الســــــلام عليـــــــــكم

على ملعب باي آرينا، وفي المرحلة الخامسة من المجموعة الأولى من دور المجموعات في بطولة دوري أبطال أوروبا، حقق فريق مانشستر يونايتد فوزًا مستحقًا على مضيفه باير ليفركوزن الألماني بخمسة أهداف مقابل لا شيء، في مباراة أظهر فيها المانيو أداء رائع بكل ما تحتوي الكلمة من معنى، وظهر فيها كذلك عقم هجومي كبير بالنسبة لكتيبة سامي هيبيا.
بهذه النتيجة ارتفع رصيد كتيبة دافيد مويس إلى النقطة الحادية العشر ليتصدر بذلك ترتيب المجموعة ويضمن الصعود عنها لدور الـ 16 كمركز أول، بينما تجمد رصيد ليفركوزن عند النقطة رقم 7 ويتراجع للمركز الثالث بفارق نقطة عن شاختار لتشتعل المجموعة في جولتها الأخيرة الأسبوع المقبل.
بدأت المباراة بشكل ساخن منذ اللحظات الأولى، إذ مرر شينجي كاجوا تمريرة رائعة إلى واين روني خلف الدفاعات انفرد على إثرها بمرمى لينو، إلا أن الحكم اعتبر أن روني كان في وضعية تسلل، وهو ما اتضح من خلال الإعادة التلفزيونية عكسه تمامًا.
مارس مانشستر يونايتد سياسة الضغط على الخصم من مناطق تحضير الكرة، ونجح في أول عشر دقائق من صنع هذا الأمر والذي أدى إلى سيطرة مطلقة للفريق الأحمر على مجريات المباراة، ولكن من دون صنع الخطورة على مرمى ليفركوزن.
أول تهديد من مانشستر يونايتد على مرمى ليفركوزن كان في الدقيقة الرابعة عشر، من خلال تسديدة قوية للويس ناني من داخل منطقة الجزاء، ولكنها جاءت فوق العارضة مع متابعة للينو، ولكن رد أصحاب الأرض جاء سريعًا في الدقيقة السابعة عشر بهجمة أكثر خطورة من ركنية لكاسترو على القائم الأول قابلها رينارتز برأسه وحوّلها تجاه دي خيا، لكنها جاءت فوق العارضة بأمتار قليلة وارتطمت بالشباك العُليا للمرمى.
بدأ ليفركوزن في السيطرة على مجريات المباراة وكاد شتيفان كيسلينج في الدقيقة 20 أن يُحرز هدف المقدمة لليفركوزن بعدما اخترق عمق دفاع اليونايتد بالمرور من فيردناند، وسدد بقوة لكن فيل جونز وضع قدمه في اللحظة الأخيرة وأنقذ الكرة من معانقة شباك فريقه.
رد اليونايتد جاء قويًا للغاية على سيطرة أصحاب الأرض، فتمكن المانيو من إدراك هدف التقدم بالدقيقة 21 بعد عرضية من الجبهة اليُسرى لواين روني ذهبت للجبهة اليُمنى وتحديدًا لأنتونيو فالنسيا الخالي من الرقابة والذي لم يُكذِب خبرًا وحولها بسهولة إلى الشباك مُعلنًا عن تقدم الفريق الأحمر بأول الأهداف.
عاش ليفركوزن فترة من الارتباك مع السيطرة المطلقة بالنسبة لمانشستر يونايتد الذي بدأ في البحث عن الهدف الثاني، وكان له ما أراد في الدقيقة 30 بعد ركلة حرة من الجبهة اليُسرى كان على تنفيذها واين روني الذي رفعها بطريقة ولا أروع لترتطم برأس سباهيتش مدافع الباير وتتحول إلى شباك لينو الذي وقف يتابع الكرة فقط وهي تسكن عرينه.
هدأت المباراة نسبيًا بعد هدف اليونايتد الثاني، فحاول ليفركوزن أن يسجل عودة له من خلال إحراز هدف تقليص الفارق إلا أن تمركز لاعبي مانشستر أعاق من تحركات هجوم الفريق ذو الرداء الأسود وتسبب في عقم هجومي واضح وخاصًة في آخر ربع الساعة التي أغلقت فيها كتيبة دافيد مويس كل المساحات أمام لاعبي الباير.
لم يشهد الشوط الأول شيئًا آخر يُذكر، لينتهي بتقدم مانشستر يونايتد بهدفين نظيفين.
الشوط الثاني بدأ بسيطرة كبيرة من باير ليفركوزن مع محاولات متعددة للوصول إلى مرمى دي خيا، ولكن الانضباط الدفاعي بالنسبة لمانشستر يونايتد وتمركز اللاعبين كان صحيحًا ورائعًا ومنع مهاجمي ليفركوزن بقيادة كيسلينج من صنع الخطورة.
الفرصة الأولى الخطيرة لليفركوزن بعد عدة محاولات للوصول إلى مرمى دي خيا كانت في الدقيقة 56 من ركلة ركنية من الجبة اليُسرى نفذها جونزالو كاسترو على القائم الأول لتجد رأس سباهيتش لكن رأسيته جاءت فوق القائم الأيسر بأمتار قليلة وخرجت لركلة مرمى للضيوف.
رد سريعًا مانشستر يونايتد على هجوم ليفركوزن عليه مستغلًا المساحات الموجودة في دفاع الباير، فتسلم ناني الكرة ومررها لروني الذي أعادها له من جديد في الجبهة اليُسرى الفارغة، ليُطلق الدولي البرتغالي قذيفة أرضية ولكنها جاءت بجوار القائم الأيسر للينو.
الدقيقة 64 شهدت تعميق مانشستر يونايتد لآلام ليفركوزن، بعدما أحرز إيفانز الهدف الثالث للضيوف في المباراة من ركنية رفعها جيجز ولمسها إيفرا برأسه وذهبت لقدم روني الذي حوّلها تجاه المرمى لكن لينو صدها وارتدت منه لقدم إيفانز المتابع الذي لم يجد صعوبة في وضع الكرة في شباك أصحاب الأرض.
واصل باير ليفركوزن التقهقر وتراجع إلى الدفاع في ظل رغبة لاعبي مانشستر يونايتد في زيادة الغلة التهديفية، وكان للاعبي المانيو ما أرادوا، فقد تمكن سمولينج من إحراز الهدف الرابع بعدما وجد نفسه أمام المرمى الخاوي في الدقيقة 76 بعد تمريره له من روني، ليحولها للشباك ويُعلن عن رابع الأهداف.
فُتِحت المساحات بصورة غريبة جدًا بالنسبة لليفركوزن، وهو الأمر الذي ترتب عليه وصول مهاجمي اليونايتد في أكثر من كرة إلى مرمى لينو منفردين، ولكن لولا تألق الحارس وبراعته، وعدم دقة بعض التسديدات من لاعبين كآندرسون بديل روني، فشل الفريق الأحمر في زيادة غلة الأهداف أكثر من أربعة إلى أن جاءت الدقيقة 87 والتي انفرد فيها ناني بالمرمى وراوغ الحارس وحوّل الكرة إلى الشباك بسهولة مُعلنًا عن الخامس.
لم تشهد المباراة أي شيء يكر آخر بعد استسلام ليفركوزن، لتنتهي المباراة بانتصار كبير للمان بخمسة أهداف نظيفة.