السلام عليكم
أذاق مانشستر سيتي غريمه اللدود مانشستر يونايتد من نفس الكأس التي ذاق منها الموسم قبل الماضي "السداسية الشهيرة"، عندما تفوق عليه بنتيجة عريضة استقرت هذه المرة على أربعة أهداف مقابل هدف في المباراة التي جمعت بينهما على ملعب "الاتحاد" في قمة المرحلة الخامسة من الدوري الإنجليزي الممتاز.
وأكد مانشستر سيتي زعامته للمدينة، بهذا الفوز الذي يعد الثاني له على التوالي، بعد أن تغلب عليه في آخر مباراة الموسم الماضي بهدفين مقابل هدف على ملعب "الأولد ترافورد"، كما انتقم من اليونايتد الذي تغلب عليه على نفس الملعب الموسم الماضي.
السيتي رفع رصيده إلى 10 نقاط بالتساوي مع تشيلسي وليفربول، لكنه ارتقى للمركز الثاني بفارق الأهداف عنهم، وبفارق نقطتين فقط عن آرسنال صاحب الصدارة، أما اليونايتد الذي تجرع مرارة الهزيمة الثانية له هذا الموسم، فتجمد رصيده عند 7 نقاط في المركز الـثامن.
وتلقى مانشستر يونايتد لضربة قبل دقائق من إنطلاق المباراة، بإصابة هدافه الهولندي روبن فان بيرسي بشكل مفاجئ، وهو ما أثر بالسلب على المردود الهجومي لليونايتد، حيث دفع المدرب ديفيد مويس بداني ويلباك العائد من الإصابة في التشكيلة الأساسية.
بداية الديربي لم تشهد فترات جس النبض "الروتينية" في مثل هذه المباريات، إذ دخل السيتي في صلب الموضوع، بغية التهديف مبكّرًا وإدخال البلبلة عل على منافسهم الأحمر وبعد مرور 3 دقائق فقط، تحصل خيسوس نافاس على كرة عائدة بالخطأ من دفاع مانشستر يونايتد وسدد كرة علت العارضة.
خارطة الملعب، شهدت تفوق "للسكاي بلوز" على مستوى السيطرة والتهديد بفضل الجبهة اليسرى في وجود سمير نصري وكولاروف، فاخترق الأخير في الدقيقة 9 ولعب كرة عرضية، أبعدها مواطنه نيمانيا فيديتش قبل أن تصل لمهاجمي السيتي.
وجاءت الدقيقة 15 ليُشعل سيرجيو أجويرو "ديربي مانشستر" بهدف "ملعوب"، بعد أن لعب سمير نصري كرة بكعب قدمه لكولاروف المنطلق من الخلف للأمام، فلعب كولاروف كرة عرضية على طبق من ذهب، تابعها أجويرو بلمسة سحرية داخل الشباك، مانحًا تقدمًا منطقيًا للسيتي.
كولاروف عاود غاراته من الرواق الأيمن، وطالب بركلة جزاء، بعد أن مر من سمولينج في إحدى الكرات، لكن الأخير وقف أمامه وحال دونه ودون الوصول للكرة، لكن الحكم الدولي الإنجليزي هاوارد ويب أشار باستمرار اللعب.
استمر طوفان الهجوم "السماوي" وحاول تطبيق حصار على منافسه في مناطقه الخلفية، مع عدن بروز واين روني، وحالة الشلل التي ظهر بها رأس الحربة داني ويلباك، وكاد نصري أن يبتعد بالنتيجة لفريقه، بعد أن أبعد دفاع مانشستر يونايتد كرة عرضية بالخطأ وصلت لنصري وهو على حدود منطقة الجزاء، فأطلق تسديدة على الطائر لكن لسوء طالعه علت العارضة.
هدأ نسق المباراة، في حين خرج مانشستر يونايتد من مناطقة الخلفية، لكنه انتظر حتى الدقيقة 40 ليبدأ في تهديد مرمى جو هارت، مستغلاً خطأ من دفاع السيتي في إبعاد كرة، لتصل لفالنسيا الذي هيأها لنفسه على حدود منطقة الجزاء، وفي الأخير فاجأ الجميع بالتصويب الأرضي، بجوار القائم الأيمن لهارت، رغم أنه سدد بأريحية ودون ضغط من الدفاع.
وتحصل اليونايتد على ركلة حرة مباشرة، إنبرى لها المتخصص واين روني الذي أرسل كرة عرضية، أبعدها توريه، لتصل إلى أشلي يونج فسدد بطريقة ولا أسوأ تعبر عن حالته وحالة فريقه في الشوط الأول، الذي أبى السيتي أن ينتهي دون أن يؤكد تفوقه بهدف ثان، عبر للمتألق هذا الموسم توريه بعد ركلة ركنية، تابعها بركبته وهو أمام الشباك.
حملت بداية الشوط الثاني مستجدّات لم يستوعبها رفاق واين روني، بانهيار تام، واستقبال شباكهم هدفين في غضون 3 دقائق، فابتعد أجويرو في النتيجة محرزًا الهدف الثاني له والثالث لفريقه، بعد مجهود رائع من نيجريدو داخل منطقة الجزاء قبل أن يلعب عرضية تابعها أجويرو بلمسة كربونية من لمسة هدفه الأول داخل الشباك.
لم يمنح سمير نصري أي فرصة لليونايتد، لالتقاط أنفاسه وهضم هذه النتيجة، ودون الهدف الرابع في شباكه، بعد إنطلاقة رائعة من خيسوس نافاس من وسط الملعب إلى منطقة الجزاء، فأرسل تمريرة عرضية حولها نصري من لمسة واحدة على الطائر على يمين ديفيد دي خيا "المغلوب على أمره"، وسط احتفالات غير طبيعية لجماهير السيتي.
بالدقيقة 60، شن اليونايتد أولى محاولاته في الحصة الثانية، بعد إنطلاقة من داني ويلباك على الرواق الأيسر، ثم سدد كرة ضعيفة ارتطمت في قدم أحد مدافعي مانشستر سيتي، وأمسكها هارت بسهولة، وسط تحسن ملحوظ في أداء اليونايتد بعد دخول كليفيرلي.
محاولات اليونايتد لتقليص النتيجة لم تتوقف، وشهدت الدقيقة 67 أبرز فرصه ، عندما سدد مروان فيلايني كرة مقوسة بيسراه من داخل منطقة الجزاء، أمسكها هارت بثبات في أول اختبار حقيقي له، انطلق بعدها فالنسيا من اليمين وحاول مغالطة ويب بالحصول على ركلة جزاء بعد سقوطه داخل المنطقة في التحام بينه وبين كولاروف، لكن ويب أشار باستمرار اللعب.
رد السيتي على صحوة اليونايتد جاء في الدقيقة 71، عندما سدد نيجريدو بيمناه كرة قوية من على حدود المنطقة، جاورت القائم الأيمن لمواطنه، غادر بعدها نيجريدو الملعب ودفع بيليجريني بالمهاجم البوسني إيدين دجيكو في محاولة منه لزيادة الأعباء الدفاعية للاعبي مانشستر يونايتد، على أمل زيادة الغلة التهديفية كما فعل دجيكو في مباراة "الستة" الشهيرة، دجيكو كاد أن يعيد هذا السيناريو بالفعل بعد لحظات من دخوله، عندما أطلق تصويبة أرضية، كادت أن تخدع دي خيا، الذي أمسكها على مرتين.
إلا أن الدقيقة 86 شهدت مستجد جديد، لكن هذه المرة لصالح مانشستر يونايتد الذي نجح نجم هجومه واين روني في التوقيع على الحسنة الوحيدة له في المباراة، بهدف حفظ ماء الوجه بتسديدة رائعة من ركلة حرة مباشرة، استقرت في الزاوية المستحيلة للحارس جو هارت الذي فشلت محاولاته لمنعها، ليصبح روني أعظم هدافي الديربي برصيد11 هدفًا.
