ما الجديد
ستار دي في بي | StarDVB

أهلاً وسهلاً بك من جديد في ستار دي في بي StarDVB. تم في الاونة الاخيرة تطوير وتخصيص الموقع ليشمل IPTV و SMART TV بشكل أوسع من السابق. إذا كنت مسجل سابقا يمكنك الدخول باسم المستخدم السابق نفسه، وإن كنت غير مسجل مسبقاً، يمكنك التسجيل الان. نرحب بمشاركاتك واقتراحاتك في أي وقت، نتمنى لك وقتاً ممتعاً معنا.

المقارنات الخاطئة تفسد اختياراتكم

ميسي برصا

كبار الشخصيات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


من مصيدة النسبية حرّروا أفكاركم
المقارنات الخاطئة تفسد اختياراتكم





لوتشيانو باسيللو

تستنبط أدمغتنا المعاني والعلاقات في العالم المحيط بنا من خلال عقدها المقارنات. مثلاً: كيف تقرّر إن كان شيءٌ ما رخيصاً أو غالياً عندما تتسوّق؟ غالباً ما تفعل ذلك من خلال مقارنته بمنتجات أخرى، أليس كذلك؟

وهذا ما يحصل في كل شؤون حياتنا: إننا لا نتوقف عن المقارنة، في كل شيء وفي كل حين.

صحيحٌ أن عقد المقارنات جزء من طبيعة البشر، إلاّ أنّ الحكم على كل شيء من خلال المقارنات وحسب يمكن أن يقودنا إلى التفكير تفكيراً غير منطقي وإلى صناعة قرارات مختلّة. وفي النهاية سيشعرنا ذلك بالتعاسة عندما نرى أن اختياراتنا لم تكن موفقةً كما كنّا نتصوّر.

تعلّم كيف تعمل هذه المصيدة الذهنية وكيف يمكنك اجتنابها.

النسبية في حياتنا اليومية
بين قلم الحبر والطقم الرسمي

تصوّر نفسك في هذا الموقف: لديك اليوم مهمتان في السوق، شراء قلم حبر وشراء طقم رسمي ترتديه أثناء عملك في المكتب.

في متجر اللوازم المكتبية وجدت قلماً بستة عشر درهماً، أعجبك وقررت شراءه لكنّك تذكرت في اللحظة الأخيرة: آه، لقد هذا القلم ذاته معروضاً للبيع بدرهم واحد في مكان يبعد خمس عشرة دقيقة بالسيارة. هل ستشتري القلم بستة عشر درهماً أم تمضي إلى شرائه بدرهم واحد؟..

دعنا نذهب الآن إلى مهمة الشراء الثانية ونجد لك طقما مناسباً. تجوّلت وقارنت ثمّ وجدت طقماً رائعاً بخمسمئة درهم. وقبل أن تخرج المال من جيبك يخبرك أحد الزبائن بأنّ هذا الطقم نفسه معروضٌ للبيع بـِ 485 درهماً في متجر يبعد خمس عشرة دقيقة بالسيارة. فهل ستشتري الطقم بـِ 500 درهم أم تمضي بسيارتك خمس عشرة دقيقة لشرائه بـِ 485 درهم؟

تريّث لحظةً وتفكّر في اختياراتك: ماذا كنت ستفعل في الحالتين؟..

في دراسةٍ للباحثين تفيرسكي وكانيمان Tversky and Kahneman وضعت مجموعة من الناس في موقفٍ مشابه فماذا كانت النتائج؟

وجد الباحثون أن أغلب الناس كانوا يختارون مواصلة السير لشراء القلم الأرخص، ولكنهم لا يبالون ويقبلون بكل سرور على شراء الطقم الأغلى.

ما الذي يجري؟ هل ترى التناقض هنا؟

هل الدرهم درهم حيثما كان؟ أم هناك احتمال آخر!
من الواضح أن أدمغتنا تخادعنا. ففي كلا الحالتين –حالة القلم والطقم- يمكن تلخيص المسألة إلى الاختيار بين: توفير 15 درهماً وبين توفير خمسة عشرة دقيقة من وقتك. والسعر المُطلق للشيء الذي تشتريه ليس له أيّ أهميّة في هذه الموازنة. (ليس له من دور سوى أنّه كان الطُعم المستخدم في التجربة لاستخراج السلوك المتناقض الذي يدرسه الباحثون).

سواءٌ أوفّرت خمسة عشر درهماً في شراء قلم أو طقم أو يخت فالنتيجة النهائية هي ذاتها: خمسة عشر درهماً في جيبك. والسؤال الوحيد المهمّ هنا هو: هل الخمسة عشرة دقيقة من وقتي جديرةٌ بالإنفاق من أجل توفير خمسة عشر درهماً؟

ما يحدث هنا هو أنّ دماغنا لا يستطيع أن يقرّر من دون معونة خارجية إن كان الحصول على حسم الخمسة عشر درهماً صفقة رابحة: إنه يحتاج شيئاً آخر لمقارنة الحسم معه (وهو في هذه الحال الثمن الإجماليّ للسلعة)

وهذه هي المشكلة: إننا ننظر إلى الأشياء في الحياة بمنظار نسبيّ، فنقارن الاختلافات، بدلاً من النظر إلى قيمة كل شيء بحد ذاته.

إنّ عقد المقارنات وتقييم الأشياء بنسبة بعضها إلى البعض الآخر كثيراً ما يكون اختصاراً مفيداً، لكن كما تبيّن في الأمثلة الماضية، فإنّه يقوم في مناسباتٍ عديدة أيضاً بعرقلة مقدرتنا على صناعة قرارات حكيمة.

مصائد النسبية ومشكلاتها في كل مكان:
تطل النسبية برأسها في كل شؤون الحياة تقريباً. النسبيّة، ومعها المقارنات التي تستدعيها، يمكن أن تجعلك تستاء من نفسك، أو أن تورّطك في الديون، أو تُقدِمُ على قرارات مصيرية تبدو حماقتها واضحةً لكل ذي عينين.

باختصار: يمكن أن تجعل حياتك تعيسة. الأمثلة أكثر من أن تحصى وهذه بعضها:
مقارنة نفسك بالآخرين:
هذه من كبرى المشكلات. إن كنت تقدّر قيمتك من خلال مقارنة نفسك مع الآخرين (في أيّ جانب تريد) فاستعدّ لخيبة أمل في أي لحظة. سيكون هناك أناس أفضل منك في أيّ ميزان تحتكم إليه. ربما نتوسع في هذا الجانب في مقالة قادمة، لكن يكفينا الآن تذكّر ما نعرفه جميعاً: تجنّب مقارنة نفسك بالآخرين، إنّه موقف لا فوز لك فيه على الدوام.

حرمان القناعة:
الشخص الأغنى في حي الفقراء هو في الغالب أسعد بما لديه من أفقر رجل في حيّ الأغنياء، بغضّ النظر عن مقدار ما يملكه فعلاً كلٌّ منهما. في ضوء النسبية يقارن الناس أنفسهم مع جوارهم ولا يطيقون الشعور بأنهم في ذيل القائمة خلف الجميع. إنّ هذه حلقةٌ مفرغة لا نهاية لها: كلّما ازدادا ما لدى الإنسان ارتفع الحدُّ الذي يرسمه للناس الذين يقارن نفسه بهم.

الفوز والشعور بأنّك خسرت:
أليس صحيحاً أنّ الميدالية الفضيّة تبعث في صدر حاملها مرارة وحسرةً أكثر ممّا تفعل الميدالية البرونزية؟ بغض النظر عن القيمة المطلقة للميداليات فإنّ الفوز بالميدالية الفضية يأتي عادةً في سياق الإخفاق في تحصيل الميدالية الذهبية. وأمّا الميدالية البرونزية فتُكتسب في إطار الفوز بميدالية بدلاً من الخروج من المسابقة دون أيّ ميدالية.


كيف تتغلّب على مصيدة النسبيّة:
الطريق إلى التخلّص من مصائد النسبية هو كما تتوقّع عزيزي القارئ يبدأ من الاجتهاد في تركيز التفكير بطريقة مطلقة مُكافِحة لميلنا الطبيعي إلى النسبية وعقد المقارنات. ينبغي عليكم التخلّص من قيود المقارنات المحلّية والتفكير في نطاقاتٍ أوسع وأشمل. بالعودة إلى مثالنا في شراء القلم والطقم: لو كنت فعلاً في ذلك الموقف فعليك أن تحضّر نفسك مسبقاً لمقاومة إغراء النظر إلى توفير الخمسة عشر درهماً في ضوء المقارنة مع السعر الإجماليّ للشيء الذي تشتريه (هذه المقارنة الأكثر سرعةً في البروز والاستيلاء على أدمغة البشر). اقفز هارباً من هذه المقارنة وضع مبلغ التوفير في سياقٍ أوسع. سل نفسك: ماذا يمكنني أن أصنع بهذه الدراهم الخمسة عشر الموفّرة؟ وتأمل عندئذٍ كيف أنّ هذا المنظور الأوسع يحسّن استنارة اختياراتك. يمكنك بهذه الدراهم الخمسة عشر أن تشتري كتاباً؟ أن تدخرها؟ أو أن تتصدّق بها؟..

إضافةً إلى هذا سل نفسك: هل الدراهم الخمسة عشر تستحقّ مضيّك بالسيارة خمس عشرة دقيقة إلى مكانٍ آخر؟ باختصار: انظر إلى ما وراء موقفك الآنيّ.
بهذه الدقائق الخمس عشرة ربما يمكنك أن تعود إلى عملك لتكسب أكثر من خمسة عشر درهماً؟ أو ربما تكون هذه الدقائق هي الاستراحة التي تحتاج إليها قبل أيّ شيء؟.. كائناً ما يكون قراراك تذكّر: ليس لهذا الأمر علاقة بسعر ما تشتريه قلماً أو طقماً، وإنما المسألة هي ماذا يعني لك ما توفره (الوقت؟ أو المال؟ أو العناء؟) في سياقٍ أوسع.

كان هذا مثالاً مبسّطاً، لكن لو تدبّرت فيه لوجدت أنّك تستطيع تطبيقه على معظم شؤون حياتك. ما قولك في الكفّ عن مقارنة نفسك بالآخرين والتركيز على تقييم شعورك ورؤيتك لحياتك بمنظور واسع على ضوء ظروفك ووجودك أنت؟ ما قولك في التركيز على قيمة ميداليتك الفضيّة بدلاً من الاهتمام بالميدالية الذهبية في عنق هذا أو ذاك؟

فكّر خارج سياقك الآنيّ، تحرّر من المقارنات السهلة وابدأ بالنظر إلى الأمور في مساحةٍ أوسع. عندما تتفكّر في شؤون الحياة بهذه الطريقة فإنّ كل شيء يمكن أن يظهر تحت ضوءٍ جديد أكثر إشراقاً وإيجابية.

جرّب: اكتب ملاحظاتٍ ببعض قراراتك المهمة (وبعض القرارات غير المهمة أيضاً) ثمّ اكتب انطباعاتك من منظورٍ نسبيّ ومن منظورٍ متحرّرٍ مُطلق. هل تجدُ قراراتك في إحدى الحالتين أفضل؟ كيف ذلك؟

قد يبدو في القول أو على الورق أمراً سهلاً، لكنّ التفكّر في الأمور تفكّراً مُطلقاً ليس بالطريقة الغريزية في أدمغتنا، والقيام به يحتاج على الدوام إلى كثيرٍ من الجهد الواعي والممارسة. ومن يتذوّق حلاوة وقيمة التفكير بهذه الطريقة يعرف أنّها تستحقّ كلّ ما يبذل في سبيلها.

 

The_SMB

كبار الشخصيات
اشكرك اخي عبد الحليم
والله يا اخوي كلامك صحيح والنظرية صحيحة 100%
هناك مثل يقول " من يتخير يسقط ويتقير" .... اي من يقارن كثيرا بالاختيار يسقط من ارتفاع ليسقط في بركة من القار الاسود "النفط الخام"
تحياتي
 
أعلى