mostafa_neam
ستار جديد
الميزان الفني للمباراة الدولية الودية بين منتخبي قطر والأرجنتين
............................................................................................
تذوق جمهور المنتخب القطري أحلى الخسائر وقبل بعقلية النبلاء الخسارة أمام فرسان الأرجنتين عندما اعلن الحكم الكويتي سعيد كميل نهاية المباراة الودية الدولية الخيرية التي وضعت وصيف بطولة أمم أمريكيا الجنوبية التانغو الأرجنتيني الشهير وجهاً لوجه مع بطل الخليج منتخب قطر.
وإذا كانت المباراة قد دارت في إطار خيري لمساعدة متضرري زلزال باكستان والمد البحري الذي أصاب توسونامي فإنها قد جاءت أيضاً في إطار خاص جداً كان مشوباً بالقلق بسبب تعرض منتخب الإمارات الشقيق لخسارة ثقيلة أمام منتخب السابما البرازيلي استقرت نتيجتها النهائية عند 8 أهداف نظيفة وبلا رد.
وفي ضوء هذه المعطيات فقد كان على الجانبين وضع النتيجة جانباً والتفرغ لتقديم عرض كروي يليق بالمناسبة وبالحضور الذي تقدمه كبار ضيوف قطر من الشخصيات والقيادات المحلية والعالمية.
ولكن ما حدث في البساط الأخضر كان بعيداً عن ذلك التصور الذي أحاط بالمباراة وبأجوائها.. فقد أشعل المنتخب الأرجنتيني فتيل النار في المباراة منذ انطلاق صافرة الحكم الكويتي سعد كميل الذي لم يتردد بعد ذلك في مجاملة الفريق الضيف وتغاضى عن بروتوكول مجاملة صاحب الأرض الذي كان ربما في حاجة أكبر للمساعدة.
إيقاع سريع خطط المنتخب الأرجنتيني لإشعال النار في فتيل المباراة بالتقدم للهجوم منذ البداية لتشكيل ضغط على خط دفاع المنتخب القطري وتضييق الخناق عليه لجعل اللاعبين يقعون في الخطأ الممنوع وذلك للحصول على ثغرات ممكنة أو على ضربات ثابتة في صورة مخالفات حرة أو ضربة جزاء ولكن شيء من ذلك لم يحدث ووجد المنتخب الضيف نفسه أمام فريق عنيد ومنظم في خطوطه الثلاثة نجح خلال الربع ساعة الأولى في إبعاد الخطورة عن مرماه وبذلك لم يحصل الضيف الكبير على أول فرصة إلى في الدقيقة الـ14 عندما سدد بيلوس على القائم من ضربة رأسية.
ومع تقدم زمن الشوط الأول ازداد العنابي ثقة في إمكانياته وازدادت خطورة المنتخب الأرجنتيني على المرمى وخيم لدى الجماهير انطباع بأن وصول التانغو إلى المرمى ليس سوى مسألة وقت خلال فترة الشوط الأول.
غايات عنابية مرسومة في الشوط الأول: حقق المنتخب الأرجنتيني تفوقاً ميدانياً وهجومياً واضحاً خلال فترة الشوط الأول ولكنه مع ذلك عجز عن الوصول إلى المرمى وهو ما يعتبر إخفاقاً فادحاً في ظل الفارق الشاسع بين إمكانيات الفريقين خاصة إذا ما علمنا أن معدل سن لاعبيه لم يتجاوز 21 سنة.
ويفهم من ذلك أن الخطة التكتيكية للمدرب موسوفيتش والإستراتيجية العامة للفريق قد كانتا ناجحتان إلى أبعد الحدود باعتبار أنهما حققتا الهدف المرغوب في الشوط الأول وهو عدم قبول أي هدف.
إستراتيجية موسوفيتش: استخدم موسوفيتش طريقة 3/5/2 ولم يلعب بمهاجم واحد واختار حسين ياسر والبشير لخط الهجوم لأنه كان يبحث عن مهاجم يتمتع باللياقة البدنية العالية والاندفاع البدني مثل البشير ومهاجم آخر يتمتع بالمهارات الفنية العالية مثل حسين ياسر وبذلك جمع بين الجانبين.
كما اختار ظهيرين متقدمين للعب في خط الوسط على الجانبين وهما سعد سطام ولامي ويتمتعان بالأداء الهجومي الواضح وذلك لمد المهاجمين بالكرات العرضية من الجانبين.
أما ثلاثي خط الوسط يونس علي ومجدي صديق وطلال البلوشي فيتمتعون بميزة عالية وهي القدرة الجيدة على تغطية المنطقة في وسط الملعب واستخلاص الكرة من المنافس وقد قام البلوشي بدور لاعب الارتكاز بامتياز وتمثلت مهمته في استخلاص الكرة وتسليمها لأقرب لاعب منه أما يونس وصديق فقط قاما بمساندة خط الهجوم من القلب والجانبين وهو ما فاجأ خط دفاع المنتخب الأرجنتيني إضافة إلى الدور الدفاعي الذي قاما به والذي يتمثل في تغطية المنطقة وتحقيق الرقابة الفردية.
ونتيجة لذلك كله تمكن منتخبنا الوطني من منازعة منافسه على بسط النفوذ على مجريات اللعب في الخطوط الثلاثة وصنع عدد لا بأس به من الفرص الثمينة سواء من داخل المنطقة باختراق خط الدفاع أو التسديد من بعيد كما فعل مجدي صديق في الدقيقة 29 على سبيل المثال.
الفخ الأرجنتيني: نجح المنتخب الأرجنتيني خلال فترة الشوط الأول في استدراج المنتخب القطري لمجاراته في اللعب على مستوى الخطوط الثلاثة وبالتالي نجح في استنزاف طاقات جميع اللاعبين الذين قدموا كل ما لديهم من جهد وطاقة في سبيل حماية المرمى من جهة ومحاولة الوصول لمرمى المنافس من جهة أخرى.
ويستنتج من ذلك أن المنتخب الأرجنتيني كان يدرك أن استنزاف لاعبي العنابي سيدمر الفريق في الشوط الثاني ويمكنه من أن يصول ويجول دون أي يجد أي مقاومة تذكر خلال تلك الفترة الحاسمة من اللعب، ولكن تلك الحسابات لم تكن كلها سليمة لأن موسوفيتش كان يدرك ذلك وبالتالي جهز نفسه للزج بالبدلاء من أصحاب "الدماء الطازجة" لإنعاش الفريق بدنياً.
ما لم يكن متاحاً بأيدي مدرب المنتخب القطري: نجح موسوفيتش في إنعاش الفريق بالتبديلات بعد أن أصاب الإرهاق معظم اللاعبين من جراء الإيقاع السريع والجنوني الذي فرضه الأرجنتينيون عل مجريات اللعب خلال فترة الشوط الأول، ولاحت الضرورة القصوى لاستبدال البشير ويونس علي ومجدي صديق والبلوشي ولامي ووسام رزق وهذا يعني أن ثلاثي خط الوسط هو الذي كان مستهدفاً من الإرهاق وهو الذي تم استبداله.
أما ما لم ينجح مدرب العنابي في القيام به فلم يكن متاحاً له ولم يكن بأيديه، وهو رفع درجة تركيز اللاعبين في الفترة الحرجة التي مر بها الفريق في الفترة الفاصلة من الدقيقة 70 أي الدقيقة 75 وهي الفترة التي انهارت فيها درجة تركيز لاعبي خط الدفاع بصفة خاصة وكافة اللاعبين بصفة عامة لأن درجة التركيز ملك اللاعبين أثناء المباراة ولا يستطيع المدرب التدخل فيها إلا بصورة محدودة عندما يكون اللاعب منشغلاً بمجريات اللعب.
الطّرق على الحديد الساخن: استخدم فرسان التانغو الحكمة الشعبية القائلة بأن الطرق على الحديد الساخن هو الحل الأمثل للحسم عندما يقع المنافس تحت الصدمة، وبالفعل استغل فرصة وقوع منتخبنا الوطني تحت وطأة صدمة الهدف الأول وأضاف الثاني بعد دقيقة واحدة وأضاف الثالث بعد دقيقة واحدة أخرى وبذلك سجل ثلاثة أهداف في ثلاثة دقائق مستغلاً فترة الضعف التي أصابت العنابي في خلال تلك الفترة الحرجة.
إن "الطرق على الحديد وهو ساخن" في مثل هذه الحالات لا يكون متاحاً إلا للفرق الكبرى مثل المنتخب الأرجنتيني الذي استغل الفرصة التي أتيحت له وأحسن استغلالها بعد أن استعصت عليه كل الخيارات التكتيكية الأخرى أمام التنظيم الجيد للعنابي والانتشار المحكم للاعبين.
عودة أخرى للإيقاع الجنوني: قطف المنتخب الأرجنتيني ثمار الإيقاع السريع الذي فرضه خلال فترة الشوط الأول والذي اضطر منتخبنا للدخول في دورته مكرها حتى لا يسقط بالضربة القاضية، واضطر الضيف الكبير للانتظار إلى الدقيقة 71 لقطف ثمار "خطته الجهنمية" عندما بدأ مسلسل الأهداف بعد أن أصيب خط دفاع العنابي بالاختناق بسبب كثافة الضغط وشدة الإيقاع.
استنتاجات هامة: نستنتج من ذلك كله أن الإعداد النفساني للعنابي قد كان جيداً للغاية لأن الفريق لم يقع في فخ الخوف من المنافس ولم يتعرض خط دفاعه للانهيار، ونستنتج أيضاً أن منتخبنا لم يقتحم المباراة ليدافع عن مرماه وإنما لمجاراة المنافس على مستوى الخطوط الثلاثة وهو ما حدث بالفعل.
العنابي لم يكتفي بالدفاع كما ذكرنا وإنما هدد مرمى منافسه بعدد لا بأس به من الفرص الثمينة علاوة على أن بعض لاعبيه قد سمحوا لأنفسهم بتقديم لوحات استعراضية اشتملت على عرض للمهارات الفنية العالية وكانت من قبل حسين ياسر ولامي ومجدي صديق ويونس علي ومحمد صقر وقد شاهدها العالم على الشاشة العجيبة.
من الاستنتاجات الهامة أيضاً نشير إلى أن المدرب موسوفيتش قد أثبت كفاءته العالية في إعداد الفريق في وقت وجيز (3 أيام فقط) لهذه المباراة وأثبت أيضاً كفاءته العالية في قراءة المباريات عندما يواجه فريقه فريقاً عالمياً ولم يقع في نفس الأخطاء التي وقع فيه أسلافه لوشانتو عندما قاد العنابي لخسارة ثقيلة أمام نادي ميلانو وكابرال عندما قاد العنابي للخسارة أمام منتخب النرويج بنفس النتيجة وهي نصف درزن وكانت على ملعب إستاد خليفة الدولي يومها.
مكاسب عنابية: حققت هذه المباراة مكاسب هامة جداً للكرة القطرية أهمها عودة الجماهير لمعسكر العنابي وإحياء ذكريات "خليجي 17" المجيدة، ومن المكاسب العنابية أيضاً الأداء الرائع للمنتخب أمام منتخب عالمي حضر إلى الدوحة للفوز بنتيجة عريضة وهو ما دعم الثقة في اللاعبين والفريق وجددها في إمكانيات الجهازين الإداري والفني وهذا يعني أن العنابي على الطريق السليم.
فريق للمستقبل القريب والبعيد: إن كان المكسب الكبير يعتبر في ربط الصلة المتينة بين المنتخب وجماهيره وهي الصلة التي بنيت في "خليجي 17" وكانت تحتاج إلى التجديد والتنشيط وبعد 11 شهراً وهو ما نجحت المواجهة الكبرى أمام فرسان التانغو العالمي في القيام به، فإن المكسب الأكبر هو بالتأكيد بناء فريق جديد يبلغ متوسط عمره لاعبيه 21 سنة مما يعني أن أمام هذا الفريق من 8 إلى 10 سنوات من اللعب في الملاعب المحلية والدولية مع العلم بأن 3 أو 4 لاعبين بإمكانهم أن يشاركوا في تصفيات أولمبياد الصين القادمة عام 2008 حيث لم يتجاوز عمرهم آنذاك 23 سنة.
والآن لن يبق أمام العنابي إلا انتظار خوض منافسات الأسبوع العاشر من الدوري قبل التفرغ لمنافسات دورة ألعاب غرب آسيا التي سيكون أول تجمع للاعبين للبدء فيها يوم 27 من شهر نوفمبر الجاري 2005.
............................................................................................
![1_26827_1_10.jpg](http://arabic.qatarolympics.org/mritems/images/2005/11/23/1_26827_1_10.jpg)
تذوق جمهور المنتخب القطري أحلى الخسائر وقبل بعقلية النبلاء الخسارة أمام فرسان الأرجنتين عندما اعلن الحكم الكويتي سعيد كميل نهاية المباراة الودية الدولية الخيرية التي وضعت وصيف بطولة أمم أمريكيا الجنوبية التانغو الأرجنتيني الشهير وجهاً لوجه مع بطل الخليج منتخب قطر.
وإذا كانت المباراة قد دارت في إطار خيري لمساعدة متضرري زلزال باكستان والمد البحري الذي أصاب توسونامي فإنها قد جاءت أيضاً في إطار خاص جداً كان مشوباً بالقلق بسبب تعرض منتخب الإمارات الشقيق لخسارة ثقيلة أمام منتخب السابما البرازيلي استقرت نتيجتها النهائية عند 8 أهداف نظيفة وبلا رد.
وفي ضوء هذه المعطيات فقد كان على الجانبين وضع النتيجة جانباً والتفرغ لتقديم عرض كروي يليق بالمناسبة وبالحضور الذي تقدمه كبار ضيوف قطر من الشخصيات والقيادات المحلية والعالمية.
ولكن ما حدث في البساط الأخضر كان بعيداً عن ذلك التصور الذي أحاط بالمباراة وبأجوائها.. فقد أشعل المنتخب الأرجنتيني فتيل النار في المباراة منذ انطلاق صافرة الحكم الكويتي سعد كميل الذي لم يتردد بعد ذلك في مجاملة الفريق الضيف وتغاضى عن بروتوكول مجاملة صاحب الأرض الذي كان ربما في حاجة أكبر للمساعدة.
إيقاع سريع خطط المنتخب الأرجنتيني لإشعال النار في فتيل المباراة بالتقدم للهجوم منذ البداية لتشكيل ضغط على خط دفاع المنتخب القطري وتضييق الخناق عليه لجعل اللاعبين يقعون في الخطأ الممنوع وذلك للحصول على ثغرات ممكنة أو على ضربات ثابتة في صورة مخالفات حرة أو ضربة جزاء ولكن شيء من ذلك لم يحدث ووجد المنتخب الضيف نفسه أمام فريق عنيد ومنظم في خطوطه الثلاثة نجح خلال الربع ساعة الأولى في إبعاد الخطورة عن مرماه وبذلك لم يحصل الضيف الكبير على أول فرصة إلى في الدقيقة الـ14 عندما سدد بيلوس على القائم من ضربة رأسية.
ومع تقدم زمن الشوط الأول ازداد العنابي ثقة في إمكانياته وازدادت خطورة المنتخب الأرجنتيني على المرمى وخيم لدى الجماهير انطباع بأن وصول التانغو إلى المرمى ليس سوى مسألة وقت خلال فترة الشوط الأول.
![1_26828_1_8.jpg](http://arabic.qatarolympics.org/mritems/images/2005/11/23/1_26828_1_8.jpg)
غايات عنابية مرسومة في الشوط الأول: حقق المنتخب الأرجنتيني تفوقاً ميدانياً وهجومياً واضحاً خلال فترة الشوط الأول ولكنه مع ذلك عجز عن الوصول إلى المرمى وهو ما يعتبر إخفاقاً فادحاً في ظل الفارق الشاسع بين إمكانيات الفريقين خاصة إذا ما علمنا أن معدل سن لاعبيه لم يتجاوز 21 سنة.
ويفهم من ذلك أن الخطة التكتيكية للمدرب موسوفيتش والإستراتيجية العامة للفريق قد كانتا ناجحتان إلى أبعد الحدود باعتبار أنهما حققتا الهدف المرغوب في الشوط الأول وهو عدم قبول أي هدف.
إستراتيجية موسوفيتش: استخدم موسوفيتش طريقة 3/5/2 ولم يلعب بمهاجم واحد واختار حسين ياسر والبشير لخط الهجوم لأنه كان يبحث عن مهاجم يتمتع باللياقة البدنية العالية والاندفاع البدني مثل البشير ومهاجم آخر يتمتع بالمهارات الفنية العالية مثل حسين ياسر وبذلك جمع بين الجانبين.
كما اختار ظهيرين متقدمين للعب في خط الوسط على الجانبين وهما سعد سطام ولامي ويتمتعان بالأداء الهجومي الواضح وذلك لمد المهاجمين بالكرات العرضية من الجانبين.
أما ثلاثي خط الوسط يونس علي ومجدي صديق وطلال البلوشي فيتمتعون بميزة عالية وهي القدرة الجيدة على تغطية المنطقة في وسط الملعب واستخلاص الكرة من المنافس وقد قام البلوشي بدور لاعب الارتكاز بامتياز وتمثلت مهمته في استخلاص الكرة وتسليمها لأقرب لاعب منه أما يونس وصديق فقط قاما بمساندة خط الهجوم من القلب والجانبين وهو ما فاجأ خط دفاع المنتخب الأرجنتيني إضافة إلى الدور الدفاعي الذي قاما به والذي يتمثل في تغطية المنطقة وتحقيق الرقابة الفردية.
ونتيجة لذلك كله تمكن منتخبنا الوطني من منازعة منافسه على بسط النفوذ على مجريات اللعب في الخطوط الثلاثة وصنع عدد لا بأس به من الفرص الثمينة سواء من داخل المنطقة باختراق خط الدفاع أو التسديد من بعيد كما فعل مجدي صديق في الدقيقة 29 على سبيل المثال.
![1_26778_1_5.jpg](http://arabic.qatarolympics.org/mritems/images/2005/11/21/1_26778_1_5.jpg)
الفخ الأرجنتيني: نجح المنتخب الأرجنتيني خلال فترة الشوط الأول في استدراج المنتخب القطري لمجاراته في اللعب على مستوى الخطوط الثلاثة وبالتالي نجح في استنزاف طاقات جميع اللاعبين الذين قدموا كل ما لديهم من جهد وطاقة في سبيل حماية المرمى من جهة ومحاولة الوصول لمرمى المنافس من جهة أخرى.
ويستنتج من ذلك أن المنتخب الأرجنتيني كان يدرك أن استنزاف لاعبي العنابي سيدمر الفريق في الشوط الثاني ويمكنه من أن يصول ويجول دون أي يجد أي مقاومة تذكر خلال تلك الفترة الحاسمة من اللعب، ولكن تلك الحسابات لم تكن كلها سليمة لأن موسوفيتش كان يدرك ذلك وبالتالي جهز نفسه للزج بالبدلاء من أصحاب "الدماء الطازجة" لإنعاش الفريق بدنياً.
ما لم يكن متاحاً بأيدي مدرب المنتخب القطري: نجح موسوفيتش في إنعاش الفريق بالتبديلات بعد أن أصاب الإرهاق معظم اللاعبين من جراء الإيقاع السريع والجنوني الذي فرضه الأرجنتينيون عل مجريات اللعب خلال فترة الشوط الأول، ولاحت الضرورة القصوى لاستبدال البشير ويونس علي ومجدي صديق والبلوشي ولامي ووسام رزق وهذا يعني أن ثلاثي خط الوسط هو الذي كان مستهدفاً من الإرهاق وهو الذي تم استبداله.
أما ما لم ينجح مدرب العنابي في القيام به فلم يكن متاحاً له ولم يكن بأيديه، وهو رفع درجة تركيز اللاعبين في الفترة الحرجة التي مر بها الفريق في الفترة الفاصلة من الدقيقة 70 أي الدقيقة 75 وهي الفترة التي انهارت فيها درجة تركيز لاعبي خط الدفاع بصفة خاصة وكافة اللاعبين بصفة عامة لأن درجة التركيز ملك اللاعبين أثناء المباراة ولا يستطيع المدرب التدخل فيها إلا بصورة محدودة عندما يكون اللاعب منشغلاً بمجريات اللعب.
![1_26829_1_5.jpg](http://arabic.qatarolympics.org/mritems/images/2005/11/23/1_26829_1_5.jpg)
الطّرق على الحديد الساخن: استخدم فرسان التانغو الحكمة الشعبية القائلة بأن الطرق على الحديد الساخن هو الحل الأمثل للحسم عندما يقع المنافس تحت الصدمة، وبالفعل استغل فرصة وقوع منتخبنا الوطني تحت وطأة صدمة الهدف الأول وأضاف الثاني بعد دقيقة واحدة وأضاف الثالث بعد دقيقة واحدة أخرى وبذلك سجل ثلاثة أهداف في ثلاثة دقائق مستغلاً فترة الضعف التي أصابت العنابي في خلال تلك الفترة الحرجة.
إن "الطرق على الحديد وهو ساخن" في مثل هذه الحالات لا يكون متاحاً إلا للفرق الكبرى مثل المنتخب الأرجنتيني الذي استغل الفرصة التي أتيحت له وأحسن استغلالها بعد أن استعصت عليه كل الخيارات التكتيكية الأخرى أمام التنظيم الجيد للعنابي والانتشار المحكم للاعبين.
عودة أخرى للإيقاع الجنوني: قطف المنتخب الأرجنتيني ثمار الإيقاع السريع الذي فرضه خلال فترة الشوط الأول والذي اضطر منتخبنا للدخول في دورته مكرها حتى لا يسقط بالضربة القاضية، واضطر الضيف الكبير للانتظار إلى الدقيقة 71 لقطف ثمار "خطته الجهنمية" عندما بدأ مسلسل الأهداف بعد أن أصيب خط دفاع العنابي بالاختناق بسبب كثافة الضغط وشدة الإيقاع.
استنتاجات هامة: نستنتج من ذلك كله أن الإعداد النفساني للعنابي قد كان جيداً للغاية لأن الفريق لم يقع في فخ الخوف من المنافس ولم يتعرض خط دفاعه للانهيار، ونستنتج أيضاً أن منتخبنا لم يقتحم المباراة ليدافع عن مرماه وإنما لمجاراة المنافس على مستوى الخطوط الثلاثة وهو ما حدث بالفعل.
![1_26830_1_8.jpg](http://arabic.qatarolympics.org/mritems/images/2005/11/23/1_26830_1_8.jpg)
العنابي لم يكتفي بالدفاع كما ذكرنا وإنما هدد مرمى منافسه بعدد لا بأس به من الفرص الثمينة علاوة على أن بعض لاعبيه قد سمحوا لأنفسهم بتقديم لوحات استعراضية اشتملت على عرض للمهارات الفنية العالية وكانت من قبل حسين ياسر ولامي ومجدي صديق ويونس علي ومحمد صقر وقد شاهدها العالم على الشاشة العجيبة.
من الاستنتاجات الهامة أيضاً نشير إلى أن المدرب موسوفيتش قد أثبت كفاءته العالية في إعداد الفريق في وقت وجيز (3 أيام فقط) لهذه المباراة وأثبت أيضاً كفاءته العالية في قراءة المباريات عندما يواجه فريقه فريقاً عالمياً ولم يقع في نفس الأخطاء التي وقع فيه أسلافه لوشانتو عندما قاد العنابي لخسارة ثقيلة أمام نادي ميلانو وكابرال عندما قاد العنابي للخسارة أمام منتخب النرويج بنفس النتيجة وهي نصف درزن وكانت على ملعب إستاد خليفة الدولي يومها.
مكاسب عنابية: حققت هذه المباراة مكاسب هامة جداً للكرة القطرية أهمها عودة الجماهير لمعسكر العنابي وإحياء ذكريات "خليجي 17" المجيدة، ومن المكاسب العنابية أيضاً الأداء الرائع للمنتخب أمام منتخب عالمي حضر إلى الدوحة للفوز بنتيجة عريضة وهو ما دعم الثقة في اللاعبين والفريق وجددها في إمكانيات الجهازين الإداري والفني وهذا يعني أن العنابي على الطريق السليم.
فريق للمستقبل القريب والبعيد: إن كان المكسب الكبير يعتبر في ربط الصلة المتينة بين المنتخب وجماهيره وهي الصلة التي بنيت في "خليجي 17" وكانت تحتاج إلى التجديد والتنشيط وبعد 11 شهراً وهو ما نجحت المواجهة الكبرى أمام فرسان التانغو العالمي في القيام به، فإن المكسب الأكبر هو بالتأكيد بناء فريق جديد يبلغ متوسط عمره لاعبيه 21 سنة مما يعني أن أمام هذا الفريق من 8 إلى 10 سنوات من اللعب في الملاعب المحلية والدولية مع العلم بأن 3 أو 4 لاعبين بإمكانهم أن يشاركوا في تصفيات أولمبياد الصين القادمة عام 2008 حيث لم يتجاوز عمرهم آنذاك 23 سنة.
![1_26832_1_8.jpg](http://arabic.qatarolympics.org/mritems/images/2005/11/23/1_26832_1_8.jpg)
والآن لن يبق أمام العنابي إلا انتظار خوض منافسات الأسبوع العاشر من الدوري قبل التفرغ لمنافسات دورة ألعاب غرب آسيا التي سيكون أول تجمع للاعبين للبدء فيها يوم 27 من شهر نوفمبر الجاري 2005.
![1_26831_1_8.jpg](http://arabic.qatarolympics.org/mritems/images/2005/11/23/1_26831_1_8.jpg)
![1_26831_1_8.jpg](http://arabic.qatarolympics.org/mritems/images/2005/11/23/1_26831_1_8.jpg)