hamody
كبار الشخصيات
الهندسة الوراثية..
المحاصيل المخلَّقة وراثياً ملأت الأسواق..
البرتقال تضاعفت إنتاجيته..
الفراولة صارت أكبر حجماً..
البطيخ أصبح مربعاً..
الزيتون صار ينبت في أراضٍ، ذات درجات ملوحة عالية..
وكل هذا بفضل هندسة الوراثة..
العلماء اجتهدوا، وراحوا يضيفون سمة هنا، ويحسنون سمة هناك، وينتجون سلالات جديدة من النباتات..
والخضر..
والفواكه..
والعالم كله مبهور، يأكل..
ويستمتع..
ويلتهم آلاف الأطنان من الطعام..
ومن الأدوية..
وبخاصة المضادات الحيوية..
فالشيء الذي لم ينتبه إليه أحد في البداية، هو الوسيلة التي يتوصَّل العلماء من خلالها إلى الفصائل النباتية الجديدة...
فعملية نقل الصفات الجينية، من نبات إلى آخر، معقدة ودقيقة للغاية..
وغير مضمونة أيضاً..
ولكي يتعرف العلماء على تلك البذور، التي حملت الصفات الجديدة بنجاح، فإنهم يضيفون إليها جينات خاصة، مقاومة لأحد أنواع المضادات الحيوية القوية. وبعد زرع الصفات الجينية، في مئات الخلايا، توضع كلها في مزرعة خاصة، ويضاف إليها ذلك المضاد الحيوي القوي..
وهنا يتم الانتخاب الطبيعي..
الخلايا التي نجحت عملية الزرع فيها، ستقاوم المضاد الحيوي بالطبع، نظراً لأنها تحوي الجين المضاد له..
أما الخلايا الفاشلة، فستموت..
وهكذا تتبقى لدينا خلايا محسنة وراثياً..
ومقاومة للمضاد الحيوي..
وتصبح تلك الخلايا بذوراً..
ونباتات..
وطعاماً نأكله..
ونهضمه..
ونستمتع به..
ونكتسب منه مناعة ضد المضادات الحيوية..
وكل هذا دون أن ندرك ما أصابنا، حتى تنتقل إلينا عدوى ما، من ميكروب سخيف ما..
عندئذ سيصف لنا الأطباء الأدوية..
والمضادات الحيوية بالطبع..
ولكن أحوالنا لن تتحسَّن..
بل وربما تسوء..
وتسوء..
وتسوء..
ويحار الكل في طبيعة المرض، المقاوم للمضادات الحيوية، بهذه الشراسة..
ويحاولون علاجه بعقاقير أقوى..
وأقوى..
وأقوى..
وكل عقار منها له أعراض جانبية..
ومضاعفات..
ومشكلات..
ومتاعب جديدة..
وفي النهاية، تنهار صحتنا، وتتدهور، ويحار فينا الأطباء..
والسبب كله في الهندسة..
هندسة الوراثة..
ولقد انتبه العلماء إلى هذه الحقيقة المخيفة مؤخراً، وأدركوا أنهم قد صنعوا وحشاً مفترساً، في صورة نباتات محسنة..
وانتصرت الطبيعة مرة أخرى..
انتصرت على كل من حاولوا العبث بها..
وبخاصة أولئك الذين ابتكروا الاستنساخ،