ما الجديد
ستار دي في بي | StarDVB

أهلاً وسهلاً بك من جديد في ستار دي في بي StarDVB. تم في الاونة الاخيرة تطوير وتخصيص الموقع ليشمل IPTV و SMART TV بشكل أوسع من السابق. إذا كنت مسجل سابقا يمكنك الدخول باسم المستخدم السابق نفسه، وإن كنت غير مسجل مسبقاً، يمكنك التسجيل الان. نرحب بمشاركاتك واقتراحاتك في أي وقت، نتمنى لك وقتاً ممتعاً معنا.

الأفكار المبتكرة لماذا توأد في مهدها؟

ميسي برصا

كبار الشخصيات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأفكار المبتكرة لماذا توأد في مهدها؟
خطوات مبسّطة في حمايتها

البروفيسور لورن وايتهيد
رئيس مركز الإبداع التعليمي
أستاذ الفيزياء في جامعة بريتيش كولومبيا – كندا
ترتكز هذه المقالة على أفكار كتابه " Buy-In: Saving Your Good Idea from Being Shot Down"
المؤلف بالمشاركة مع البروفيسور جون كوتر الأستاذ الشرفي في كلية أعمال هارفارد
لا يكاد يحصي أحد كم من الأفكار الجيدة يُفسد أو يقضى عليه نهائياً بعد أن يقف أحد زملاء العمل أثناء تقديمها ليقول "هذه فكرة جميلة، لكن!.."
في سطور هذه المقالة سيتذكر القارئ ويطلع على بعض الطرق الممكن استخدامها بفاعلية لمواجهة أو ردع مدمّري الأفكار والسماح لأفكاره بالوصول إلى الأسماع والأذهان وصولاً تاماً ونيل القبول والتأييد.
وهذه فكرة جيّدة أخرى تلتحق بالمقبرة!..
"شكراً لكم، بهذا أختتم تقديمي، لديكم أية أسئلة؟"
هكذا أنهت سامية تقديم اقتراحها أمام لجنة الاستثمار الرأسمالي.
لقد قامت بكل شيء كما ينبغي حتى الآن. كان فريقها مكلّفاً بإيجاد حلٍ إبداعيّ "خارج الصندوق" لمشكلة مهمّة. وهكذا أجروا استشارات موسّعة داخل الشركة، ومع العملاء، ومع خبراء خارجيين. وعندما توصلوا إلى حلٍ رائع قاموا بالتحقق منه بالتواصل مع مختلف المجموعات الأكثر تأثراً. عدّلوا حلّهم متكيّفين مع التغذية الراجعة وأبقوا المؤثّرين الرئيسيين مواكبين لما يجري.
يبيّن هذا المقترح الواضح الموجز كلّاً من العوامل الرئيسة، والحاجة التي تملي الخروج بهذا المقترح المبتكر، والأسلوب المتبع لتكوين المقترح، والبدائل التي تمّ النظر فيها، والمنافع والمخاطر المحتملة التي يحملها الخيار الموصى به. كذلك كان الفريق حريصاً على ناحية الأسلوب ومخاطبة الشخصيات وعدم الاكتفاء بالحقائق والأرقام المخاطبة للأدمغة. لقد كانت عمليتهم احترافيةً ومتقنة التقديم. كانت تطبيقاً نموذجياً رائعاً لأصول تطوير المقترحات وتقديمها.
في البداية، وجّه عددٌ من أعضاء اللجنة إلى سامية أسئلةً عاديةً ليس فيها أيّ ضرر. لكن فجأةً، وصل إلى الميكروفون السيد وليد، ومع نحنحته لتصفية حنجرته ساد القاعة صمتٌ مطبق. ولمن لا يعرف السيد وليد نقول إنّه شخص يعرف كيف يظهر بمظهر لاعب الفريق لكنه في الحقيقة ليس كذلك. وفي حالتنا هذه كان وليد ينظر إلى تقدّم سامية المهنيّ السريع كتهديد شخصيّ له.
قال وليد: "السيدة سامية، إنني أقدّر العمل الجادّ الذي قامت به مجموعتك، لكن بكل صدق وصراحة لا بدّ لي من أسأل وأدقّق في سلامة ما تقومون به لأنّ (كذا وكذا وكيت وكيت..) وبناءً عليه فإنني أرى وجوب مرور خطتكم المقترحة على لجنة الشؤون القانونية حتّى تدرس نقاط الاستفهام المشار إليها دراسةً ملائمة قبل عرضها علينا).
فغرت سامية فمها دهشةً ولم تستطع إيجاد الكلمات المناسبة. كان هجوم وليد يبدو (وهو كذلك في الحقيقة) غير نزيه وغير مبرّر. إلاّ أنها في لحظة الحدث الحرجة لم تجد لديها ردّاً دفاعيّاً حاسماً بسيطاً وفعّالاً.
شعرت أنّ أيّ شيء تقوله سيزيد الأمور سوءاً، لكن كان عليها أن تقول أيّ شيء، وحتى وهي تتكلم كانت تدرك أن تعليقاتها لا تجيب كما ينبغي على اعتراضات وليد المتقن تسديدها إلى مواضع قاتلة. وهكذا بدأت كرة الثلج تتدحرج.. التقط أحد الحاضرين تفصيلاً صغيراً من إجابة سامية وطرح سؤالاً لم تكن قادرةً على فهمه ولا على إجابته كما ينبغي، ثمّ تبعه وليد بتعليق لاذع جديد. نظرت سامية حولها تبحث عن المساندة فلم تجد سوى الصمت.
رسا تصويت اللجنة على إحالة اقتراح سامية إلى ما يمكننا تسميته "لجنة التأخير اللانهائي" ونتيجةً لذلك ضيّعت الشركة فرصةً مهمّة، وخلال بضعة أشهر ستغادرها سامية. ستكون سامية بخير لكن هل ستكون الشركة التي خلّفتها وراءها بخير؟
في عالمٍ يتمحور على المعرفة من يستطيع احتمال تكاليف قتل الأفكار!
أيبدو لكم ذلك السيناريو مألوفاً؟ نشهد جميعاً –وربما كثيراً جداً- أفكاراً رائعةً تموت بالرغم من توصيلها توصيلاً ممتازاً. إنّها تموت نتيجة أسباب ليست بالمنطقية تماماً. إنّ هذا لأمر مفجّر للغيظ والنقمة في صدور الناس ولا يقلّ خطورةً عن ذلك أو قد يزيد أّنّه يكبّد الشركات تكاليف هائلة من الفرص الضائعة أو المؤجّلة.
ينبغي أن لا تسير الأمور على النحو، وفوق ذلك فإنّ ضياع الفرص هذا ليس مقبولاً على الإطلاق لدى قادة الأعمال في يومنا هذا. إنّ تكاليف ونتائج القرارات أكبر والتحديات أعظم في هذه الأيام لأنّ عالمنا بات يتغيّر بسرعةٍ ليس لها مثيل من قبل. منذ القديم كان وما يزال واجباً على مؤسسات الأعمال التكيّف حتّى يكتب لها البقاء، وكان وما يزال هذا التكيف تحدياً صعباً لأنّ التكيّف والتحوّل يتطلّب أفكاراً جيدة، ويستهلك الموارد، ويستدعي مواجهة المخاطر. لكن اليوم يبلغ معدل التغيير ضعف ما كان عليه قبل عشرين عاماً، بينما لم تكد الموارد والخبرات المتوفرة للتكيّف والتحوّل تزداد إلاّ قليلاً.
قام جون كوتر الأستاذ الفخري في كلية أعمال هارفارد بأبحاثٍ مركزة على تحديات التغيير الكبير واسع النطاق. وبناءً على أبحاثه قام بوضع "عملية قيادة التغيير ثمانية الخطوات". وفي ذلك النموذج للتغيير الناجح في المؤسسات نجد في موقعٍ حيوي مفهوم إشراك المنظّمة كلّها engaging the organization وإيجاد التأييد لتغيير.
ومع الأستاذ كوتر كتبنا كتابنا " Buy-In: Saving Your Good Idea from Being Shot Dow" حتّى نساعد في معالجة بعض التحديات في الطريق إلى إشراك المنظّمة وتحقيق التأييد. إنّ الطريق الأوحد لتجاوز هذه التحديات هو تطوير تفهّم للمشكلة وبعض الحلول الممكنة. في كتابنا، وفي هذه المقالة سنبيّن لكم أسلوباً معارضاً للبديهة إلاّ أنّه عالي الفاعلية في ضمان أنّ الأفكار الجيدة المهمّة سيكتب لها البقاء والانتصار. لكن أولاً نحتاج إلى تفهّم هذه المشكلة: لماذا يبادر الناس إلى كتم أنفاس الأفكار الجيّدة؟
(عرضت مجلّتكم خلاصة عملية قيادة التغير المشار إليها آنفاً في عدد 78 أكتوبر 2011 بعنوان "خلاصة في قيادة التغيير: لماذا تفشل مبادرات تغيير المؤسسات؟").
هجومات قتل الأفكار:
ما الذي يجعل أحدهم يرغب في وأد فكرةٍ جيدة؟ إنّ معظم زملاء العمل حولنا أناس خلوقون محترمون يهدفون إلى إنجاز أمور حسنة. لكنّ البشر إضافةً إلى ذلك مخلوقاتٌ مركّبة معقّدة، وكثير منا، من وقتٍ لآخر، ربما يتعرّضون لنوازع نقص وضعف بشرية عامةً تورّطهم في وأد فكرة ممتازة. تتضمن نوازع الضعف والنقص البشرية هذه: الغيرة، والخوف، والتخشّب والسبات في الوضع الراهن، وغموض واضطراب الرؤية، وتنازع المصالح والاهتمامات، وضيق ساحة النظر، والكبرياء، والسذاجة والسطحية. ومع كل ذلك فإنّ الأسباب لا تهمّ في الواقع، إذ لا يمكنك التعامل والردّ إلاّ على السلوك، أي على هجمات تحدّي وإخماد أفكارك. وجرعة الترياق المضادّ المثلى (أي الرد المحترم، الواضح، الموجز، والبسيط) تؤدّي غرضك خير أداء بغض النظر عن الدافع أو الدوافع المحرّكة لمهاجم أفكارك.
أظهرت ملاحظاتنا أنّ أنواع الهجوم المختلفة تشترك كلّها في خصائص معيّنة. يمكن أن تستخدم في ضرب أي فكرة جيدةٍ (وهو ما يجعلها مفيدةً لدى معتادي المهاجمة والتحطيم)، وكذلك يمكن تعديلها بسهولة لتلائم مهاجمة الفكرة الحاضرة تحديداً (وهو ما يجعل هذه الهجومات تبدو أكثر عمقاً واستحقاقاً للاعتبار)، ويمكن أن تبدو أيضاً نابعةً من نيّة حسنة (وهو ما يكسب المهاجم بعض التعاطف)، وتفنيد الهجومات المضادة للأفكار صعب جداً إن لم تكن مستعداً لها (وهذا هو سبب نجاحها عادة)
جرعة الترياق المضادّ المثلى (أي الرد المحترم، الواضح، الموجز، والبسيط) تؤدّي غرضك خير أداء بغضّ النظر عن الدافع أو الدوافع المحرّكة لمهاجم أفكارك.
من خلال أبحاثنا عرّفنا أربعةً وعشرين هجوماً محدداً شائع الاستخدام. يبدو استذكار خصائص وطرق مواجهة كلّ هذه الأنواع مضنياً، ولذلك وضعنا طرقاً أكثر بساطة ومباشرةً وسهولةً في الحفظ لتفهّم ومواجهة الهجمات المغيرة على الأفكار.
أربعة تكتيكات يستخدمها البشر في مهاجمة الأفكار الجيدة:
هناك أربعة تكتيكات قاعدية متبعة عموماً في غارات إجهاض المقترحات أو الخطط القيادية. وفي بعض الأحيان تتبع تركيبة من بعض هذه التكتيكات أو جميعها.
1- التأخير:
يقدّم خصمك قضيةً تبدو منطقيةً تقول إنّ علينا الانتظار (قليلاً وحسب) حتّى ينتهي مشروعٌ آخر، أو ينبغي علينا إعادة هذا الاقتراح إلى لجنة (فقط لتوضيح وتعديل بعض النقاط)، أو (فقط) تأجيل العملية المقترحة إلى دورة الميزانية التالية. وبعدئذٍ قد تراه يحوّل الاهتمام إلى مسألةٍ أخرى مبرّرة وملحّة: النقص المفاجئ في الميزانية، إعلان المنافسة عن شيءٍ غير متوقّع، هذه المشكلة المتفاقمة هنا، أو ذاك النزاع المتصاعد هناك.
يؤدّي هذا النوع من الهجوم غرضه أداءً ممتازاً في معظم الأحوال، ويؤدّي أحياناً إلى إعاقة غير عكوسة في تحصيل تأييد ومؤازرة المجموعة للفكرة.
2- التخليط وإثارة الاضطراب:
يطرح خصمك أسئلةً أو مخاوف تؤدّي إلى تحريك النقاش حول مسائل لا أهمية جوهرية لها، أو الغرق في منطق دوراني يطارد ذيله، أو الغوص في عددٍ هائل من البدائل والاحتمالات يستحيل تناولها وحسمها بحوار واضح ذكيّ لبناء الدعم لفكرتك. يقول قائلهم –مثلاً-:"انظروا في الصفحة 46 من الوثيقة التي قدمتها وستجدونها تقول إنّ الحصة السوقية في الصين سوف تتقلّص خلال ثلاث سنوات، وإن مضيتم إلى الصفحة 58 فسترون...) وهكذا ينزلق الحوار إلى نقاشات جانبية.
وفي النهاية يصل الناس إلى ظنّ أنّ الفكرة قد طرحت قبل أن يتمعّن أصحابها في ظروفها وملابساتها، أو يشعرون بأنّهم أغبياء لأنهم يعجزون عن مواكبة سيل المناقشات المتدفّق وهو شعور ينعكس غضباً سرعان ما يعبّر عنه في موقف معاكس لك ولأفكارك.
3- افتعال وتضخيم وبثّ المخاوف:
يقتنص أحدهم معلومةً جزئية غير دقيقة أو إشكالية فتراه يعلن دون تردّد "تبدو فكرتك نسخةً مطابقةً لمشروع أطلقناه منذ ثلاث سنوات" ويمضي في نسج رواية حولها، فيعدّد للفكرة تبعاتٍ محتملة قد تكون مرعبةً حقاً، أو تراه في أحيانٍ أكثر، يستهدف النقر والضغط على الأوتار الحساسة ومواضع الاستنفار لدى المستمعين (فتراه يتابع القول مثلاً "ولقد فشل ذلك المشروع وأقيل إثر ذلك عددٌ من أعضاء فريقنا").
إنّ المنطق القائم على ربط واقعة ماضية بنتيجة متخيّلة في المستقبل كثيراً ما يكون مغلوطاً أو حتى سخيفاً متداعياً، لكنّ ذلك لا يكاد يغيّر شيئاً من حقيقة فاعليته الشديدة. عندما تثار مخاوف وهواجس المستمعين فإنّ تسكينها لن يكون أمراً مضموناً ببساطة بمجرّد أن تقدّم رداً تحليلياً صحيحاً.
4- الاستهزاء والتسخيف:
لا يطلق خصمك سهامه مباشرةً على الفكرة، بل تراه يستهدف بدلاً من ذلك الشخص أو الأشخاص الواقفين وراءها. وعادةً ما يؤدّي هذا الهجوم غرضه بنجاحٍ أكثر حين تكون سهام السمّ ملبّسة بالسكر.
قد يظهر الهجوم الشخصَ المستهدف بمظهر الخفيف السطحي التافه، أو ضعيف المقدرة، أو المنافق، أو أسوأ من ذلك.
يستخدم هذا التكتيك أقل من غيره، ولعل ذلك يرجع إلى تعرّضه أكثر من غيره لتوليد مفعول معاكس وإصابة من يطلقه. لكنّه حين ينجح يولّد أضراراً جانبيةً ويصيب بالشظايا نطاقاً واسعاً. لن تقتصر الجراح على فكرتك، بل قد تصاب سمعتك، وتتأذّى مصداقيتك ممّا يعني ضربةً مسبقة وتحديات إضافية في وجه كل أفكارك القادمة.




تحياتي

 

The_SMB

كبار الشخصيات
اشكرك اخي الغالي
مع الاسف اعتدنا في عالمنا العربي على اغتيال الافكار الابداعية الجديدة
تحياتي
 

ميسي برصا

كبار الشخصيات
شكرا لكم إخواني لمروركم
نعم أخي علي كلامك سليم 100/100
قتلناها ولازلنا نقتلها

تحياتي
 
أعلى