السلام عليكم
في أولى وقمة قمم مباريات الجولة الثامنة من بطولة دوري الدرجة الأولى الإيطالي "السيري آ"، لم يمنح روما فرصة لدييجو أرماندو مارادونا من أجل الاستمتاع بعرض قوي من جانب فريقه الأسبق نابولي، وذلك بعد أن نجح الجالُّوروسِّي رغم إصابة فرانشيسكو توتِّي المبكرة من إلحاق الهزيمة بهدفين دون رد في الملعب الأولمبي بالعاصمة الإيطالية روما بالفريق الضيف.
جاءت تلك النتيجة بمثابة العقاب للبارتينوبي بسبب إهدار عدد من الفرص السهلة للغاية في الشوط الأول وتعرض للخسارة لأول مرة هذا الموسم مقابل بقاء ارتفاع رصيد الفريق العاصمي إلى ثماني انتصارات متتالية دون أي تعادل أو هزيمة هذا الموسم، وهو ما يضعه على بعد مباراة واحدة فقط من الرقم القياسي الإيطالي المسجل باسم يوفنتوس بواقع 9 انتصارات متتالية في بداية موسم 2005-06.
افتقد أصحاب الضيافة في هذه المباراة لخدمات الظهير الأيسر الموقوف فيديريكو بالزاريتِّي، وبينما فضَّل المدرب رافاييل بينيتيز إبقاء الهداف جونزالو هيجواين على الدكة ورغم غياب الظهير الأيسر الكولومبي المصاب خوان كاميلو زونيجا، تسلح البارتينوبي ومشجعيهم بحضور أسطورة أساطير كرة القدم مارادونا لمشاهدة المواجهة، لذا كان لقاءً حماسيًا منذ الدقائق الأولى.
ورغم الإيقاع السريع منذ الانطلاقة واللمحات الخطيرة من لاعبي الطرفين، انتظر الذئاب حتى الدقيقة الخامسة عشر من أجل الحصل على فرصة التهديف الأولى، وذلك عبر ركنية أرسلها فرانشيسكو توتِّي إلى دانييلِّي دي روسِّي الذي سدد برأسه كرة قوية وخطيرة لكن في منتصف المرمى، حيث بيبي رينا الذي سيطر عليها بثبات.
علَّق الجالُّوروسِّي الآمال على الحالة المعنوية المرتفعة للنجم الإيفواري جيرفينيو، في ظل تألقه خلال المباريات الماضية مع الفريق إضافة لمستواه المذهل في مباراة منتخب بلاده ساحل العاج ضد السنغال في الدور الإقصائي الأخير من تصفيات أفريقيا المؤهلة إلى كأس العالم 2014 بالبرازيل، غير أنه أحبط الجميع في الدقيقة التالية حين حصل على تمريرة بينية من ميراليم بيانيتش وضعته في حالة شبه انفراد برينا، ليسدد من الجهة اليُسرى داخل منطقة الجزاء كرة غريبة مركزة مرت بعيدة عن القائم الأيمن.
تبادل اللاعبين الأدوار بعد ست دقائق حين مرر جيرفينيو من اليمين كرة لبيانيتش الذي سدد قذيفة مدوية من خارج منطقة الجزاء مرت مباشرة فوق القائم الأيمن لمرمى المنافس، قبل أن يتراجع إيقاع لعب الذئاب بواقع إصابة توتِّي الذي اضطر في نهاية المطاف لمغادرة الملعب في الدقيقة الثالثة والثلاثين وإفساح المجال للمهاجم ماركو بورييلُّو.
بدا أن الأدزوري رأوا في خروج توتِّي إضعافًا للهجوم الأحمر والبرتقالي وفرصة لهم من أجل تنفس الصعداء في الدفاع ومقارعة المنافس هجوميًا، فكاد الفريق يحرز هدف التقدم في الدقيقة الخامسة والثلاثين حين حول لورينزو إنسينيي ببراعية متناهية تمريرة بيهرامي بلمسة واحدة إلى بينية وضعت جوران بانديف في حالة انفراد بزميل الأمس دي سانتيس من منتصف الملعب، غير أن المقدوني صعق مارادونا ومشجعي نابولي بتسديد من على حدود منطقة الجزاء في المنتصف وهو ما مكن الحارس الإيطالي المخضرم من اعتراض طريقها، قبل أن يساعده زميله دانييلِّي دي روسِّي في إبعاد الكرة قبل وصولها إلى خط المرمى.
لكن، رد روما في الدقيقة الحادية والأربعين بفرصة خطيرة بدأها كيفن ستروتمان بتمريرة أمامية من منتصف الملعب إلى بورييلُّو الذي مهدها برأسه إلى القادم من الخلف أليسَّاندرو فلورينزي، ليسدد الإيطالي الدولي كرة أرضية قوية من الجهة اليُمنى خارج منطقة الجزاء مرت زاحفة بجانب القائم الأيمن. عاد الفريق للمحاولة بعد دقيقتين بتسديدة قوية من مسافة بعيدة أرسلها ستروتمان مباشرة فوق عارضة مرمى رينا.
لم يكن تبديل توتِّي هو الوحيد الاضطراري في المباراة، فقد وجد بينيتيز نفسه مجبرًا على استبدال ميجيل بريتوس بالإيطالي باولو كانَّافارو في الدقيقة الرابعة والأربعين بعد إصابة المدافع الأوروجواياني، وفي الوقت الذي أهدر فيه إنسينيي انفرادًا آخر لفريقه بعد بينية من بانديف راوغ على إثرها دي سانتيس قبل أن يسدد الكرة في العارضة اليُسرى لمرمى الذئاب، تسبب كانَّافارو في الدقيقة الثالثة من الوقت المضاف للشوط الأول في حصول الذئاب على ركلة حرة أحرز منها بيانيتش هدف التقدم بتسديدة مقوسة رائعة من اليسار سكنت أقصى الزاوية اليُمنى للمرمى الأزرق، لينهي الجالُّوروسِّي النصف الأول من عمر المباراة بالتفوق.
مع انطلاقة الشوط الثاني ظهرت نوايا نابولي عبر إدراك تعادل سريع، وكاد النجم السويسري جوخان إنلير ينجح في الدقيقة التاسعة والأربعين بتسديدة صاروخية من الجهة اليُسرى خارج منطقة الجزاء لولا أن ارتدت من القائم الأيمن. أما روما، فوجد المدرب رودي جارسيا نفسه أمام إصابة أخرى في الهجوم فاضطر لسحب جيرفينيو الذي تعرض للإصابة بسبب تأثير الإرهاق عليه في أعقاب المشاركة الدولية في تصفيات كأس العالم، مشركًا النجم الصربي آدم لياييتش.
مرة أخرى ظهر دي روسِّي أمام مرمى نابولي عبر ركلة ركنية، ومرة أخرى فشل نجم المنتخب الإيطالي في هز الشباك بعد أن سدد الكرة من مسافة قريبة للغاية في أرضية الملعب لترتد عالية فوق العارضة، وفي الجانب الآخر تصدى أقصى القائم الأيمن لمرمى دي سانتيس للتسديدة القوية من الجهة اليُسرى خارج منطقة الجزاء بقدم النجم السلوفاكي "الحاضر الغائب" ماريك هامسيك. حسم الذئاب نتيجة اللقاء في الدقيقة السبعين بعد أن حصل بورييلو على ركلة جزاء إثر إسقاط كانافارو له أثناء محاولة المهاجم الوصول لعرضية بيانيتش، ليُطرد شقيق فابيو كانَّافارو وينجح بيانيتش في إحراز هدفه وهدف فريقه الثاني عبر إيداع الكرة من علامة الجزاء في أقصى الزاوية اليُمنى لبيبي رينا.
ظهر اليأس واضحًا على وجوه لاعبي نابولي، عدا جوخان إنلير الذي ظل حتى النهاية يحاول بتسديدات قوية من خارج منطقة الجزاء، لكن في كل مرة سعى فيها لهز الشباك وجد أمامه زميله السابق مورجان دي سانتيس سدًا منيعًا يمنع أي شاردة أو واردة من تخطي خط مرماه، ليحقق الذئاب انتصارًا مستحقًا وفي غاية الأهمية بعد أن ارتفع رصيد فريق جارسيا إلى 24 نقطة برصيد كامل في ثمانية لقاءات، موسعًا الفارق إلى خمس نقاط بينه وبين البارتينوبي الذين أصبحوا يواجهون خطر فقدان المركز الثاني لصالح يوفنتوس - الذي يمتلك نفس رصيد نابولي - في حال انتصر البيانكونيري على فيورنتينا يوم الأحد.
