ميسي برصا
كبار الشخصيات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يغتال العقل بتسكير الفكر بالتفاهة ، و بتغليطه بالمفاهيم السلبية ، و هذا أقصى ما يريده الجهلة من الناس ، الذين يسعون إلى بث سمومهم في أوساط العامة ، الذين شغلهم الشاغل كيف السبيل إلى الحصول على ضروريات الحياة، من مأكل و مشرب و ملبس ، و يلهونهم عن المقصد الحقيقي من ،و يحبطون هممهم التي هي في الأصل مركز السالب و الموجب في شخصهم ، و يحولونهم إلى متسابقين في ميدان المادة ،يلهثون وراء سفاسف الآمال والأعمال ،متملقين أو متزلفين أو متزفلكين أو مداهنين. على مساحة في سجاد العقل ، قد يبسط الإنسان حزنه و حسرته و آهاته ، وقد يبسط أخر فرحته و سعادته و آماله، عندئذ يضع كل واحد نفسه في عالمه، و يبرمج فيه حياته بسلوكات يرتضيها ،و برسالة يحملها، و بقدوة يقتدي بها ،و بمعلم يشرب من علمه وبمبادئ عتقدها، هنا يستحضرني قول أحد أذكياء الإنجليز: " بإمكانك و أنت في السجن ، من وراء القضبان الحديدية أن تنظر إلى الأفق و أن تخرج زهرة من جيبك ، فتشمها و تبتسم و أنت في مكانك و بإمكانك و أنت في القصر على الديباج و الحرير أن تحتدّ و أن تغضب و أن تثور ساخطا من بيتك و أسرتك و أموالك ". إن البرمجة السلبية للحياة عدو لها ، و أن الفوضوية في العيش تشتيت للذهن و توريث للهم و الغم ، فلا مفر من الإيمان بحقيقة الوجود و حقيقة الدنيا، التي إن صح منها جانب ،فسد الجانب الآخر، فإن أقبل المال مرض الجسم ، و إن صحّ الجسم حلت المصائب، وإن صلح الحال واستقام الأمر حلّ الموت. هذا
منطق، ولكن الأمر لا يخلو
شباب و شيب وافتقار ثروة فلله هذا الدّهر كيف تردّدا
يا راقد الليل مسرورا بأوله إنّ الحوادث قد يطرقن أسحارا
و كذلك الدهر حالا بعد حال.
إن من ثمرات الإيمان بهذه الحقائق أن يهتدي المرء إلى أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ،وما أخطأه لم يكن ليصيبه، فيرضى و يسلم للأقدار.
وإذن :فأفضل ما في عالم الدنيا ،إيمان صادق و خلق مستقيم ،وعقل صحيح،و جسم سليم ،و رزق هانئ و ما سوى ذلك شغل.
تحياتي
منطق، ولكن الأمر لا يخلو
شباب و شيب وافتقار ثروة فلله هذا الدّهر كيف تردّدا
يا راقد الليل مسرورا بأوله إنّ الحوادث قد يطرقن أسحارا
و كذلك الدهر حالا بعد حال.
إن من ثمرات الإيمان بهذه الحقائق أن يهتدي المرء إلى أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ،وما أخطأه لم يكن ليصيبه، فيرضى و يسلم للأقدار.
وإذن :فأفضل ما في عالم الدنيا ،إيمان صادق و خلق مستقيم ،وعقل صحيح،و جسم سليم ،و رزق هانئ و ما سوى ذلك شغل.
تحياتي