
فيلم «زيدان صورة للقرن الواحد والعشرين»، الذي يعرض حاليا على شاشات السينما في بريطانيا، بعد ان سبق وعرض قبل اسبوع في فرنسا، حاول الاقتراب من لاعب الكرة الشهير زين الدين زيدان، ونقل انفعالاته خلال مباراة واحدة، وعلى مدار ساعة و30 دقيقة هي مدة العرض.
وتدور احداث الفيلم التسجيلي حول متابعة دقيقة وطبيعية لحركات زيدان، «المشي والركض واستعراض مهاراته بالكرة حتى نبضات قلبه ووقع حذائه على الارض وهمساته مع زملائه»، من خلال مباراة واحدة جمعت بين فريقه ريال مدريد مع منافسه فياريال بالدوري الاسباني يوم 23 أبريل (نيسان) 2005.
مخرجا الفيلم دوغلاس غوردون وفيليب بارينو، اللذان قضيا حوالي السنة مع زيدان لاجل الوقوف على ملامح الفكرة الجديدة لموضوع العمل، اوضحا ان التكنولوجيا الحديثة، التي اتبعاها في تصوير الفيلم هي المفاجأة. واستخدم غوردون وبارينو نحو 17 كاميرا، بعضها لم يكن مسموحا استخدامه الا في المجالات العسكرية الدقيقة، لذلك لم يكن سهلا إخراجها من الولايات المتحدة الا بشروط رقابية، لان عدسات هذه الكاميرات تسمح بمتابعة دقيقة لكل صغيرة وكبيرة.
يقول الصحافي البريطاني ايان جونز لـ«الشرق الاوسط»: تابعت الفيلم في عرضه الاول بمهرجان كان، انه ليس بالتحفة الفنية الكبيرة، لكنه فكرة جديدة من مخرجين ابدعا بالصوت والصورة». واضاف «الفيلم لا يعتبر تسجيليا بالمعنى الكامل ولا سينمائيا عاديا، انه رحلة بالكاميرا بين اقدام لاعب لا تمل منه، لكن لا تستشعر انك شاهدت فيلما عاديا».
ويرى مخرجا الفيلم في تصريحات لمجلة «هوليوود ريبوتر»، ان ابداعات زيدان تحتاج لافلام وليس فيلما واحدا، لكن هذا العمل يجعل المتفرج قريبا من معايشة انفعال لاعب خلال 90 دقيقة هي زمن مباراة». اما زيدان فقال في تعليقه بموقعه الإلكتروني أن «الفكرة جديدة خاصة وأن التصوير تم بالكامل داخل المستطيل الأخضر».
وبعيدا عن عشاق كرة القدم، والقائمين على صناعة السينما، اوضح مخرجا الفيلم قائلين، «المسألة هي تصوير رياضة كرة القدم بشكل آخر، وتقديم «بورتريه» لشخصية عامة بالوسائل الجمالية المتاحة». ان الكاميرا تتابع زيدان وحده في مشيه وركضه السريع ولمساته مع الكرة وكيف يتعرض للعنف، وتعكس المؤثرات الصوتية ما يدور وكأن المشاهد مع اللاعب في كل خطوة».
وتتبنى اللقطات الاولى للفيلم انطباعات طفل يتابع اللقاء من التلفزيون وكيف تقترب الفواصل، بحيث يشعر انه بات قريبا من الملعب، بل في الملعب مع كل خطوة لزيدان.
وكان مخرجا الفيلم قد صرحا بانهما لم يتفاجآ عندما ضرب زيدان برأسه المدافع الإيطالي ماركو ماتيرازي في صدره في نهائي كأس العالم بالمانيا، بعد ان حفظا انطباعاته خلال عام متواصل من العمل معه. وأضاف بارينو، الذي شاهد المباراة في التلفزيون: «لقد نظرت إلى وجهه خلال مناوشاته مع المدافع الايطالي وقلت لنفسي إن بطاقة طرد قادمة». أما غوردون؛ الذي كان حاضرا المباراة في الإستاد الأولمبي ببرلين، فقال «رأيت ملامح الغضب على وجه زيدان، شاهدت بعضا من نفس هذه الانطباعات من قبل». وكان زيدان، الذي اعلن اعتزاله قبل المونديال، قد وجه ضربة برأسه الى صدر مدافع المنتخب الايطالي وطرد على اثرها في الدقيقة 110 من المباراة النهائية التي انتهت بفوز ايطاليا بركلات الترجيح 5 ـ 3 (الوقتان الاصلي والاضافي 1 ـ 1). وعزا زيدان اسباب ذلك الى استفزاز من قبل ماتيرازي من خلال تلفظه بكلمات نابية طالت «الأم والاخت»، لكن ماتيرازي نفى ان يكون قد وجه كلاما الى ام النجم الفرنسي (الجزائري الاصل). يذكر انه رغم هذه الحادثة فقد اختير زيدان من قبل الصحافيين افضل لاعب في نهائيات مونديال المانيا بحصوله على 2012 نقطة مقابل 1977 لقائد منتخب ايطاليا فابيو كانافارو.
ويضع خبراء كرة القدم زين الدين زيدان ضمن افضل من انجبتهم ملاعب الكرة على مدى التاريخ، لذلك يرون انه يستحق فيلما اخر لا يقل عن الذي تم انتاجه لجوهرة الكرة البرازيلية بيليه قبل 10 اعوام.
ونال الفيلم اعجاب المراقبين خلال عرضة على هامش مهرجان كان السينمائي في مايو (ايار) الماضي، لكن ما زال الحكم عليه لم يتضح من الجمهور