على خطى الحبيب
ستار جديد
التواضع من صفات عباد الرحمن
التواضع: قال تعالى: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما). فالتواضع خلق حميد والإسلام يدعو إلى التواضع والتسامح ويمقت الكبر والمتكبرين قال تعالى (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين) سورة القصص 83.
فالصفة الأولى لعباد الرحمن أنهم يمشون على الأرض هونا برفق وتواضع لأنه مهما أعجب المرء بنفسه واختال في مشيته فلن يخرق الأرض بتكبره ولن يبلغ الجبال طولا بتعاظمه قال تعالى (ولا تمشي في الأرض مرحا انك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا كل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها) الإسراء 37.
يا لعظمة الإسلام حتى المشية لها نصيبها من العبودية ولها حظها من الشرف فالله يعلمنا إياها لأنها تعبير عنها يدور في نفس صاحبها.
والقرآن الكريم وهو يطلب منا إن يكون مشينا هينا إنما يقصد بالأحرى إن تكون النفوس هينة لينة هادئة سمحة لا متكبرة ولا متكلفة قال تعالى (ولا تصعر خدك للناس ولا تمشي في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور واقصد في مشيك واغضض من صوتك).
فالله بعزته وجلاله يريد من عبده إن يكون متواضعا لا متكبرا قال تعالى: (وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم) سورة الجاثية.
وبعد التواضع ومعرفته لا بد من معرفة ضده وهو الكبر وأنواعه وأقسامه وكيف نتعامل مع المتكبر وما علاج الكبر والله الموفق.
1ـ تعريف الكبر: هو دفع الحق ورده وعدم قبوله واحتقار الناس وازدرائهم قال صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر الحديث).
2ـ أنواع الكبر: نوعان باطن وظاهر
الباطن: خلق في نفس الإنسان هو إن يرى نفسه فوق الناس فنفسه الخبيثة جعلته يحتقر الناس وهذا الصنف عدو لنفسه وقال عنه رب العالمين (إن في صدورهم إلا كبر ما ببالغيه فاستعذ بالله من انه هو السميع العليم).
الكبر الظاهر: هو الذي يفيض ظلامه على سلوك المرء ففجأة تجده تغير بعد ان كان أنسانا عاديا لا يلقي السلام على احد ما السبب؟ انه حصل على مال فاستغنى أو تغيرت أخلاقه في المعاملة ما السبب؟ لقد رقي في منصب هذا الصنف يلقى الله وهو عليه غضبان عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تعظم في نفسه واختال في مشيته لقي الله تبارك وتعالى وهو عليه غضبان) رواه الطبراني في الكبير.
3ـ أقسام الكبر:
1ـ تكبر على الله وهو أفظع أنواع الكبر كما قال النمرود إنا احيي وأميت وفرعون عندما قال أنا ربكم الأعلى.
2ـ تكبر على رسل الله (وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم).
3ـ تكبر على خلق الله، كتكبر الجار على جاره والرئيس على مرؤوسه وتكبر الطبيب أو المعالج على المرضى.
كيف نعامل المتكبر:
المتكبر وضيع لن يتواضع إلا إذا وضعته ولا يعرف نفسه إلا إذا احتقرته روى إن متطرف بن عبدا لله رأي المهلب وهو يتبختر في جبة من خز فقال له متطرف يا عبدا لله هذه مشية يبغضها الله ورسوله فقال له المهلب إلا تعرفني؟ فقال بلى أعرفك أو لك نطفة مدرة وآخرك جيفة قذرة وأنت بين هذا وذاك تحمل العذر فمضى المهلب وترك مشيه.
كيف يعالج المتكبر نفسه
قال أبو حامد الغزالي إذا أراد المتكبر علاجا فعليه ان ينظر الى ما فيه من أسباب التواضع قبل إن ينظر إلى ما فيه من أسباب الكبرياء ويقول رضي الله عنه يمشي الإنسان والرجيع في أمعائه والبول في مثانته والمخاط في انفه والوسخ في أذنه والصندان تحت أبطه وقد خلق من أقذار وسكنت في بطنه أقذار وبعد موته يصير جيفة قذرة فعلام التكبر يا مسكين.
إن كان غرك المال فأنت لست اغني من قارون ما نفعه ماله وما عنه اغني وان كان غرك الحكم فالحكم لا يدوم قال كسرى لابنه (لو دام الملك لغيرنا ما وصل ألينا) ونكتفي بهذا القدر إن في ذلك لذكرى لأولى الألباب.
لذلك فعليك اخي ايها المعالج الوظيفي ان تنظر لنفسك وانت تعامل المرضى اوتعامل الناس من حولك, فاذا رأيت ان في نفسك نوع من انواع الكبر فاني انصحك ان تبتعد عنه , لما للكبر من سوء العاقبة على صاحبه بالدنيا والاخرة.