ما الجديد
ستار دي في بي | StarDVB

أهلاً وسهلاً بك من جديد في ستار دي في بي StarDVB. تم في الاونة الاخيرة تطوير وتخصيص الموقع ليشمل IPTV و SMART TV بشكل أوسع من السابق. إذا كنت مسجل سابقا يمكنك الدخول باسم المستخدم السابق نفسه، وإن كنت غير مسجل مسبقاً، يمكنك التسجيل الان. نرحب بمشاركاتك واقتراحاتك في أي وقت، نتمنى لك وقتاً ممتعاً معنا.

ادخل القلوب والعقول من أوسع أبوابها

ميسي برصا

كبار الشخصيات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ادخل القلوب والعقول من أوسع أبوابها
جرّب التأثير بالإثارة

الدكتور علي الحمادي
بكالوريوس في الهندسة الصناعية من الولايات المتحدة
دكتوراه في التطوير الإداري من بريطانيا
مؤسس ورئيس مركز التفكير الإبداعي، ومركز الدقيقة الواحدة بالإمارات العربية المتحدة

تأمّلت حال العديد من الذين أثروا في الناس وصنعوا الحياة فوجدتهم قد حرصوا على استخدام أسلوب الإثارة والاستفزاز, سواء كان ذلك في نوعية الأفكار والآراء المطروحة, أو في طبيعة الكلمات المستعملة, أو في طريقة إخراجها, أو في لغة الجسد, أو الانفعال العاطفي, أو في نوعية القرارات المُتخذة, أو في شكل المواقف المتبناة, أو في غير ذلك.
كما أنني قبل ذلك وجدت أن التأثير بالإثارة أسلوب قرآني, وكذلك هو أسلوب نبوي, وكذا استعمله العرب في أشعارهم وخطبهم.
فلنتعلّم مخاطبة الناس من كتاب الخالق العليم بالناس
ففي كثير من المواضيع القرآنية نجد الآيات تستثير القارئ أو السامع للتأمل في جوهر الخطاب الذي يسمعه, بغرض جذب الأفهام والعواطف للتدبر في عظيم ما في هذه الآيات من حكم ومعان وعظات.

انظر مثلاً إلى قوله تعالى في الآية 214 من سورة البقرة: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضرّاء وزلزلوا حتّى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله، ألا إنّ نصر الله قريب).
فالحق تبارك وتعالى يستثير المؤمنين إلى فهم حقيقة الابتلاءات والمحن التي يعيشونها من خلال ذكر حال بعض من سبق من المؤمنين مع رسلهم في محنتهم واستنصارهم باله تعالى, حتى أتاهم الفرج, بعد جو من الاستثارة المتمثلة في قوله تعالى: (مستهم البأساء والضراء وزلزلوا).
وانظر كذلك إلى قوله تعالى في الآية 245 من سورة البقرة ) من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون).
في هذه الآية إثارة كبيرة للمؤمنين من أجل الإنفاق في سبيل الله, فالمال مال الله, والناس عبيد لله, ومع ذلك جعل الله تعالى المال الذي ينفقه العبد في سبيل الله قرضاً له على الله تعالى, فقال تعالى: (يقرض الله قرضاً حسناً), كما إنه جعل المضاعفة الكثيرة هي صنيع الله تعالى مع هذا القرض فقال تعالى: (فيضاعفه له أضعافاً كثيرة).
وتأمّل في قوله تعالى في سورة الصف: يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم (10) تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون (11).
فالله تعالى جعل الجهاد بالمال والنفس تجارة رابحة لا كساد فيها ولا بوار, وصفقة ناجحة يعقدها الخالق العظيم مع مخلوقه الضعيف الذي لا يملك من أمره شيئاً, فسبحان الله الواهب المنان.
وتأمل كذلك في قوله تعالى في سورة النساء: (بشر المنافقين بأنّ لهم عذاباً اليماً (138) الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإنّ العزة لله جميعاً (139)
انظر في الآية سالفة الذكر إلى كلمة: "بشّر" كيف أثارت النفوس, إذ جاءت في موضع ليس فيه تبشير وإنما عذاب وجحيم, وفي هذا إيذاء مادي وكذلك إيذاء معنوي للمنافقين.
تعلّم التأثير في النفوس من رسول الهدى طبيب النفوس
أما في السنة فالنبي صلى الهر عليه وسلم كان كثيراً ما يستخدم هذا ألأسلوب عند اتصاله بالناس, والأمثلة في ذلك كثيرة, وإليك بعضاً منها:
صعد النبي صلى الله عليه وسلم ذات مرة الصفا ونادى: "يا صباحاه", فاجتمعت إليه قريش, فقال: " يا بني فلان, يا بني عبد مناف, يا بني عبد المطلب, أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقيّ؟" قالوا: ما جربنا عليك كذباً, قال: "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى اله عليه وسلم , إذ سمع وجبة فقال : " هل تدرون ما هذا؟" , قلنا : الله ورسوله أعلم, قال:" هذا جحر رمي في النار منذ سبعين خريفاً فهو يهوي إلى النار الآن حتى انتهى إلى قعرها, فسمعتم وجبتها".
وأراد النبي صلى الله عليه وسلم ذات مرة أن يبين للناس خطأ بعض المعايير الاجتماعية السائدة فاستخدم لذلك أسلوب التأثير بالإثارة رغبة في إقناعهم واستمالتهم لما يريد وإليك القصة التي يرويها الإمام البخاري.
مر رجل على رسول اله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل جالس عنده:" ما رأيكم في هذا؟ " فقال: " رجل من أشراف الناس, هذا والله حري إن خطب أن ينكح, وإن شفع أن يشفع, فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم مر رجل آخر فقال له رسول الله: " ما رأيك في هذا؟ ", فقال : يا رسول الله, هذا رجل من فقراء المسلمين, هذا حري إن خطب ألا ينكح, وإن شفع أنت لا يشفع وإن قال أن لا يسمع لقوله, فقال رسول اله صلى الله عليه وسلم: " هذا – وهو يشير للفقير- خير من ملء الأرض مثل هذا".
وفي موقف آخر استخدم النبي التأثير بالإثارة في حث أصحابه على الصبر في المحن والشدائد.
فعن أبي عبد الله خبّاب بن الأرت رضي الله عنه قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة, فقلنا ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا؟ فقال: " قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر في الأرض فيجعل فيها, ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين, ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه, ما يصده عن دينه, والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون."
تعلّم التأثير من براعة الحكماء وصنعة الأدباء
وأما في الشعر العربي فقد استخدم العرب أسلوب التأثير بالإثارة في أشعارهم في كثير من المواقف والمواضع, ومن أشهر تلك المواقف موقف الرسول من بني قريش وبني بكر لما خانوا العهد فغدروا ببني خزاعة في ثأر قديم بينهم, وكان بنو بكر حلفاء لقريش, وبنو خزاعة حلفاء للنبي صلى الله عليه وسلم, فأرسل بنو خزاعة وفداً منهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبروه بما حدث وليطلبوا منه النصرة, فسبقهم عمرو بن سالم الخزاعي إلى المدينة حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف عليه, وهو جالس في المسجد بين ظهراني الناس فقال:
يارب أني ناشد محمدا حلفنا وحلف أبيه الأتلدا
قد كنتم ولدا وكنا والدا ثمة أسلمنا ولم ننزع يدا
فانصر,هداك الله, نصرا أيدا وادع عباد الله يأتوا مددا
فيهم رسول, قد تجردا أبيض مثل البدر, يسمو صعدا
إن سيم خسفا وجهه تربدا في فريق كالبحر يجري زبدا
إن قريشاً أخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك المؤكدا
وجعلوا لي في كداء رصدا وزعموا أن لست أدعو أحدا
وهم أذل وأقل عددا هم بيتونا بالوتير هجدا
وقتلونا ركعا وسجدا

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "نصرت يا عمرو بن سالم" , ثم عرضت له سحابة من السماء فقال: "إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب".


تحياتي

 

The_SMB

كبار الشخصيات
اشكرك اخي عبد الحليم
ما احوجنا لهكذا كلمات ونصائح ... بارك الله فيك
تحياتي
 
أعلى