الســــــلام عليـــــــــكم
دخل فريق نابولي الإيطالي تاريخ دوري أبطال أوروبا كأكثر فريق جمع نقاط وودع المسابقة من مرحلة دور المجموعات، فبعد فوزه على آرسنال في ملعب سان باولو بهدفين دون رد سجلهما الثنائي السابق لريال مدريد "هيجواين وكاييخون"، رفع رصيده لـ12 نقطة في المركز الثالث بالمجموعة الأوروبية السادسة التي أجمّع النقاد على انها مجموعة الموت، ليجد نفسه خارج اللعبة، ليترشح وصيف المسابقة الموسم الماضي "بوروسيا دورتموند" بنفس رصيد النقاط بعد فوزه الصعب على مضيفه مارسيليا في نفس الوقت!.
نابولي لم يلعب في الشوط الأول بالطريقة التي اعتاد عليها أمام أنصاره وبدا تأثره الكبير بغياب لاعب الوسط السلوفاكي الموهوب "هامسك" بداعي الإصابة، لتضيع أول 45 دقيقة دون أي فائدة أو تهديد يذكر لمرمى تشيزني، ولم تكف رجال رافا بينيتيز الـ45 دقيقة الثانية لتسجيل ثلاثة أهداف نظيفة ومن ثم العودة إلى سرب المتأهلين لمرحلة خروج المغلوب، لينتهي اللقاء بفوزهم بهدفين دون رد.
آرسنال استطاع أن يبسط سيطرته على مُجمل أحداث الشوط الأول من المباراة بنسبة تجاوزت الـ55٪ وكان الفريق الأقرب لتسجيل هدف قاتل في أكثر من مناسبة إلا أن أوليفييه جيرو لم يحصل على التمريرات الكافية في الثلث الأخير من الملعب لحسم المباراة مبكراً سواء من أوزيل أو روزيسكي أو آرتيتا.
أداء الفريق المضيف كان مفاجئاً بالنسبة لعشاقه الذين لم يتوقعوا أن يؤثر ذلك الهدف المبكر الذي سجله ليفاندوفسكي لصالح دورتموند أمام مارسيليا على معنوياتهم.
معظم تمريرات لاعبي دفاع ووسط نابولي كان غاية في السوء واتضح أنهم قد عرفوا ما يدور في فرنسا، فمهما فعلوا لن يتمكنوا من التأهل للمرة الثانية في تاريخهم للدور ثمن النهائي، هذه الحالة ساعدت على تقدم عناصر آرسنال وتحكمهم في إيقاع اللعب لينهوا الحصة الأولى بنتيجة التعادل السلبي.
المتعة والإثارة حضرت وبقوة خلال أحداث الشوط الثاني عندما علم لاعبي نابولي بخبر تسجيل مارسيليا لهدف التعادل 1/1، ورغم أن سيطرة آرسنال استمرت بعض الشيء لكن نابولي صار الفريق الأكثر خطورة والأكثر رغبة في تسجيل هدف السبق وهذا ما نجح فيه فيما بعد.
المدير الفني الإسباني "رافا بينيتيز" حسن من الوضع المخزي لفريقه حين قرر بالدفع بنجم الوسط "لورينزو إنسيني" بدلاً من "جوران بانديف" في الدقيقة 57، لينشط وسط ميدان السيليستي على أكمل وجه ويمنحهم الأفضلية في منطقتي الطرف الأيسر لدفاع آرسنال والعمق الدفاعي.
وحملت الدقيقة 63 نبأ سار لرافا بينيتيز حين أشهرت البطاقة الصفراء في وجه ميكئيل آرتيتا بعد تخدله القوي مع بيهرامي ليبدأ نابولي سيطرته الحقيقة على اللقاء.
وفي الدقيقة 67 سدد إنسيني كرة رائعة من مسافة 30 ياردة ذهبت على أقصى يمين تشيزني الذي تفطن لها.
وبعد ثلاث دقائق فقط حصل هيجواين على كرة ممتازة داخل منطقة جزاء آرسنال تسلمها ومهدها لنفسه ثم صوب من 10 ياردات فقط إلا أن الكرة علت العارضة بقليل.
لم يتأخر الهدف طويلا بعد سلسلة الفرص التي لاحت لنابولي من بعد انتصاف الوقت الأصلي للقاء، فقد تمكن الأرجنتيني "هيجواين" من تسجيل هدف التقدم في الدقيقة 73 بعد عمل جماعي وفني مذهل بين آرميرو وكاييخون بثلاث تمريرات من لمسة واحدة لتصل الكرة لهيجواين داخل المنطقة ومن مسافة 18 ياردة سدد بكل ما لديه من قوة على أقصى يسار الحارس تشيزني.
تضاعف إيمان لاعبي نابولي بأن قدرتهم على الترشح للمرحلة التالية حقيقة وليست أوهام عندما قام الحكم فيكتور كاساي باشهار البطاقة الصفراء الثانية في وجه آرتيتا عند الدقيقة الـ76، لكن الدقائق التالية مرت دون أي استغلال من رفاق هيجواين.
ولم تكن للدقيقة الأخيرة من المباراة أي طعم رغم تمكن الإسباني "كاييخون" من تسجيل الهدف الثاني لنابولي بتسديدة من فوق رأس تشيزني بـشكل رائع وجميل، فهذا الهدف لم يكن كافياً لتأهل فريقه إلى ثمن النهائي بعد أن تمكن دورتموند من تسجيل هدف الفوز على مارسيليا في الدقيقة 87 بواسطة كيفن جروسكريوتزت.