السلام عليكم
لم يتمكن كييفو فيرونا وميلان من تجاوز أزمتيهما خلال مواجهتهما معًا على ملعب مارك أنتونيو بينتيجوديو في فيرونا في الجولة الـ12 للدوري الإيطالي، بعدما فشل الفريقان في اقتناص الفوز والنقاط الثلاثة بل حسم التعادل السلبي المباراة التي جاءت سلبية الأداء في الكثير من فتراتها أيضًا.
الفريقان دخلا المباراة بظروف متشابهة كثيرًا، فكلاهما لا يُقدم العروض المطلوبة ولا يحقق النتائج المرجوة مما أدى لتراجع ميلان للمركز الـ11 وكييفو فيرونا للمركز الأخير في جدول الترتيب، كما أنهما يعيشان حالة من الجدل حول مستقبل مدربيهما وهناك مطالبات واضحة من الجماهير بإقالة الثنائي جوزيبي سانينو وماسيميليانو أليجري، ولذا توقع الجميع مباراة إما حذرة دفاعيًا ومملة فنيًا كون الطرفان لا يرغبان بخسارة جديدة أو مباراة مفتوحة ومثيرة لرغبة الفريقين في الفوز.
الشق الأول من التوقع هو ما ظهر خلال الشوط الأول من المباراة، إذ لعب الفريقين شوط أول ممل للغاية غابت عنه اللمحات الفنية والمحاولات الهجومية الجادة وجاء اللعب مملًا وحذرًا كثيرًا، وهذا بالتزام أصحاب الملعب بالأداء الدفاعي وتراجعهم لمناطقهم واعتمادهم على الهجمات المرتدة دون القدرة على تنفيذها، واستحواذ الفريق الضيف على الكرة ومحاولة صنع اللعب وتهديد مرمى منافسه لكن دون أي قدرة على ذلك نتيجة السلبية الواضحة في التحركات والبطء في التحضير وغياب اللاعبين أصحاب المهارة الفردية عن وسط الملعب لحساب اللاعبين البدنيين.
ولم يشهد الشوط الأول سوى فرصة وحيدة لكييفو فيرونا كانت بتسديدة جيدة جدًا من مارسيلو إيستيجاريبيا في الدقيقة الـ17 لكن كريستيان أبياتي تصدى لها بامتياز، أما ميلان فجاءت فرصته الحقيقية الأولى في الدقيقة الـ40 بتسديدة من أندريا بولي من داخل منطقة الجزاء لكنها مرت لخارج المرمى، وبعد دقيقتين فشل نفس اللاعب في استغلال تمريرة عرضية ممتازة لتضيع الهجمة وينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.
بداية الشوط الثاني جاءت مشابهة للأول تمامًا، فقد واصل ميلان استحواذه وكييفو دفاعه واستمرت السلبية عنوانًا للأداء، لكن هذا النسق البطئ والممل قطعه سيريل ثيرو بتسديدة ممتازة عقب هجمة مرتدة سريعة بدأت باستخلاص الكرة من كاكا ثم الانطلاق سريعًا تجاه مرمى أبياتي وانتهت بتسديدة ممتازة من اللاعب الفرنسي لكن الحارس تصدى لها لتذهب الكرة للمتقدم لوكا ريجوني لكنه يترك المرمى الخالي ويُسدد بغرابة لخارجه لينقذ ميلان من الهدف الأول في الدقيقة 51.
عادت المباراة لشكلها الأول عقب فرصة أصحاب الملعب الخطيرة، وقد دفعت سلبية أداء لاعبي وسط وهجوم ميلان زملاؤهم المدافعين للتقدم ومحاولة المساعدة بالتسديد من بعيد، لكن رغم القوة والدقة التي امتازت بهما تسديدتا أوربي إيمانويلسون في الدقيقة 59 وفيليب مكسيس في الدقيقة 61 إلا أن حارس المرمى "كريستيان بودجيوني" نجح في التصدي للتسديدتين بامتياز يُحسد عليه وبشكل أثار استياء المدير التنفيذي أدريانو جالياني الذي كان يتابع المباراة من المدرجات في ظل غياب باربارا بيرلسكوني التي أثارت ضجة هائلة الأسبوع الماضي.
بدأ الميلان يتحرك أسرع في الدقائق التالية، وقد بات أقرب لتهديد مرمى الفريق الملقب بالحمير الطائرة، إلا أن بودجيوني واصل تألقه بمنع أليساندرو ماتري من الاستفادة من تمريرة ريكاردو كاكا العرضية الجميلة في الدقيقة 64، وقد أكد أليجري على رغبته في التسجيل بإجراء التغيير الأول الذي أخرج خلاله سولي علي مونتاري وأشرك روبينيو ليمنح الجبهة اليُسرى روحًا هجومية جديدة.
وشهدت الدقيقة 67 شيئًا من الجدل بعدما طالب الميلان بركلة جزاء نتيجة وجود لمسة يد ضد مدافع كييفو داريو دانييلي لكن الحكم دانييلي أورساتو لم يحتسب سوى ركلة ركنية، لعبت ولم تُسفر عن شيء.
ولم يحتج روبينيو الكثير من الوقت ليظهر في الكادر الهجومي، إذ استلم تمريرة كاكا البينية في الجانب الأيمن داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 70، لكنه سدد نحو المرمى بدلًا من التمرير عرضيًا لماتري لتخرج الكرة لخارج المرمى.
وبعد 9 دقائق من اللعب البعيد عن المرميين والمنحصر في وسط الملعب عاد البديل البرازيلي ليظهر في الصورة من جديد بانطلاقة مهارية ممتازة في عمق الملعب انتهت بمواجهة فردية مع بودجيوني ثم تسديدة جيدة لكن القائم الأيمن للحارس وقف ضدها وضد كل الميلان بالتصدي للكرة والحفاظ على التعادل السلبي.
ولم تتوقف متاعب ميلان عند الأداء السلبي من لاعبيه وأخطاء مدربه في التشكيل والتوظيف والتغييرات وتألق حارس مرمى كييفو فيرونا وسوء الحظ في تسديدة روبينيو، بل اكتمل الأمر بظهور البطاقة الحمراء في وجه قائده ريكاردو مونتوليفو في الدقيقة 82 بعد ارتكابه خطأ نال بسببه البطاقة الصفراء الثانية.
ميلان كاد مجددًا أن يصل لهدف التقدم والنقاط الثلاثة بعد انطلاقة جيدة من إيمانويلسون في الجانب الأيسر ثم تمريرة عرضية جيدة جدًا لماتري الذي سددها من لمسة واحدة تجاه المرمى لكنها من جديد تمر لخارجه بالقليل، لتتواصل محنة المدرب أليجري الذي أجرى تغيير ربما غريب بعد طرد مونتولويفو بإخراج كاكا وإشراك لاعب الوسط الشاب بريان كريستانتي.
وأصر روبينيو بالاستيلاء على اللقطات الهجومية الجادة لميلان في المباراة، بعدما استلم بمساعدة ماتري كرة طولية داخل منطقة الجزاء وتقدم بها تجاه المرمى لكن بودجيوني من جديد تصدى للكرة وأفسد الهجمة قبل دقيقتين من نهاية الوقت الأصلي للمباراة.
ولم تشهد الدقائق الأخيرة أي جديد سوى طرد مهاجم كييفو فيرونا المخضرم سيرجيو بيلسييه بعدما شتم الحكم كما يبدو في الدقيقة 91، ليحصل كل فريق على نقطة لا تغني ولا تسمن من جوع بل أضافت المزيد من الشكوك حول مستقبل المدربين سانينو وأليجري.