعو حديثك.
تحياتي