الســـــــــــــلام عليــــــــــــــكم
لحساب الجولة 29 من الدوري الاسباني، يستقبل ريال مدريد برشلونة في لقاء حارق جدًا قد يوضح أمورًا كثيرة بخصوص مسار المنافسة على لقب الدوري في ما تبقى من الموسم، ففوز الريال سيعني ابتعاده ب7 نقاط عن برشلونة وحفاظه على فارق الثلاث نقاط على الأقل مع أتلتيكو وهو ما يعني مضاعفة حظوظه في الفوز بالدوري، أما فوز برشلونة فسيعيد الأمور إلى نقطة البداية وسيحتدم الصراع على اللقب بين ثلاثي المقدمة مجددًا.
ريال مدريد سيعمل على الفوز كونه يلعب على أرضه وأمام جمهوره رغم أن المهمة لن تكون سهلة أبدًا.
وكما يقال، فالمباراة تلعب على نقاط قوتك ونقاط ضعف المنافس، فإن نجحت في استغلال الأولى والثانية معًا تصل للهدف المنشود، وهنا نستعرض نقاط قوة ريال مدريد ومن ثم نقاط الضعف التي يُمكن استغلالها في برشلونة للخروج بالنتيجة المطلوبة التي تساعده في مباراة الذهاب.
ما هي نقاط قوة ريال مدريد؟
1- أنشيلوتي وجد التوازن
قالها أنشيلوتي وكررها في أكثر من مناسبة منذ أن تقلد زمام الإدارة الفنية في ريال مدريد "أهم شيء في كرة القدم هو إيجاد التوازن بين الخطوط"...فما الفائدة من امتلاك أسماءٍ رنانة على أرضية الملعب دون أن تتمكن من جعلها تعمل في منظومة واحدة تعرف ما لها وما عليها، تفكر بشكل واحد وبتناغم من أجل تحقيق نفس الهدف المشترك المتمثل في حماية مرمى الفريق ثم البحث عن مرمى الخصم.
ريال مدريد، ومنذ مطلع سنة 2014 أو قبل ذلك بقليل، تمكن من إيجاد ذلك التوازن الذي تحدث عنه أنشيلوتي خاصة بعد أن ابتكر خطة الـ4-3-3 "الحرباء" التي يؤدي بها في الوقت الحالي...فخط الوسط أصبح يعمل الآن بطريقة غير مسبوقة لاسترجاع الكرة فور ضياعها وذلك بإسناد مهام دفاعية لكل من دي ماريا ومودريتش، دون أن ننسى قدرتهما الهائلة رفقة ترمومتر الفريق "تشابي ألونسو" على التواصل بشكل سلسل مع رباعي الخط الخلفي وثلاثي المقدمة.
إن حافظ ريال مدريد على هذا التوازن بين خطوطه، فإنه سيُضاعف من حظوظه في تحقيق نتيجة إيجابية أمام برشلونة.
2- الأسلحة الهجومية الثقيلة
لا يُمكن أن تتطرق لنقاط قوة ريال مدريد دون أن تتحدث عن ثلاثي الهجوم المعروف بالـBBC، واللذين يُرعبون أعتى خطوط الدفاع في العالم، فما بالك بخط دفاع يُعاني من مشاكل كثيرة كذلك الذي يملكه برشلونة؟!
جاريث بيل، كريم بنزيمة وكريستيانو رونالدو ثلاثي ناري تمكن إلى يومنا هذا من تسجيل 50 هدفًا في الدوري الاسباني وهو رقم لم تتمكن جل فرق الليجا من تسجيله حتى الآن.
سرعة بيل ورونالدو ونجاعتهما الهجومية الكبيرة، بالإضافة إلى التحركات الرائعة لكريم بنزيمة خارج وداخل منطقة الجزاء ستُشكل نقطة قوة كبيرة من أجل ضرب دفاعات تاتا مارتينو التي تعانى كثيرًا كلما تعلق الأمر بهاجمين سريعين قادرين على استغلال "الشرود" الهجومي الذي يُصيب أظهرة الفريق في أحيان كثيرة.
3- ثقة ومعنويات مرتفعة
يمر فريق كارلو أنشيلوتي بأفضل فتراته على الإطلاق، إذ أن الفريق لم ينهزم منذ كلاسيكو الذهاب في الكامب نو، ليصل اليوم إلى سلسلة 31 مباراة دون أن يذوق طعم الخسارة في جميع المسابقات.
ريال مدريد حاليًا من بين أكثر الفرق استقرارًا في أوروبا رفقة بايرن ميونيخ، وقد يكون الأسعد على الإطلاق بعد كل المكتسبات التي حققها خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. بداية السنة تُوجت بفوز رونالدو بالكرة الذهبية، ثم تجديد عقد مايسترو النادي تشابي ألونسو وهو ما شكل دفعة قوية للميرنجي من أجل قلب الطاولة على أتلتيكو مدريد وبرشلونة واعتلاء الصدارة بعد أن وصل الفارق إلى 6 نقاط في وقت من الأوقات، كما أنه تأهل إلى نهائي كأس ملك إسبانيا بعد أن تفوق على جاره أتلتيكو مدريد قبل أن يُتوج ذلك باكتساح لشالكة في ثمن النهائي معلنًا عن نفسه كأحد أقوى فرق القارة العجوز في الوقت الحالي.
شتان بين الحالة النفسية التي يمر بها ريال مدريد وتلك التي يمر بها برشلونة في الوقت، والأمر قد يؤثر على اللقاء بكل تأكيد
ما هي نقاط ضعف برشلونة؟
1- الدفاع، الدفاع ثم الدفاع
تحدثنا عن الأمر بإطناب، ولا شك في أن الكل صار يعرفه! خط الدفاع أكبر مشاكل برشلونة والأمر يتعلق بقلبي الدفاع وبالأظهرة كذلك. برشلونة يحتاج لإعادة هيكلة لخطوطه الخلفية إن هو أراد العودة إلى سابق عهده...
التوازن الذي تحدثنا عنه عند ريال مدريد يغيب في كثير من الأحيان عن النادي الكتلوني والذي يعاني الأمرين ما إن تتخطى الكرة سيرجيو بوسكيتس ويُصبح الخصم أمام خط دفاع أليف مكون من المتراجع جدًا جيرارد بيكيه والحل الذي مازلت أراه ترقيعيًا "خافيير ماسكيرانو"...
دفاع برشلونة ضعيف جدًا في العمق ويقوم ببعض الأخطاء البدائية في التغطية، فيما أن الكرات العالية تشكل كابوسًا كبيرًا للفريق ولكم أن تشاهدوا الأهداف التي تلقاها في الفريق في المباريات الأخيرة لتعرفوا جسامة المشكل الذي يتفاقم موسمًا بعد الآخر.
2- الكرات الثابتة
خطر آخر يُداهم برشلونة أمام ريال مدريد وهو الكرات الثابتة والتي يستغلها ريال مدريد بشكل جيد جدًا في الآونة الأخيرة...الحقيقة، تبادر إلى ذهني وأنا أصيغ هذه الفقرة تلك الارتقاءات الإعجازية لكريستيانو رونالدو في الكرات الركنية، فقد وصل به الأمر أحيانًا إلى تخطي حارس المرمى المرتقي بقبضتي يديه!
الكرات الركنية والركلات الحرة المباشرة القريبة من منطقة الجزاء ستشكل خطرًا كبيرًا على برشلونة خاصة وأننا نعلم قصر قامة الكتلان...
3- تراجع رئتي الفريق
عرف مستوى تشافي هيرنانديز وسيرجيو بوسكيتس تراجعًا كبيرًا هذا الموسم، فتشافي وإن كان قد ظهر بوجه لائق في بعض المباريات إلا أن علامات التقدم في السن الكروي قد بدت جلية عليه، فاللاعب الذي يُفضل إضاعة فرصة للتسجيل على تمرير كرة خاطئة قد أصبح بالفعل يتسبب في جعل نسق فريقه بطيئًا كما أنه وعلى غير عادته أصبح يستسلم أحيانًا لضغط الفريق الخصم ويرتكب أخطاءً في التمرير.
أما بوسكيتس والذي لطالما اعتبرته رئة يتنفس بها برشلونة في خط الوسط، فقد تراجع بشكل مخيف هذا الموسم، فأين هو ذلك اللاعب الماكر الذي لطالما أفسد هجمات الخصوم في مهدها بل وشارك أحيانًا في الشق الهجومي؟! سيرجيو لم يعد كما كان، رغم أن مستواه الحالي مقبول، إلا أنه لم يكن ليخوله لإجلاس لاعب مثل يايا توريه على دكة البدلاء كما فعل في موسمه الأول مع الفريق.
ما هي نقاط قوة برشلونة؟
1- تنوع الأسلحة الهجومية
إن كان ريال مدريد يملك الـBBC الذي سجل 50 هدفًا في الدوري الاسباني هذا الموسم، فإن برشلونة يملك الـAPM الذي سجل 49 هدفًا بدوره، بل وأنه يملك أكثر من ذلك حتى.
الأرقام التي حققها ميسي، ألكسيس وبيدرو حتى الآن في الليجا لا تقل أبدًا عن ثلاثي ريال مدريد، رغم أن هذا الأخير داع صيته بشكل أكبر، ولا شك أن أهم نقاط قوة برشلونة خلال الكلاسيكو تكمن في تعدد خيارته الهجومية والمرونة التكتيكية التي أصبح يتمتع بها، فإن اضطر الآن للتخلي عن التيكي تاكا فلا أعتقد أنه سيجد مشاكلًا في إيجاد حلول بديله تمكنه من الوصول إلى مرمى الخصم.
قد يتطرق البعض إلى انخفاض مستوى البلاوجرانا هذا الموسم، وقد أتفق معهم في ذلك، لكنني لا أشك أن الفريق حاليًا في مرحلة انتقالية بعد أن اعتاد خلال السنوات الأخيرة على اللعب بفلسفة احتكار الكرة وتدويرها حتى الوصول إلى مرمى الخصم، وهو شيء دام طيلة حقبة بيب جوارديولا وتلميذه تيتو فيلانوفا إلا أنه أصبح أحيانًا عائقًا في طريق البرسا نظرًا لتفطن مدربي الخصوم إلى أكثر من طريقة من أجل الحد من خطورة التيكي تاكا والتي كانت السلاح الوحيد للفريق.
برشلونة أصبح يستطيع اللعب بشكل مباشر هذا الموسم، وقد يلجأ إلى ذلك أمام فريق مثل ريال مدريد الذي يملك دفاعًا قويًا وخط وسط منظم بشكل لن يجعله يُعاني في حالة نهج تاتا فلسفة برشلونة المعتادة، إلا أنه قد يُفاجَؤ إن وجد أمامه ترسانة هجومية قادرة على الضرب عن طريق المرتدات، أو عن طريق الاعتماد على الأجنحة والتسديد من بعيد، فكل تلك الأسلحة أصبحت الآن من بين مُكتسبات البلاوجرانا.
2- عودة ميسي لسابق عهده
إنه الخطر الذي لطالما داهم شباك ريال مدريد وأذاق جمهوره الأمرين، فميسي تمكن من تسجيل 18 هدفًا حتى الآن في مرمى الفريق الملكي ولا يبدو مستعدًا للتوقف خاصة وأنه ظهر بحالة جيدة جدًا في المباريات الأخيرة.
البرغوث وإن كان في مستواه الاعتيادي، فإنه قادر على الإطاحة بدفاع ريال مدريد خاصة وأنه يملك بجانبه لاعبين يعتمد عليها كثيرًا مثل بيدرو وألكسيس ولا شك في أن ذلك سيكون إضافة كبيرة لبرشلونة.
كراته الثابتة، اختراقاته الصاروخية عبر الأروقة أو في العمق، ذكاء تحركاته وقدرته على المباغتة أشياء قد تحول ليلة راموس، بيبي وزملاءهما إلى كابوس إن هم لم يُعدوا العدة كما يجب ولم ينتظروا أفضل نسخة لميسي القادر على قلب حسابات مباراة كاملة.
3- خبرة سانتياجو بيرنابيو
رهبة البيرنابيو؟! لا شك في أن برشلونة هو آخر من يعاني منها...جل لاعبي البلاوجرانا خاضوا مباراة الكلاسيكو عشرات المرات واعتادوا على اللعب في سانتياجو بيرنابيو بل والفوز فيه، وهو ما سيشكل نقطة قوة لهم.
كثيرًا ما نرى فرقًا تنبهر بالبيرنابيو، أجوائه وروعة أضوائه، فما إن ينتهي ذلك الانبهار حتى تجد تلك الفرق نفسها متأخرة بهدف على الأقل، وهو ما يُسهل مأمورية الريال في الظفر بجل النقاط التي يُناقشها على أرضه، لكن برشلونة بعيد كل البعد عن هذه الحالة.
فكل لاعبي الفرق الكتلوني تقريبًا سبق لهم أن فازوا وكرروا الفوز في معقل الفريق الملكي، بل وأصبحوا يتفاءلون باللعب هناك لأنهم عادة ما يحققون نتائج إيجابية، وبالتالي فنقطة اللعب خارج الديار قد لا تشكل عائقًا للبلاوجرانا.
ما هي نقاط ضعف ريال مدريد؟
1- أظهرة هجومية جدًا
قد يفتقد كارلو أنشيلوتي في هذه المباراة بالذات لخدمات ظهيره المُصاب ألفارو أربيلوا الذي وإن كان يتلقى انتقادات جارفة من طرف جمهور الملكي، إلا أن خبرته الكبيرة وقدراته الدفاعية التي يفتقر لها كاربخال قد يحتاج لها الميرنجي في مباراة الكلاسيكو والتي تتطلب أمورًا كثيرة يملكها أربيلوا ويفتقر لها "الفتي" كاربخال رغم أنني لا أشك للحظة أن هذا الأخير يملك مؤهلات ستمكنه من أن يصبح ظهيرًا من طينة عالمية في السنوات المقبلة.
مشاركة كاربخال كظهير أيمن ومارسيلو كظهير أيسر قد تؤثر على ريال مدريد خاصة وإن هما تمادوا في العمل الهجومي وتركوا وراءهما لاعبين من طينة بيدرو أو نيمار وألكسيس سانشيز، ولربما يلجأ أنشيلوتي إلى إشراك فاران كظهير أيمن في مباراة الكلاسيكو من أجل تفادي مشاكل مماثلة.
2- تهور قلبي الدفاع
لا شك أن قلبي دفاع ريال مدريد سيرخيو راموس وكيبلير بيبي يُعدان من بين أفضل ما يوجد على الساحة الأوروبية هذا الموسم فقد اكتسبا ما يكفي من التفاهم والنضج ليقودا دفاع فريق يُنافس على جميع البطولات، إلا أن مشكلتهما الكبرى تكمن في تهورهما بعض الأحيان وخاصة خلال المباريات الكبيرة التي تحتاج إلى ضبط أعصاب كبير.
شاهدنا كيف دخل بيبي في صراعات ثنائية مع دييجو كوشتا أمام أتلتيكو مدريد في كأس ملك إسبانيا، وشاهدنا كيف تهور سيرخيو راموس أمام نفس اللاعب في مباراة الدوري الاسباني وارتكب خطأ فادحًا داخل منطقة الجزاء كان بإمكان الحكم أن يحتسبه بسهولة ويُعلن عن ركلة جزاء.
ضبط النفس والحكمة في التدخل ستكون نصائحًا ثمينة لمدافعي ريال مدريد إن هم لم يريدوا أن يؤثروا سلبًا على مسار اللقاء.
3- "بريستيج" البيرنابيو
قد يعتقد الكثير أن لعب ريال مدريد أمام برشلونة على أرضه وأمام جمهوره سيكون في صالح النادي وأن ذلك سيرفع من حظوظه في الفوز باللقاء، وقد يكونون محقين، إلا أنني أرى أن اللعب في البيرنابيو لا يشكل نقطة إيجابية لريال مدريد.
فـ"بريستيج" سانتياجو بيرنابيو سيُجبر ريال مدريد على الدخول مع برشلونة في صراع غير مُجدٍ على الكرة في وسط الميدان، فهو لن يرضى بطبيعة الحال باللعب في مناطقه أمام جمهوره منتظرًا اللجوء إلى سلاح المرتدات السريعة الذي يُعد أخطر أسلحة الميرنجي في السنوات الأخيرة، وهو ما قد يؤثر عليه.
صحيح أن ريال مدريد أصبح يتحكم في الكرة بشكل أكبر مع أنشيلوتي، إلا أنه لن يتفوق على برشلونة في هذا الشق أبدًا وسيخسر أية معركة قد يدخلها على احتكار الكرة، وقد يؤدي به ذلك إلى فقدان سلاح المرتدات الذي كان سببًا محوريًا في عودته في آخر مباريات الكلاسيكو لحصد النقاط.
ريال مدريد سيعمل على الفوز كونه يلعب على أرضه وأمام جمهوره رغم أن المهمة لن تكون سهلة أبدًا.
وكما يقال، فالمباراة تلعب على نقاط قوتك ونقاط ضعف المنافس، فإن نجحت في استغلال الأولى والثانية معًا تصل للهدف المنشود، وهنا نستعرض نقاط قوة ريال مدريد ومن ثم نقاط الضعف التي يُمكن استغلالها في برشلونة للخروج بالنتيجة المطلوبة التي تساعده في مباراة الذهاب.
ما هي نقاط قوة ريال مدريد؟
1- أنشيلوتي وجد التوازن
قالها أنشيلوتي وكررها في أكثر من مناسبة منذ أن تقلد زمام الإدارة الفنية في ريال مدريد "أهم شيء في كرة القدم هو إيجاد التوازن بين الخطوط"...فما الفائدة من امتلاك أسماءٍ رنانة على أرضية الملعب دون أن تتمكن من جعلها تعمل في منظومة واحدة تعرف ما لها وما عليها، تفكر بشكل واحد وبتناغم من أجل تحقيق نفس الهدف المشترك المتمثل في حماية مرمى الفريق ثم البحث عن مرمى الخصم.
ريال مدريد، ومنذ مطلع سنة 2014 أو قبل ذلك بقليل، تمكن من إيجاد ذلك التوازن الذي تحدث عنه أنشيلوتي خاصة بعد أن ابتكر خطة الـ4-3-3 "الحرباء" التي يؤدي بها في الوقت الحالي...فخط الوسط أصبح يعمل الآن بطريقة غير مسبوقة لاسترجاع الكرة فور ضياعها وذلك بإسناد مهام دفاعية لكل من دي ماريا ومودريتش، دون أن ننسى قدرتهما الهائلة رفقة ترمومتر الفريق "تشابي ألونسو" على التواصل بشكل سلسل مع رباعي الخط الخلفي وثلاثي المقدمة.
إن حافظ ريال مدريد على هذا التوازن بين خطوطه، فإنه سيُضاعف من حظوظه في تحقيق نتيجة إيجابية أمام برشلونة.
2- الأسلحة الهجومية الثقيلة
لا يُمكن أن تتطرق لنقاط قوة ريال مدريد دون أن تتحدث عن ثلاثي الهجوم المعروف بالـBBC، واللذين يُرعبون أعتى خطوط الدفاع في العالم، فما بالك بخط دفاع يُعاني من مشاكل كثيرة كذلك الذي يملكه برشلونة؟!
جاريث بيل، كريم بنزيمة وكريستيانو رونالدو ثلاثي ناري تمكن إلى يومنا هذا من تسجيل 50 هدفًا في الدوري الاسباني وهو رقم لم تتمكن جل فرق الليجا من تسجيله حتى الآن.
سرعة بيل ورونالدو ونجاعتهما الهجومية الكبيرة، بالإضافة إلى التحركات الرائعة لكريم بنزيمة خارج وداخل منطقة الجزاء ستُشكل نقطة قوة كبيرة من أجل ضرب دفاعات تاتا مارتينو التي تعانى كثيرًا كلما تعلق الأمر بهاجمين سريعين قادرين على استغلال "الشرود" الهجومي الذي يُصيب أظهرة الفريق في أحيان كثيرة.
3- ثقة ومعنويات مرتفعة
يمر فريق كارلو أنشيلوتي بأفضل فتراته على الإطلاق، إذ أن الفريق لم ينهزم منذ كلاسيكو الذهاب في الكامب نو، ليصل اليوم إلى سلسلة 31 مباراة دون أن يذوق طعم الخسارة في جميع المسابقات.
ريال مدريد حاليًا من بين أكثر الفرق استقرارًا في أوروبا رفقة بايرن ميونيخ، وقد يكون الأسعد على الإطلاق بعد كل المكتسبات التي حققها خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. بداية السنة تُوجت بفوز رونالدو بالكرة الذهبية، ثم تجديد عقد مايسترو النادي تشابي ألونسو وهو ما شكل دفعة قوية للميرنجي من أجل قلب الطاولة على أتلتيكو مدريد وبرشلونة واعتلاء الصدارة بعد أن وصل الفارق إلى 6 نقاط في وقت من الأوقات، كما أنه تأهل إلى نهائي كأس ملك إسبانيا بعد أن تفوق على جاره أتلتيكو مدريد قبل أن يُتوج ذلك باكتساح لشالكة في ثمن النهائي معلنًا عن نفسه كأحد أقوى فرق القارة العجوز في الوقت الحالي.
شتان بين الحالة النفسية التي يمر بها ريال مدريد وتلك التي يمر بها برشلونة في الوقت، والأمر قد يؤثر على اللقاء بكل تأكيد
ما هي نقاط ضعف برشلونة؟
1- الدفاع، الدفاع ثم الدفاع
تحدثنا عن الأمر بإطناب، ولا شك في أن الكل صار يعرفه! خط الدفاع أكبر مشاكل برشلونة والأمر يتعلق بقلبي الدفاع وبالأظهرة كذلك. برشلونة يحتاج لإعادة هيكلة لخطوطه الخلفية إن هو أراد العودة إلى سابق عهده...
التوازن الذي تحدثنا عنه عند ريال مدريد يغيب في كثير من الأحيان عن النادي الكتلوني والذي يعاني الأمرين ما إن تتخطى الكرة سيرجيو بوسكيتس ويُصبح الخصم أمام خط دفاع أليف مكون من المتراجع جدًا جيرارد بيكيه والحل الذي مازلت أراه ترقيعيًا "خافيير ماسكيرانو"...
دفاع برشلونة ضعيف جدًا في العمق ويقوم ببعض الأخطاء البدائية في التغطية، فيما أن الكرات العالية تشكل كابوسًا كبيرًا للفريق ولكم أن تشاهدوا الأهداف التي تلقاها في الفريق في المباريات الأخيرة لتعرفوا جسامة المشكل الذي يتفاقم موسمًا بعد الآخر.
2- الكرات الثابتة
خطر آخر يُداهم برشلونة أمام ريال مدريد وهو الكرات الثابتة والتي يستغلها ريال مدريد بشكل جيد جدًا في الآونة الأخيرة...الحقيقة، تبادر إلى ذهني وأنا أصيغ هذه الفقرة تلك الارتقاءات الإعجازية لكريستيانو رونالدو في الكرات الركنية، فقد وصل به الأمر أحيانًا إلى تخطي حارس المرمى المرتقي بقبضتي يديه!
الكرات الركنية والركلات الحرة المباشرة القريبة من منطقة الجزاء ستشكل خطرًا كبيرًا على برشلونة خاصة وأننا نعلم قصر قامة الكتلان...
3- تراجع رئتي الفريق
عرف مستوى تشافي هيرنانديز وسيرجيو بوسكيتس تراجعًا كبيرًا هذا الموسم، فتشافي وإن كان قد ظهر بوجه لائق في بعض المباريات إلا أن علامات التقدم في السن الكروي قد بدت جلية عليه، فاللاعب الذي يُفضل إضاعة فرصة للتسجيل على تمرير كرة خاطئة قد أصبح بالفعل يتسبب في جعل نسق فريقه بطيئًا كما أنه وعلى غير عادته أصبح يستسلم أحيانًا لضغط الفريق الخصم ويرتكب أخطاءً في التمرير.
أما بوسكيتس والذي لطالما اعتبرته رئة يتنفس بها برشلونة في خط الوسط، فقد تراجع بشكل مخيف هذا الموسم، فأين هو ذلك اللاعب الماكر الذي لطالما أفسد هجمات الخصوم في مهدها بل وشارك أحيانًا في الشق الهجومي؟! سيرجيو لم يعد كما كان، رغم أن مستواه الحالي مقبول، إلا أنه لم يكن ليخوله لإجلاس لاعب مثل يايا توريه على دكة البدلاء كما فعل في موسمه الأول مع الفريق.
ما هي نقاط قوة برشلونة؟
1- تنوع الأسلحة الهجومية
إن كان ريال مدريد يملك الـBBC الذي سجل 50 هدفًا في الدوري الاسباني هذا الموسم، فإن برشلونة يملك الـAPM الذي سجل 49 هدفًا بدوره، بل وأنه يملك أكثر من ذلك حتى.
الأرقام التي حققها ميسي، ألكسيس وبيدرو حتى الآن في الليجا لا تقل أبدًا عن ثلاثي ريال مدريد، رغم أن هذا الأخير داع صيته بشكل أكبر، ولا شك أن أهم نقاط قوة برشلونة خلال الكلاسيكو تكمن في تعدد خيارته الهجومية والمرونة التكتيكية التي أصبح يتمتع بها، فإن اضطر الآن للتخلي عن التيكي تاكا فلا أعتقد أنه سيجد مشاكلًا في إيجاد حلول بديله تمكنه من الوصول إلى مرمى الخصم.
قد يتطرق البعض إلى انخفاض مستوى البلاوجرانا هذا الموسم، وقد أتفق معهم في ذلك، لكنني لا أشك أن الفريق حاليًا في مرحلة انتقالية بعد أن اعتاد خلال السنوات الأخيرة على اللعب بفلسفة احتكار الكرة وتدويرها حتى الوصول إلى مرمى الخصم، وهو شيء دام طيلة حقبة بيب جوارديولا وتلميذه تيتو فيلانوفا إلا أنه أصبح أحيانًا عائقًا في طريق البرسا نظرًا لتفطن مدربي الخصوم إلى أكثر من طريقة من أجل الحد من خطورة التيكي تاكا والتي كانت السلاح الوحيد للفريق.
برشلونة أصبح يستطيع اللعب بشكل مباشر هذا الموسم، وقد يلجأ إلى ذلك أمام فريق مثل ريال مدريد الذي يملك دفاعًا قويًا وخط وسط منظم بشكل لن يجعله يُعاني في حالة نهج تاتا فلسفة برشلونة المعتادة، إلا أنه قد يُفاجَؤ إن وجد أمامه ترسانة هجومية قادرة على الضرب عن طريق المرتدات، أو عن طريق الاعتماد على الأجنحة والتسديد من بعيد، فكل تلك الأسلحة أصبحت الآن من بين مُكتسبات البلاوجرانا.
2- عودة ميسي لسابق عهده
إنه الخطر الذي لطالما داهم شباك ريال مدريد وأذاق جمهوره الأمرين، فميسي تمكن من تسجيل 18 هدفًا حتى الآن في مرمى الفريق الملكي ولا يبدو مستعدًا للتوقف خاصة وأنه ظهر بحالة جيدة جدًا في المباريات الأخيرة.
البرغوث وإن كان في مستواه الاعتيادي، فإنه قادر على الإطاحة بدفاع ريال مدريد خاصة وأنه يملك بجانبه لاعبين يعتمد عليها كثيرًا مثل بيدرو وألكسيس ولا شك في أن ذلك سيكون إضافة كبيرة لبرشلونة.
كراته الثابتة، اختراقاته الصاروخية عبر الأروقة أو في العمق، ذكاء تحركاته وقدرته على المباغتة أشياء قد تحول ليلة راموس، بيبي وزملاءهما إلى كابوس إن هم لم يُعدوا العدة كما يجب ولم ينتظروا أفضل نسخة لميسي القادر على قلب حسابات مباراة كاملة.
3- خبرة سانتياجو بيرنابيو
رهبة البيرنابيو؟! لا شك في أن برشلونة هو آخر من يعاني منها...جل لاعبي البلاوجرانا خاضوا مباراة الكلاسيكو عشرات المرات واعتادوا على اللعب في سانتياجو بيرنابيو بل والفوز فيه، وهو ما سيشكل نقطة قوة لهم.
كثيرًا ما نرى فرقًا تنبهر بالبيرنابيو، أجوائه وروعة أضوائه، فما إن ينتهي ذلك الانبهار حتى تجد تلك الفرق نفسها متأخرة بهدف على الأقل، وهو ما يُسهل مأمورية الريال في الظفر بجل النقاط التي يُناقشها على أرضه، لكن برشلونة بعيد كل البعد عن هذه الحالة.
فكل لاعبي الفرق الكتلوني تقريبًا سبق لهم أن فازوا وكرروا الفوز في معقل الفريق الملكي، بل وأصبحوا يتفاءلون باللعب هناك لأنهم عادة ما يحققون نتائج إيجابية، وبالتالي فنقطة اللعب خارج الديار قد لا تشكل عائقًا للبلاوجرانا.
ما هي نقاط ضعف ريال مدريد؟
1- أظهرة هجومية جدًا
قد يفتقد كارلو أنشيلوتي في هذه المباراة بالذات لخدمات ظهيره المُصاب ألفارو أربيلوا الذي وإن كان يتلقى انتقادات جارفة من طرف جمهور الملكي، إلا أن خبرته الكبيرة وقدراته الدفاعية التي يفتقر لها كاربخال قد يحتاج لها الميرنجي في مباراة الكلاسيكو والتي تتطلب أمورًا كثيرة يملكها أربيلوا ويفتقر لها "الفتي" كاربخال رغم أنني لا أشك للحظة أن هذا الأخير يملك مؤهلات ستمكنه من أن يصبح ظهيرًا من طينة عالمية في السنوات المقبلة.
مشاركة كاربخال كظهير أيمن ومارسيلو كظهير أيسر قد تؤثر على ريال مدريد خاصة وإن هما تمادوا في العمل الهجومي وتركوا وراءهما لاعبين من طينة بيدرو أو نيمار وألكسيس سانشيز، ولربما يلجأ أنشيلوتي إلى إشراك فاران كظهير أيمن في مباراة الكلاسيكو من أجل تفادي مشاكل مماثلة.
2- تهور قلبي الدفاع
لا شك أن قلبي دفاع ريال مدريد سيرخيو راموس وكيبلير بيبي يُعدان من بين أفضل ما يوجد على الساحة الأوروبية هذا الموسم فقد اكتسبا ما يكفي من التفاهم والنضج ليقودا دفاع فريق يُنافس على جميع البطولات، إلا أن مشكلتهما الكبرى تكمن في تهورهما بعض الأحيان وخاصة خلال المباريات الكبيرة التي تحتاج إلى ضبط أعصاب كبير.
شاهدنا كيف دخل بيبي في صراعات ثنائية مع دييجو كوشتا أمام أتلتيكو مدريد في كأس ملك إسبانيا، وشاهدنا كيف تهور سيرخيو راموس أمام نفس اللاعب في مباراة الدوري الاسباني وارتكب خطأ فادحًا داخل منطقة الجزاء كان بإمكان الحكم أن يحتسبه بسهولة ويُعلن عن ركلة جزاء.
ضبط النفس والحكمة في التدخل ستكون نصائحًا ثمينة لمدافعي ريال مدريد إن هم لم يريدوا أن يؤثروا سلبًا على مسار اللقاء.
3- "بريستيج" البيرنابيو
قد يعتقد الكثير أن لعب ريال مدريد أمام برشلونة على أرضه وأمام جمهوره سيكون في صالح النادي وأن ذلك سيرفع من حظوظه في الفوز باللقاء، وقد يكونون محقين، إلا أنني أرى أن اللعب في البيرنابيو لا يشكل نقطة إيجابية لريال مدريد.
فـ"بريستيج" سانتياجو بيرنابيو سيُجبر ريال مدريد على الدخول مع برشلونة في صراع غير مُجدٍ على الكرة في وسط الميدان، فهو لن يرضى بطبيعة الحال باللعب في مناطقه أمام جمهوره منتظرًا اللجوء إلى سلاح المرتدات السريعة الذي يُعد أخطر أسلحة الميرنجي في السنوات الأخيرة، وهو ما قد يؤثر عليه.
صحيح أن ريال مدريد أصبح يتحكم في الكرة بشكل أكبر مع أنشيلوتي، إلا أنه لن يتفوق على برشلونة في هذا الشق أبدًا وسيخسر أية معركة قد يدخلها على احتكار الكرة، وقد يؤدي به ذلك إلى فقدان سلاح المرتدات الذي كان سببًا محوريًا في عودته في آخر مباريات الكلاسيكو لحصد النقاط.
